يستمر
المستوطنون الإسرائيليون بفرض مزيد من الوقائع على الأرض، خاصة في الضفة الغربية، من
خلال التوسع الاستيطاني على حساب أراضي الفلسطينيين المصادرة من جهة، ومن جهة أخرى
إقامة البؤر الاستيطانية غير القانونية دون الحصول على الموافقات الحكومية، ومن جهة
ثالثة من خلال التواصل مع الأوساط الأمريكية والأوروبية لمنع تمويل التواجد الفلسطيني
في المنطقة "ج"، سواء البناء السكني أو إقامة مرافق البنية التحتية.
آخر
الجهود التحريضية الاستيطانية على التواجد الفلسطيني داخل المنطقة "ج" في
الضفة الغربية، تمثل بجولة ميدانية نظمها قادة المستوطنين إلى هنغاريا، لتحريضها وباقي
الدول الأوروبية لوقف إمداد الفلسطينيين بالأموال اللازمة لتعزيز تواجدهم في هذه المنطقة،
بزعم أنه مخالف للقوانين الأوروبية.
حنان
غرينوود مراسل صحيفة "
إسرائيل اليوم"، كشف أن "مدير عام مجلس
"يشع" الاستيطاني إيغال دلموني، ورئيس مجلس المستوطنات يوسي داغان، ووفد
من قادة المستوطنين التقوا بعدد من المسؤولين الهنغاريين، وزعموا أمامهم أن الفلسطينيين
استولوا على المنطقة "ج"، مما يعد انتهاكا لقانون التمويل المعتمد في الاتحاد
الأوروبي، الذي يأتي من أموال دافعي الضرائب الأوروبيين، وقد تعهد مضيفوهم الهنغاريون
بالعمل مع دوائر النفوذ لوقف التمويل الأوروبي للأنشطة الفلسطينية في هذه المنطقة".
وأضاف
في تقرير ترجمته "عربي21" أن "زيارة المستوطنين جاءت لمدينة وايز لإحياء
الذكرى 162 لميلاد مؤسس دولة إسرائيل، تيودور هرتسل، وهو حفل نظمته مؤسسة "أصدقاء
المجر وإسرائيل"، بحضور 200 شخصية رئيسية، منهم وزراء مجريون، وشخصيات عامة، ورؤساء
بلديات، وقادة محليون، والسفير الإسرائيلي هناك يعكوب هاندلسمان، وتم إعلان توأمة بين
المدينة المجرية وإحدى المستوطنات الإسرائيلية".
استغل
قادة المستوطنين هذه الزيارة لإظهار حجم التحديات التي تواجه مشاريعهم الاستيطانية
والسيطرة على الأراضي الفلسطينية، خاصة ما يعتبرونها "المعركة" على المنطقة
"ج"، بالزعم أنهم كل أسبوع يخسرون عشرات الدونمات بسبب تزايد البناء الفلسطيني
والتواجد في هذه المنطقة، من خلال الحصول على تمويل من الاتحاد الأوروبي، وهو مسعى
واضح لتحريض الأوروبيين على وقف مساعدتهم للفلسطينيين في البقاء على أراضيهم، وتواجه
"غول" الاستيطان الذي يحظى بدعم حكومي واضح.
من الواضح
أن المعركة التي يشنها المستوطنون اليهود للسيطرة على ما تبقى من أراض فلسطينية وصلت
ذروتها في الآونة الأخيرة من خلال إقصاء الفلسطينيين عن أراضيهم، وإزالة مراعيهم، وهدم
منازلهم، من خلال تحريض الدول الأوروبية التي تقدم منحاً وتمويلا لمشاريع إنسانية فلسطينية،
تسعى لتعزيز التواجد المدني الفلسطيني، من خلال إقامة البنى التحتية وشق الطرق، وترسيخ
وجود الفلسطينيين.