هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكد مسؤول إسرائيلي،
أن لبنان الذي يعاني من أزمة كبيرة في الطاقة سيبدأ باستيراد الكهرباء المولدة في
الأردن من "الغاز الإسرائيلي"، الذي فعليا هو الغاز المستخرج من الأراضي
والشواطئ الفلسطينية المحتلة.
وأوضح ميت مور، مدير
عام "إيكو إنيرجي" لاستشارات الاقتصاد الاستراتيجي، ومحاضر كبير في
جامعة "رايخمن"، أن "لبنان الذي يعاني من أزمة كهرباء شديدة
للغاية، سيبدأ باستيراد الكهرباء من الأردن الذي ينتج نحو 80 في المئة باستخدام
الغاز الطبيعي المورد من إسرائيل".
وأضاف في حديثه مع
صحيفة "إسرائيل اليوم": "المفارقة؛ أن الأضواء في منزل أمين عام
حزب الله حسن نصرالله، ستشعل عمليا بواسطة الغاز الإسرائيلي"، بحسب قوله.
وذكرت الصحيفة في
خبرها الرئيس الذي أعدته سونيا غورودسكي، أن أقوال مور جاءت عقب "رسائل
التهديد التي أطلقها زعيم حزب الله نهاية الأسبوع نحو إسرائيل، مع وصول طوافة
"كاريش" إلى المياه الإقليمية (الفلسطينية المحتلة)، والتي أكد خلالها،
أنه "يجب منع العدو من إنتاج الغاز في طوافة "كاريش".
ورأى المسؤول أن
"المفارقة ستتعاظم عندما سيبدأ لبنان بتلقي الغاز من مصر، حيث ستبدأ شركة
الكهرباء اللبنانية قريبا من خلال صفقة دائرة مع شركة الغاز المصرية، بتلقي غاز
طبيعي من إسرائيل في صالح محطة توليد الطاقة في طرابلس، وسيصل الغاز عبر الأردن
وسوريا بحجم 0.5 مليار متر مكعب في السنة، بتكلفة تقدر بنحو 100 مليون
دولار".
اقرأ أيضا: وزير لبناني: استيراد غاز مصر يخفف أزمة الكهرباء لهذا الحد
وأشارت "إسرائيل
اليوم"، إلى أن "الطوافة التي تثير غضب اللبنانيين، كان يفترض بها أن
تصل إلى إسرائيل قبل عامين، ولكن بسبب كورونا تأخر وصولها، والسؤال الواجب: لماذا
ثار الموضوع مرة أخرى الآن بالذات؟".
وقالت: "في الوقت
الذي ترتفع فيه التهديدات اللبنانية درجة، يخيل أنهم في إسرائيل لا يتأثرون؛ فمحافل
سياسية وخبراء في سوق الغاز، يعتقدون بأن هدف التهديدات هو لغرض سياسي لحكومة
لبنان الانتقالية، من أجل تسريع المفاوضات الجارية منذ سنتين على المنطقة موضع
الخلاف بين إسرائيل ولبنان".
وزعمت أن "طوافة
"كريش" نصبت في منطقة تخضع للسيطرة الإسرائيلية الكاملة، جنوب منطقة
الخلاف التي تبحث في المفاوضات بين لبنان وإسرائيل بوساطة أمريكا منذ أكثر من
عامين"، منوهة إلى أن الوسيط الأمريكي، عاموس هوكشتاين، من المنتظر أن يصل
غدا إلى لبنان من أجل أن "يسرع المفاوضات بين الطرفين".
وبحسب التقديرات
الجيولوجية، فإنه "يدور الحديث عن منطقة ذات احتمال عال لاكتشاف الغاز
الطبيعي"، مضيفة أنه "لما كان الحديث يدور عن منطقة موضع خلاف، فلا تجرى
فيها الآن تنقيبات عن الغاز والنفط، وذلك بينما يعاني لبنان من أزمة طاقة اشتدت
مؤخرا جدا في أعقاب القفزة في أسعار الطاقة".
وبحسب الصحيفة، فإن "توريد الكهرباء في لبنان محدود لـ2–
4 ساعات في اليوم، والكهرباء تنتج بالمازوت والسولار اللذين ارتفعت أسعارهما مؤخرا
بعد الحرب في أوكرانيا".
وأشار مور، إلى أنه
"توجد مصلحة اقتصادية واضحة للبنان في التنقيب والتطوير في آبار الغاز
المحتملة، التي توجد في المياه الاقتصادية في خطوط الكتلة 8 و9 التي توجد بعضها في
منطقة الخلاف".
ورأى المسؤول أنه
"في حال لم يحل الخلاف على خط الحدود البحرية، فإن للبنان ما يخسره وأساسا
بسبب التأخر في التنقيب عن الغاز في الكتلتين 8 و 9 اللتين يوجد فيهما بحسب
الاستطلاعات الجيولوجية احتمالات اكتشاف مخزونات غاز كبيرة".
إلى ذلك تظاهر مئات
الأشخاص وعدة نواب لبنانيين في الناقورة جنوب لبنان احتجاجا على استقدام إسرائيل
سفينة إنتاج وتخزين للغاز لاستخراج الغاز من حقل "كاريش" الذي تعتبره
بيروت يقع ضمن منطقة متنازع عليها.
وجاءت التظاهرة قبل
أيام من وصول الوسيط الأمريكي، آموس هوكستين، إلى بيروت للبحث في استكمال
المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل بشأن ترسيم الحدود البحرية.
وحمل مئات الأشخاص
أعلاما لبنانية وفلسطينية في مدينة الناقورة الحدودية، احتجاجا على اعتبار الاحتلال
حقل "كاريش" من الأصول الاستراتيجية له، مثلما قال وزراء الأمن والطاقة والخارجية
الإسرائيليون في بيان مشترك الأربعاء.
وقال النائب فراس
حمدان: "نحن، كممثلين للشعب اللبناني وللأمة جمعاء، لا نقبل بأي شكل من الأشكال
التفريط بثرواتنا البحرية المملوكة من كل المواطنين على حد سواء".