هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تناولت صحيفة "الفاينانشال تايمز" في تقرير لها تأثير الاستثمارات السعودية على عالم الغولف وتهديدها لقواعد اللعبة الشهيرة، بعد أن استثمر الصندوق السيادي للمملكة الخليجية أكثر من ملياري دولار في بطولة موازية.
ولفت كاتب المقال إلى مشاركة اللاعب فيل ميكلسون، وهو أحد أكثر اللاعبين مهارة وتسويقا في اللعبة، في افتتاح ملعب غولف خاص حصري خارج لندن، قبل أكثر من أسبوع، دون أن يرتدي شعارات أي من رعاته.
وأشار الى أن اللاعب ذاته، بات لديه داعمون ماليون أغنى من رعاته السابقين، عقب مشاركته في بطولة "إل آي في غولف إنفيستمنتس" الجديدة، وهي دوري منفصل يهدد بقلب الوضع الراهن لرياضة الغولف.
وذكرت الصحيفة أنه تم تمويل البطولة الجديدة بما لا يقل عن ملياري دولار، من قبل صندوق الثروة السيادي السعودي الذي تبلغ قيمته 620 مليار دولار، مضيفة أن إجمالي أموال الجائزة هو 250 مليون دولار، وهو الرقم الأعلى بين مكافآت مسابقات اللعبة.
ورجحت دفع 200 مليون دولار كرسوم لميكلسون، الذي جلب عددا هائلا من المعجبين بالإضافة إلى المصداقية التي أضفاها على الحدث الذي أقيم في نادٍ خاص في هيرتفوردشاير، ونظمه صندوق الاستثمار العام في المملكة.
وأشارت الفاينانشال تايمز الى أن اللاعب رفض التعليق على تفاصيل عقده وقيمته المالية.
وأضافت الصحيفة أن اللاعبين تعرضوا لانتقادات من قبل ناشطين، لقبولهم رسوماً ضخمة، لأن الدوري الجديد مدعوم من دولة واجهت "انتقادات غربية بسبب سجلها الحقوقي السيئ ومقتل الصحفي جمال خاشقجي على يد عملاء سعوديين في 2018 وعملياتها العسكرية في اليمن".
وميكلسون نفسه، سبق أن انتقد السعوديين بشدة، حيث قال إنهم "لعينون مخيفون" في حال التورط معهم، وفقا للصحيفة.
وأضاف: "نعلم أنهم قتلوا [جمال] خاشقجي ولديهم سجل مروع في حقوق الإنسان.. يتم إعدام الناس هناك لكونهم مثليين.. بعد معرفة كل هذا، لماذا أقبل كل ذلك؟.. لأن هذه فرصة تأتي مرة واحدة في العمر لإعادة تشكيل كيفية عمل رابطة الغولف للمحترفين".
اقرأ أيضا: أحاديث إسرائيلية متزايدة عن قرب التطبيع مع السعودية
واعتبرت الصحيفة أن الجدل القائم، يعد أحدث مؤشر على أن ثروات المملكة العربية السعودية من النفط تهز الرياضة العالمية، بعد الاستحواذ بقيادة صندوق الاستثمارات العامة على نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي لكرة القدم بقيمة 305 ملايين جنيه إسترليني في تشرين الأول/ أكتوبر من العام الماضي، وشرائها حصة في المجموعة التي تمتلك ماكلارين لملابس السباقات بالإضافة الى رعاية شركة النفط الحكومية أرامكو لسباق الفورميولا 1، الذي أصبح يقام الآن في جدة.
ولفتت الى أنه تم تصميم استثمارات صندوق الاستثمارات العامة، لتقليل اعتماد الاقتصاد السعودي على النفط، ودعم خطة تحديث المملكة المحافظة.
لكن بعض الناشطين، اتهموا المملكة العربية السعودية بـ"الغسيل الرياضي" لتحسين صورة البلاد، بحسب الفاينانشال تايمز.
وأقر سايمون تشادويك، أستاذ الرياضة الأوروبية الآسيوية في كلية "إيمليون لريادة الأعمال" في باريس في حديثه مع الصحيفة، "بفوائد السمعة والصورة التي قد تنجم عن الارتباط مع أفضل لاعبي الغولف في العالم" ولكنه أشار إلى أسباب أوسع للاستثمار السعودي في "بطولة إل آي في".
وقال: "تشجع الدولة الناس على لعب الغولف، وخاصة السيدات منهم، حيث تسعى الحكومة إلى إحداث تغيير اجتماعي إيجابي".
وأضاف للصحيفة: "بالإضافة إلى ذلك، هناك أهداف سياحية؛ تريد الحكومة في الرياض جذب الدولارات السياحية للعدد المتزايد من ملاعب الغولف في المملكة العربية السعودية".
وفي مؤتمر صحفي قبل انطلاق البطولة، الخميس الماضي، قدم بعض اللاعبين إجابات "غريبة" لتبرير مشاركتهم بحسب ما وصفته الفاينانشال تايمز،حيث قال ميكلسون: "أنا لا أتغاضى عن انتهاكات حقوق الإنسان على الإطلاق".
وختمت الصحيفة بالإشارة إلى أن لاعبين آخرين لم يستطيعوا تحديد ما إذا كانوا سيلعبون في بطولة ينظمها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.