يعد تجاهل الطلب الأمريكي والمضي قدما في المسيرة التي شارك فيها نحو 30 ألفا من عتاة الصهاينة وخصوصا المتدينين والمستوطنين الذي يكنون حقدا كبيرا على العرب والمسلمين، وتنم شعاراتهم وهتافاتهم عن حقد تاريخي يتصل بالتلمود وتعاليم كهنة السوء الذين يغذون الرعاع بالكراهية المفرطة لكل ما هو فلسطيني أو عربي أو إسلامي.. مؤشرا على كيان عنصري
لقد طلبت الولايات المتحدة من المحتل تأجيل المسيرة، وفعل ذات الشيء بعض الساسة في الغرب، لكن بينيت رفض طلب أمريكا؛ لأن هذه المسيرة ربما تكون فرصته الأخيرة للحفاظ على حكومة هي في حكم الساقطة في أية لحظة. ويعد تجاهل الطلب الأمريكي والمضي قدما في المسيرة التي شارك فيها نحو 30 ألفا من عتاة الصهاينة وخصوصا المتدينين والمستوطنين الذي يكنون حقدا كبيرا على العرب والمسلمين، وتنم شعاراتهم وهتافاتهم عن حقد تاريخي يتصل بالتلمود وتعاليم كهنة السوء الذين يغذون الرعاع بالكراهية المفرطة لكل ما هو فلسطيني أو عربي أو إسلامي.. مؤشرا على كيان عنصري، بلا أخلاق ولا أدنى إحساس بوجود محاسبة.
ولم تكتف العصابات الصهيونية بالتظاهر ورفع الأعلام في باحة الأقصى وأماكن أخرى من القدس الشريف وخصوصا باب العمود، بل قام الجنود باعتقال عدد كبير من الفلسطينيين بينهم أطفال ونساء، واعتدوا على الطواقم الصحافية وطواقم الإسعاف التي منعت من الوصول إلى الجرحى. ويكفي هذا الكيان عارا أن يتفاخر بعض المشاركين في المسيرة بقتل شيرين أبو عاقلة أمام الإعلام.. إنها قمة الهمجية والإجرام.
وفي أثناء المسيرة الهمجية، ارتفعت وتيرة التصريحات الجيوسياسية/ الديمغرافية التي تدعي أن القدس الموحدة عاصمة أبدية للكيان المحتل، وتشيد بالاستيطان، وتطالب بطرد العرب من فلسطين. وجاء ذلك على لسان طيف عريض من المستوى السياسي الصهيوني، وعلى رأسهم رئيس وزرائهم القذر بينيت الذي وجدها فرصة ممكنة لتثبيت أقدامه في رئاسة الوزراء، بينما قام نتنياهو بزيارة حائط البراق حاملا علم الاحتلال، ليذكر الشعب اليهودي بوجوده وباستعداده للانقضاض على بينيت وحكومته الهشة المعرضة للسقوط في أية لحظة؛ فهي موجودة على قيد استقالة واحدة من تحالفه الهزيل مع قوى حزبية متنافرة.
وفي المقابل، اجتمعت أعداد كبيرة من الفلسطينيين الذين تفاجؤوا بالاحتشاد الأمني والعسكري الصهيوني الضخم، حيث استدعيت ثلاث كتائب عسكرية، لحماية المتظاهرين ومواجهة الشباب الفلسطينيين الذين وجدوا أنفسهم في مواجهة ترسانة مسلحة لا قبل لهم بها، فاضطروا إلى الانتقال للتظاهر في شوارع أخرى من القدس رافعين الأعلام الفلسطينية، ومتحدّين جنود الاحتلال الذين رشقوهم بالرصاص المطاطي والقنابل الخانقة فأصابوا العشرات واعتقلوا نحو مئة متظاهر بينهم نساء وأطفال.
الشعب الفلسطيني لا يعدم الوسيلة في كل مواجهة معه، وهو ما يقض مضاجعهم، ويجعلهم يتحسسون رؤوسهم كلما كشف الفلسطينيون عن مهاراتهم القتالية ومهاراتهم الفنية التي يبدعونها من اللا شيء، وكلما حدثت مواجهة بينهم وبين الفلسطينيين
وفي ظل العسكرة غير المسبوقة في محيط الأقصى والشوارع القريبة منه، قام الشباب الفلسطيني برفع العلم الفلسطيني فوق رؤوس الصهاينة عن طريق طائرة مسيّرة حلقت فوق رؤوس حملة الأعلام الصهيونية؛ مما غاظ جنود الاحتلال الذين أدركوا، كما يدركون دائما، أن الشعب الفلسطيني لا يعدم الوسيلة في كل مواجهة معه، وهو ما يقض مضاجعهم، ويجعلهم يتحسسون رؤوسهم كلما كشف الفلسطينيون عن مهاراتهم القتالية ومهاراتهم الفنية التي يبدعونها من اللا شيء، وكلما حدثت مواجهة بينهم وبين الفلسطينيين.
إن الإصرار على مسألة "القدس عاصمة أبدية للاحتلال" يؤشر على غطرسة وغرور واستعلاء غير عادي، ولولا المناكفات السياسية والتسابق الحزبي على الإساءة للفلسطينيين معبرا للوصول إلى سدة الحكم؛ لما بذل هؤلاء المارقون كل هذه الجرأة والوقاحة وبكل هذه الفجاجة في حديثهم عن قدس موحدة عاصمةً أبدية للكيان الصهيوني الذي بدأ يتآكل من الداخل، ونظن أنه لن يهنأ من بعد، ولن يطول بقاؤه أكثر مما كان..
إن الحكومات الصهيونية المتعاقبة، يمينية كانت أم يسارية، ما هي إلا حكومات متطرفة تمارس التطهير العرقي والتهجير القسري في القدس ومدن أخرى، لا سيما في ظل هدم البيوت في حي الشيخ جراح وطرد أهلها منها، وبناء المستوطنات في كل مساحة جغرافية ممكنة؛ بما يثبت كل يوم أنها دويلة نشاز وجدت في المكان والزمان المناقضين لمسار الجغرافية التاريخية التي اخترعتها آلة التزوير والافتئات الصهيونية.
إن الأخطر فيما يقوم به المحتل من استفزاز للفلسطينيين أن تتحول المعركة إلى حرب دينية بين مسلم ويهودي، وهو ما يعززه بقوة الحراك الديني الذي يكاد يسيطر على المشهد السياسي الصهيوني، بعد أن تمكنت الأحزاب الدينية والمنظمات المتطرفة من اختراق الحكومات المتعاقبة، وبات صوت التطرف يزداد تأثيره يوما بعد يوم لدى الناخب اليهودي.
الأخطر فيما يقوم به المحتل من استفزاز للفلسطينيين أن تتحول المعركة إلى حرب دينية بين مسلم ويهودي، وهو ما يعززه بقوة الحراك الديني الذي يكاد يسيطر على المشهد السياسي الصهيوني، بعد أن تمكنت الأحزاب الدينية والمنظمات المتطرفة من اختراق الحكومات المتعاقبة
إن تحول المعركة إلى حرب دينية ينذر بما لا يتوقعه أحد، وربما يأخذنا إلى مربع يعود على المنطقة برمتها إلى حيث احتمالات يصعب تخيلها، من حيث الضرر الذي سيقع على كل جانب من الجانبين؛ ذلك أن الحروب الدينية في العادة تكون طويلة الأمد، وينتفي فيها القانون، الذي لا يحترمه الصهاينة في الأحوال العادية، فكيف بالاستثنائية.
إنها لدى الجانب الصهيوني "أرض الميعاد"، ولدينا "مسرى النبي"، و"ثالث الحرمين الشريفين". ولا بد من فصل نضالي جديد يكون بمكنته إعادة الأمور إلى نصابها، وعدم تمكين الصهاينة من تدنيس الأقصى الشريف، والعبث بمقدرات الشعب الفلسطيني الدينية والاجتماعية، فهي خط أحمر، والأوضاع توشك على الانفجار.
إنني أرى في كل ما يحدث اليوم بشائر نصر، لا نذر شر، فقد بلغت الغطرسة الصهيونية حدا لا يطاق، وتلك بداية النهاية، كما صرح العشرات من الطبقة السياسية والدينية في الكيان المحتل.
بواسطة: حسن أبو حطب
الأربعاء، 01 يونيو 2022 05:21 صمقال جيد عالج المشهد بعمق
بواسطة: من متابع
الأربعاء، 01 يونيو 2022 06:19 صلن يهدأ للفلسطينيين والعرب الأحرار نفس حتى تحرير كام التراب الفلسطيني من البحر إلى النهر، ولعل ذلك يكون قريبا..... فلسطين في قلوبنا جميعا والعار كل العار على المجتمع الدولي الجبان
بواسطة: شيماءابراهم
الأربعاء، 01 يونيو 2022 06:39 صإن الاصرارَ أصل كل نجاح و فلاح. ومادامت فلسطين شامخة رافضة لكل أشكال الاستعباد، متمسكة بأرضها، فهي قريبة من النصر. إن الكيان الظالم ضعيفٌ. لذلك نراه في حالة ارتباك دائم و خوف شديد. وذلك لقدرة أصحاب الأرض الحق على زرع الخوف في ثناياهم. و لأن صاحب الحق لا يمكن له إلا أن يتسم بالشجاعة و رباطة الجأش.
بواسطة: عيسى ابو مقدم
الأربعاء، 01 يونيو 2022 10:35 صمهما علا شانهم في الدنيا فإن مصيرهم الى مزبلة التاريخ هم واعوانهم المطبعين من العرب واننا لعائدون باذن الله والله لا يخلف وعده
بواسطة: متابع
الأربعاء، 01 يونيو 2022 01:33 مماذا تقول الحكومات العربية المطبعىة أمام هذه المهازل؟ الا يشعر الحكام للعرب المطبعون بالخجل من انفسهم المهانة لأن تطبيعهم مع الصهاينة هو الذي ساعدهم على التمادي في غطرستهم؟ مسيرة رفع الأعلام تعطي انطباعا بأن الصهاينة يشعرون بالنصر بسبب استسلام العرب
بواسطة: هيفاء الوالي
الأربعاء، 01 يونيو 2022 01:45 مالتاريخ يعيد نفسه، ذات الصورة تتكرر منذ وجود اليهود في الجزيرة العربية و تامرهم مع مشركي مكة ضد المسلمين
بواسطة: سكينة_المرابط
الأربعاء، 01 يونيو 2022 09:57 متضع كاتبنا اليد على الجرح مقال بألف معنى دمت ذخرا لحمل هم المجتمعات ونقله بلغة المفكر الجيد تقديري والاحترام
بواسطة: Youssef
الخميس، 02 يونيو 2022 12:28 صإنه الظلم والعنصرية وازدواجية المعايير التي تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلي. السؤال الدي حيرني لمادا هدا الكم من الجيش ،مع العلم ان هده المسيرة معتادة عندهم.
بواسطة: ماهر قنديل
الخميس، 02 يونيو 2022 04:51 صيجب دق ناقوس الخطر وتفنيد وشرح خطورة وابعاد الوضع الحالى من كل جوانبه .خصوصا وان عمقنا العربي والاسلامي يعاني من انفصام وانعزال وفي حالة تشتت وانعدام وزن غير مسبوقة وهو مادفع القطعان للتكشيير عن انيابها والكشف عن وجههاوالتسريع في الانقضاض
بواسطة: متابع
السبت، 04 يونيو 2022 10:36 صمقال رائع كالعادة تحياتي للكاتب الكبير. محمود النجار
لا يوجد المزيد من البيانات.