هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشف مدير مكتب الجزيرة في القدس، وليد العمري، أن الجزيرة ستوسع نطاق تحركاتها لـ"تحقيق العدالة" في قضية مراسلتها شيرين أبو عاقلة، مؤكدا أن هناك استهدافا للمحطة من جانب الاحتلال الإسرائيلي.
وكانت أبو عاقلة قد قتلت برصاصة قناص من قوات الاحتلال أصابتها في الرأس، خلال تغطيتها اقتحاما إسرائيليا لمخيم جنين في ١١ أيار/ مايو الجاري.
وعقد ممثلون قانونيون وممثلون عن منظمات دولية وقناة الجزيرة مؤتمرا صحفيا في لندن الجمعة، كشفوا فيه تفاصيل إحالة ملف اغتيال مراسلة قناة الجزيرة في فلسطين إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وقال العمري في مقابلة مع "عربي21": "انطلقت الجزيرة في قرارها بالتوجه للمحكمة الجنائية الدولية، وقرارها يشمل الذهاب إلى كل هيئة دولية قانونية وكل جهة تستطيع تحقيق العدالة لقضية الشهيدة شيرين أبو عاقلة".
وأضاف: "التحرك سيتسع نطاقه من يوم إلى آخر، خاصة بعد كل التقارير والتحقيقات التي أكدت تفاصيل هذه الجريمة بشكل كبير جدا".
اقرأ أيضا: طالع النص الكامل لتحقيق "CNN" بشأن مقتل شيرين أبو عاقلة
ولم يستبعد العمري أن "تكون هناك ضغوطات دولية لإفشال تحركنا، فهذا متوقع، لكن نأمل أن يتم تجاوز العقبات التي قد تكون موجودة، وسنعمل على أن نحقق العدالة؛ لأن هذا واجبنا تجاه زميلتنا الراحلة، وتجاه زميلنا علي السمودي الذي أصيب بجراح، وكذلك تجاه كافة الصحفيين الفلسطينيين الذين استهدفهم الاحتلال الإسرائيلي"، وقال: "نحن سنقوم بما علينا، وسنشكر كل من يحاول المساعدة".
ورأى العمري أن قضية شيرين أبو عاقلة تحظى باهتمام عالمي، وقال: "عندما ترى هناك تحقيقات لسي إن إن، وهي شبكة غير منحازة للفلسطينيين بطبيعة الحال، يؤكد أن شيرين استهدفت من قبل الاحتلال، وترى تحقيقا سبقه للأسوشييتد برس، وهي وكالة أخبار عالمية من الولايات المتحدة وغير منحازة للفلسطينيين، يؤكد أن النيران أطلقت من بندقية إسرائيلية.. فهذا بحد ذاته يشير إلى الاهتمام العالمي الكبير بهذه القضية التي هزت أركان الكرة الأرضية"، حسب تعبيره.
وأكد العمري أن هناك استهدافا للجزيرة من جانب الاحتلال الإسرائيلي، مضيفا: "شيرين تأتي بعد سلسلة اعتداءات ضد الجزيرة قامت بها قوات الاحتلال".
وذكّر بقصف المبنى الذي يتواجد فيه مكتب الجزيرة في غزة في أيار/ مايو الماضي، "كذلك كانت هناك اعتداءات على مراسلي الجزيرة، مثل إلياس كرّام ونجوان سمري وجيفارا البديري.. هناك عرقلة متواصلة، ونعتقد أن هذا الاستهداف للجزيرة لن يتوقف هنا إذا لم يكن هناك تحرك دولي حقيقي يضع حدا لكافة هذه الاعتداءات، ليس ضد الجزيرة فقط، وإنما ضد كافة الصحفيين الفلسطينيين".
ورأى أن الاحتلال يستهدف الجزيرة "لأنهم يريدون طمس الحقيقة، وإخفاء حقيقة ما يجري على الأرض".
وأضاف: "نحن في نهاية المطاف وسيلة إعلام وصحفيون، سواء في الجزيرة أو غيرها، نعمل على نقل الحقيقة للمواطنين حول ما يجري على الأرض، ومن تعيبه أو تثقل عليه هذه الحقيقة، فعليه أن يغير من تصرفاته، لا أن يكسر أو يحطم المرآة التي تعكس هذه التصرفات السيئة، مثلما فعل الاحتلال الإسرائيلي بقتله للزميلة شيرين أبو عاقلة"، كما قال.
اقرأ أيضا: أسوشييتد برس: الرصاصة التي قتلت أبو عاقلة "إسرائيلية"
جينيفر
من جهتها، قالت جينيفر روبينسون، المحامية في شركة دوتي ستريت تشامبرز: "تقدمنا بملف للمحكمة الجنائية الدولية يتضمن أسماء أربعة صحفيين في نيسان/ أبريل هذا العام، والآن تلقينا توجيهات من (عائلة) شيرين أبو عاقلة وصحفي آخر مرتبط بهذا الحادث".
وكان المكتب قد تقدم بشكوى نيابة عن الصحفيين أحمد أبو حسين، وياسر مرتجى، ومعاذ عمارنة، ونضال اشتية، الذين قُتلوا أو أصيبوا على أيدي القناصة الإسرائيليين في أثناء تغطيتهم للمظاهرات في غزة. كما تتضمن الشكوى طلب التحقيق في استهداف الإعلام وتفجير برجي الشروق والجوهرة في مدينة غزة في أيار/ مايو 2021. وتم ضم ملف أبو عاقلة إلى الشكوى بتكليف من شقيقها كممثل عن عائلتها.
وقالت روبينسون لـ"عربي21": "سوف نتقدم بالملف في الأسابيع القادمة، ونأمل أن المدعي العام للجنائية الدولية سيأخذ القضية على محمل الجد، نظرا لأنها (أبو عاقلة) صحفية بارزة، والاهتمام الواسع بسبب التغطية العالمية، والغضب الذي يثيره الاستهداف المستمر للصحفيين في فلسطين".
وأضافت: "نأمل ونعتقد بأن تحقيقا سيتم فتحه. هذه قضية خطيرة، ونحن لا نتحدث فقط عن جرائم حرب أو جريمة حرب واحدة، لكننا نتحدث عن جرائم ضد الإنسانية، وهي على نطاق واسع وممنهجة. نأمل من المدعي العام أن يأخذ القضية على محمل الجد ويفتح تحقيقا".
اقرأ أيضا: الجزيرة وعائلة أبو عاقلة تقدمان شكوى لدى "الجنائية" (فيديو)