صحافة دولية

عمليات القتل العنصرية تؤرق البيت الأبيض وتهدد أمن أمريكا

قالت الوكالة إن السلطات الأمريكية فشلت في السيطرة على الاعتداءات العنصرية- جيتي
قالت الوكالة إن السلطات الأمريكية فشلت في السيطرة على الاعتداءات العنصرية- جيتي

انتشرت مخاوف داخل الشارع الأمريكي بعد تواتر الهجمات وعمليات القتل العنصرية، وآخرها ما بات يعرف بـ"هجوم نيويورك"، الذي راح ضحيته 10 أشخاص غالبيتهم من ذوي الأصول الأفريقية في حادث إطلاق نار.


وقالت وكالة "أسوشييتد برس" إن مسؤولي قوات الأمن الأمريكيين أصبحوا بارعين منذ هجمات 11 سبتمبر في تعطيل المؤامرات المنظمة تنظيما جيدا، لكنهم يواجهون تحديا أصعب بكثير في اعتراض الشباب المتطرفين الذين يمتصون دعايات المنظمات العنصرية على وسائل التواصل الاجتماعي ويخططون للعنف بمفردهم.


ويبدو أن المسلح المتهم بارتكاب هجوم عنصري قاتل في سوبر ماركت في بافالو الأمريكية، البالغ من العمر 18 عاما، يتناسب مع ملف تعريفي مألوف، رجل أبيض غارق في مؤامرات مليئة بالكراهية عبر الإنترنت، ويستلهم من مذابح متطرفة أخرى، بحسب ما ذكرته الوكالة.


وأضافت الوكالة أن بايتون غندرون، وهو اسم القاتل، الذي يقطن في كونكلين، نيويورك، قد نفذ الاعتداء بعد عامين تقريبا من بدء تلقيه "التلقين الراديكالي"، ما يدل على مدى سرعة وسهولة حدوث اعتداءات قاتلة على الإنترنت، حيث لا حاجة إلى تدريب تكتيكي أو مساعدة تنظيمية.


وقال كريستوفر كوستا، المدير الأول السابق لمكافحة الإرهاب في مجلس الأمن القومي في إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب: "هذا هو السبب في أن الجميع قلقون للغاية، إذا كان لديك بندقية، فلن تحتاج إلى خطة كبيرة"، مضيفا أن "ما تغير هو الإنترنت".


ويواجه غندرون تهما بإطلاق النار على 10 أشخاص سود ما أدى إلى مقتلهم، وقد يواجه اتهامات فيدرالية بارتكاب جرائم كراهية.


ويزعم أنه ترك وراءه خطابا من 180 صفحة قال فيه إنه "كان يهدف إلى إرهاب الأشخاص غير البيض وحملهم على مغادرة البلاد".


ويردد غندرون بهذا الأفكار التي خلفها وراءه أفكار قتلة بيض آخرين كان قد بحث في مذابحهم على نطاق واسع عبر الإنترنت وفقا للوكالة.


وفي السنوات الأولى بعد هجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001، كان المسؤولون الأمريكيون مشغولين بإمكانية قيام خلايا إرهابية منظمة بتعبئة أتباعها لشن هجمات جديدة، لكن خلال السنوات القليلة الماضية، برز المتعصبون البيض كمحور تركيز أمامي ومركزي.


ووصف مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كريستوفر راي العام الماضي التهديد الإرهابي المحلي بأنه "ينتشر".

 

وكان الشبان البيض مسؤولين عن معظم الهجمات الأكثر دموية على الأراضي الأمريكية في السنوات الخمس الماضية، بما في ذلك إطلاق النار عام 2018 داخل كنيس يهودي في بيتسبرغ وهجوم في العام التالي قتل فيه مسلح يستهدف اللاتينيين داخل وول مارت في تكساس 22 شخصا.

واعترافا بالمشكلة، كشف البيت الأبيض في آذار/ مارس أنه خصص جزءا من ميزانيته لفائدة مكتب التحقيقات الاتحادي، حيث وقع إقرار زيادة قدرها 33 مليون دولار للتحقيقات المحلية في الإرهاب.

 

وفي عام 2019، جمع مكتب التحقيقات الفيدرالي بين عملاء متخصصين في مكافحة جرائم الكراهية وأولئك الذين يركزون على أعمال الإرهاب المحلي - في إشارة إلى الطبيعة المتداخلة للتهديدات.


وحاكمت السلطات الاتحادية في السنوات الأخيرة أعضاء جماعات تفوق العرق الأبيض والنازيين الجدد.

 

اقرأ أيضا: مطلق النار في نيويورك استهدف السود لدوافع عنصرية وفاشية
 

وقد تبنت هذه المنظمات فلسفة تعرف باسم "التسارع"، والتي تروج للعنف الجماعي لتأجيج انهيار المجتمع، أو إشعال حرب عرقية، أو الإطاحة بالحكومة الأمريكية.

 

ويؤمن بعض هؤلاء بأفكار من قبيل نظرية "الاستبدال العظيم" وهي مؤامرة لا أساس لها تقول إن هناك مؤامرة لتقليل تأثير الأشخاص البيض.


ويمنح الإنترنت حرية تبادل هذه الأفكار بشكل أكبر بكثير مما مضى، وفقا لشانون فولي مارتينيز، وهي متطرفة سابقة تعمل الآن على توجيه الأشخاص الذين يحاولون مغادرة الجماعات العنصرية.


التعليقات (0)