هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
مع حلول الذكرى السنوية الأولى للحرب الأخيرة في غزة، يطالب خبراء إسرائيليون بإجراء جرد حساب حول ما حققته إسرائيل من العملية، وما الذي أنجزته حماس، وماذا يجب على إسرائيل أن تفعل في المستقبل.
وعرفت الشهور العشرة الأخيرة هدوءًا أكثر في الجبهة الجنوبية خلال السنوات الماضية، وشهدت سقوط 9 صواريخ فقط على إسرائيل، لكن الشهر ونصف الماضيين، وتحديدا منذ أواخر آذار/ مارس جاءت موجة من الهجمات الفلسطينية تهدد بتغيير الواقع الهش في الجنوب أيضًا، مما يجعل دولة الاحتلال في حالة من التوجه لإعادة صوغ سياستها في هذه الساحة الجنوبية.
نير دفوري الخبير العسكري ذكر في مقاله بموقع "القناة 12"، ترجمته "عربي21" أن "مرور العام الأول على عملية حارس الأسوار يكشف كم أن المستوى الاستراتيجي الإسرائيلي يشهد حالة من التقلب، وعدم الاستقرار، مما يدفع القيادة العسكرية من جهتها لحصر ما تعتبره الإنجازات والإخفاقات من تلك الحرب، لا سيما ذلك الفشل الكبير المتمثل في الافتقار لبناء القدرات القتالية، وعدم فهم القيادة الجنوبية لتحديد القاذفات المتعددة للمنظمات المسلحة في غزة كعامل مهم وفعال في الحرب، الأمر الذي شكّل تحديًا كبيرًا لمنظومة القبة الحديدية، حيث نجح وابل النيران في اختراق شاشة الاعتراضات".
وأضاف أن "هذا الإخفاق جعل الجيش يضع علامة استفهام حول عدم قدرته على التعامل مع القاذفات، واعتبارها هدفا رئيسيا ببنك الأهداف الجديد في غزة، بسبب عدم توفر الكم الكافي من المعلومات الاستخباراتية، مع إنجاز آخر تفاخر به حماس ويتمثل في حصولها على (ملكية) المسجد الأقصى، حين ربطت قطاع غزة بالضفة الغربية بطريقة لم ينجح فيها أحد آخر، مما أفشل جهود إسرائيل للتمييز بين الكيانين الجغرافيين، ولذلك ففي موجة الهجمات الحالية، يتم وصف الأقصى بأنه مفجر الأحداث، ونقطة محورية تنمو منها الرواية الفلسطينية لكسر الوضع الراهن، وتقود حماس هذا التحريض الفعال على الشبكات الاجتماعية".
اقرأ أيضا: عضو كنيست: الحرب على غزة لن تقلل العمليات الفلسطينية
ولعل تزامن مرور الذكرى السنوية الأولى لحرب غزة الأخيرة مع موجة العمليات الفدائية، وصدور تهديدات إسرائيلية بتنفيذ اغتيالات في غزة يطرح تساؤلات إسرائيلية حول إمكانية تجدد الحرب بعد دقيقة واحدة فقط من أي اغتيال، لأن هناك قناعة إسرائيلية مفادها أن أي اغتيال في غزة سيشعل حربًا جديدة في الجنوب، ولذلك فقد شهدت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية نقاشات موسعة حول ذلك.
ومن الاستخلاصات الإسرائيلية في هذه الذكرى السنوية أن حماس تضع الآن استراتيجية جديدة تضطر فيها إسرائيل للبدء بمعالجتها بشكل مختلف، فالحركة تستحوذ على المسجد الأقصى وأحداث القدس، وتوجه وتحث على شن عمليات مسلحة في الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل، وتبني قوة رد صاروخية من لبنان، الأمر الذي يشير بصورة واضحة إلى فشل السياسة الإسرائيلية في التمييز بين الضفة الغربية وقطاع غزة، مما قد يستدعي عدم الرد على حماس في كل مرة تعمل فيها، أو تحرض على العمليات في القدس والضفة الغربية.
ولا تخفي دولة الاحتلال أنها بعد مرور عام كامل على حرب غزة الأخيرة بحاجة إلى استراتيجية طويلة المدى، بعيدا عن محاولات توسيع جولات القتال في الجنوب، والتحضير لما قد يحدث في الحملة القادمة، لأنها تعتمد أولا وقبل كل شيء على ما تريد إسرائيل تحقيقه منها، بعد أن تمت الموافقة بالفعل على أوامر تشغيلية مختلفة من قبل الهيئات العملياتية، وسيكون من الممكن تنفيذها وفقًا لقرارات المستوى السياسي الذي يعيش حالة من عدم الاستقرار الداخلي.
بجانب ذلك، من الواضح أن أي تجديد لعملية "حارس الأسوار" ضد غزة سيتطلب من قوات الاحتلال عدم الاعتماد على معلوماته الاستخباراتية السابقة بشأن خطط حماس بعد أن أثبتت فشلها، خاصة أن حماس ستحاول إطلاق مئات الصواريخ في اليوم، وتتحدى القبة الحديدية، وتحاول مفاجأة الجيش بثغرات حدودية، وبالنسبة لها، فإن أفضل شيء هو جر إسرائيل للعملية البرية، تحضيرا لاختطاف الجنود.