هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت صحيفة "واشنطن بوست"، في مقال
للكاتب ديفيد إغناطيوس، إن الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين يخوضون سباقا مع
الزمن لتزويد أوكرانيا بالأسلحة والذخيرة الكافية لوقف هجوم الموجة الثانية الضاري
الذي شنته روسيا، الثلاثاء، ضد الجزء الشرقي من البلاد.
وتوقع القادة العسكريون الأمريكيون أن يكون
الأسبوعان أو الأسابيع الأربعة القادمة حاسمة، فإذا لم يتمكن الروس من التغلب على
القوات الأوكرانية في الشرق، فسوف يتبع ذلك مأزق دموي طويل، وتؤدي العقوبات إلى
إعاقة الاقتصاد الروسي والخسائر المتزايدة إلى إضعاف معنوياتها.
ونقل الكاتب عن أحد كبار مسؤولي الدفاع (لم
يسمه)، الذي وصف الاندفاع لتوفير الأسلحة، أنه في الوقت الحالي "مهمتنا هي
الحفاظ على تدفق الأسلحة والذخيرة. إذا فعلنا ذلك، فإن الأوكرانيين سيواصلون
القتال... لن يرفعوا أيديهم ويستسلموا".
وأضاف أنه مع بدء الجولة الثانية، يبدو أن روسيا
تحاول القيام بحركة "كماشة كلاسيكية" لسحق القوات الأوكرانية في الشرق.
فالهجوم الروسي سوف يدفع غربا من منطقة دونباس، ولكن أيضا جنوبا من منطقة خاركيف، والشمال من الساحل بالقرب من ماريوبول.
وأشار إلى أن الروس يتفوقون في كل جانب في هذه
المعركة إلا جانبا واحدا: فهم لا يقاتلون على أرضهم، مؤكدا أن الأوكرانيين أظهروا
قدرة على شن دفاع شجاع ومنضبط ضد قوة روسية أقوى عدديا، كما فعلوا في صد الهجمات
الروسية على العاصمة كييف الشهر الماضي.
ورأى أن الرئيس فلاديمير بوتين وجنرالاته يعودون
إلى التكتيك الروسي التقليدي المتمثل في تركيز قوة النيران الهائلة في مسرح محدود
للمعركة، ثم قصف العدو، حيث سيكون هذا النهج أسهل في الشرق، وستمكن الأرض المسطحة
الجيش المتقدم، وتجعل تكتيكات الكر والفر الأوكرانية أكثر صعوبة في التنفيذ.
اقرأ أيضا: تصعيد روسي على شرق أوكرانيا.. واجتماع مرتقب لبايدن
ويعتقد القادة العسكريون الأمريكيون أن روسيا
جمعت ما بين 70 إلى 80 كتيبة قتالية حول هذه الجبهة الشرقية لمحاولة ما وصفه
الاستراتيجيون العسكريون بأنه "تطويق مزدوج" للقوات الأوكرانية.
ويسابق القادة العسكريون الأمريكيون الزمن لنقل
الأسلحة والذخيرة إلى أوكرانيا لمساعدة كييف في مكافحة هذه الحرب الخاطفة، ويعمل
الأمريكيون مع حلفاء الناتو لإرسال مدافع هاوتزر وصواريخ مضادة للطائرات والسفن
ودبابات.
ورأى الكاتب أن مخططي البنتاغون يعملون على
الدفعتين التاليتين، التي يقول المسؤولون إنها ستشمل المزيد من أنابيب المدفعية
والمدافع والصواريخ والطائرات المسيرة.
ويريد الأوكرانيون من الناتو إرسال طائرات ميغ
-29 من العهد السوفيتي أيضا. لكن مسؤولي البنتاغون يجادلون بأن طائرات الميغ
المستخدمة ستوفر فائدة عملية محدودة لأوكرانيا مع وجود خطر كبير على الناتو.
ويعتقد مسؤولو البنتاغون أن أفضل نظام دفاع جوي
في أوكرانيا كان راجماته الصاروخية الكبير أس-300 وصواريخ ستينغر الأصغر، وليس
سلاحها الجوي، حيث حرمت هذه الأسلحة روسيا من التفوق الجوي الذي تريده.
واعتبر الكاتب أن الولايات المتحدة تمتنع عن
تزويد كييف بصواريخ باليستية هجومية بعيدة المدى يمكن أن تضرب موسكو، لتجنب إثارة
التصعيد الروسي.
ولفت إلى أن إدارة بايدن مصممة على تجنب أي
مواجهة عسكرية مباشرة مع روسيا المسلحة نوويا، على الرغم من ضغوط الكونغرس لاتخاذ
المزيد من المخاطر في مساعدة أوكرانيا.
وقال إغناطيوس إن ما ينتظرنا في أوكرانيا هي
معركة وحشية للأسلحة التقليدية، تذكرنا بمعركة الدبابات والمدفعية التي تم خوضها
عبر السهوب الأوكرانية خلال الحرب العالمية الثانية. لكن من المستحيل التنبؤ
بالنتيجة، والمخاطر هائلة. كيف ستتكشف هذه المعركة، سيحدد ليس فقط مستقبل أوكرانيا، ولكن ميزان أوروبا لعقود قادمة.