سياسة عربية

تفاصيل 4 ساعات من اقتحام الأقصى تنتهي بانسحاب الاحتلال

نددت وزارة الخارجية الفلسطينية الأحد باقتحام المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين- عربي21
نددت وزارة الخارجية الفلسطينية الأحد باقتحام المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين- عربي21

انتهت أربع ساعات ملتهبة في ساحات المسجد الأقصى المبارك، اقتحمت خلالها قوات الاحتلال، ومستوطنون متطرفون باحات المسجد.

 

واقتحم ما مجموعه أكثر من 545 مستوطنا متطرفا باحات المسجد، فيما تصدى لهم المقدسيون، إلا أن قوات الاحتلال تدخلت إلى جانب المستوطنين وأوقعت نحو 50 إصابة بين الشبان الفلسطينيين.

 

ورغم الحصار الذي فرضه جيش الاحتلال على المرابطين المقدسيين داخل المسجد القبلي من الساعة الـ7:30 صباحا حتى الـ11:30 صباحا، فإن المستوطنين فشلوا في مخططهم لاقتحام الأقصى.

 

خطة استباقية

 

نجح المقدسيون والمرابطون القادمون من مناطق مختلفة في مخططهم لإفشال اقتحام المستوطنين، إذ قاموا منذ ساعات الليلة الماضية بإغلاق مسار المقتحمين في الساحة الشرقية بالمخلفات والردم الذي تمنع قوات الاحتلال إخراجه منذ عقود.

 

وبرغم قرار الاحتلال بمنع من هم دون الـ50 عاما من دخول ساحة الأقصى، فإن نحو ألفي مرابط تمكنوا من البقاء حتى الظهر.

 

وفوجئ المقتحمون بالردم والمخلفات التي أعاقت مسارهم المخطط له، وهو ما اضطرهم لتأخير اقتحامهم أكثر من نصف ساعة، وذهبت مجموعات أخرى إلى مسارات مختلفة.

 

وقالت شبكة "القسطل" المقدسية، إن مجموعات قليلة من المقتحمين تمكنت من إكمال مسارها المعتاد، فيما اضطرت شرطة الاحتلال لتعديل المسار ليبدأ من شمال سبيل الكأس وصولاً إلى قرب مصلى باب الرحمة والعودة بنفس الاتجاه، وعدلت طريق من تعتبرهم (السياح) ليقتصر اقتحامهم على 60 متراً من باب المغاربة إلى باب السلسلة فقط".

 

اقرأ أيضا: مستوطنون يقتحمون "الأقصى" بحماية قوات الاحتلال (شاهد)

نجدة شباب القدس


في الوقت الذي كان فيه الاحتلال يحاصر المرابطين داخل المسجد القبلي، أغلق الشبان مدخل عيادة الأقصى الذي هو الخاصرة الضعيفة الدائمة للرباط في القبلي، وكانوا يطلقون المفرقعات أمام القبلي بشكل مستمر طوال ثلاث ساعات، وهو ما اضطر المقتحمين للدخول من شمال سبيل الكأس، وفشلت محاولات الاحتلال في اقتحام المسجد عليهم، بحسب "القسطل".


وفي الخارج، سارع الشبان المقدسيون إلى تخفيف الضغط عن المرابطين برشق الحافلات التي تنقل المستوطنين بالحجارة في وادي الجوز وباب الأسباط، وحصلت مواجهات كر وفر عند باب حطة.

 

وبعد فشل الاقتحام، طالبت جماعات الهيكل المتطرفة بمنع الاعتكاف داخل الأقصى للمسلمين، وهدد النائب المتطرف في الكنيست إيتمار بن غفير بنقل مكتبه إلى باب العامود.

 

اعتداءات وحشية

 

عن طبيعة الأوضاع داخل المسجد الأقصى المبارك خلال ساعات صباح الأحد، أوضح الناشط المقدسي فخري أبو دياب، أن "قوات ضخمة كبيرة من جيش وشرطة الاحتلال والقوات الخاصة المدججة بالسلاح اقتحمت المسجد الأقصى".


وأكد في حديثه لـ"عربي21"، أن "قوات الاحتلال المقتحمة للأقصى قامت بالاعتداء على المرابطين والمعتكفين بشكل عنيف من أجل إخلاء الساحات لاقتحام المستوطنين، وقامت باعتقال أحد الشبان". 

ومن داخل المسجد الأقصى، ذكر أبو دياب أن "قوات الاحتلال قامت بإغلاق أبواب المصلى القبلي، وقامت باحتجاز المرابطين والمعتكفين بداخله، وأيضا في باقي المصليات"، منوها إلى أن "جيش الاحتلال سمح (الساعة الـ7:35 تقريبا) بإدخال واقتحام أول مجموعة من المستوطنين للمسجد الأقصى وسط حراسة مشددة لا توصف". 

ولفت إلى أن "الأوضاع داخل المسجد الأقصى كانت متوترة جدا جدا، والشباب حاولوا التصدي لاقتحام المتطرفين بالمفرقعات"، منوها إلى أن "قوات الاحتلال غيرت مسارات المقتحمين خوفا من تصدي المرابطين والمعتكفين لهم". 

وتابع بأن قوات الاحتلال منعت حراس الأقصى من مرافقة المقتحمين، وأغلقت البلدة القديمة مع أذان الفجر ولم تسمح بدخول الأقصى إلا لمن هم فوق الـ50 عاما.

 

اقرأ أيضا: أوقاف القدس لـ"عربي21": الاعتكاف قائم بالأقصى طيلة رمضان

إدانات فلسطينية

 

نددت وزارة الخارجية الفلسطينية، الأحد، باقتحام المسجد الأقصى، والاعتداء على المصلين.


وقالت الخارجية: "ندين بأشد العبارات الاعتداء الوحشي الذي ارتكبته قوات الاحتلال وشرطته وأجهزته المختلفة ضد المسجد الأقصى المبارك، والمصلين، والمعتكفين فيه".


وأضافت: "ننظر بخطورة بالغة لاستمرار هذه الاعتداءات، ونعتبرها محاولة إسرائيلية رسمية لتثبيت التقسيم الزماني للمسجد على طريق تقسيمه مكانيا".


حركة "حماس" بدورها علقت على الأحداث، قائلة إن "المسجد الأقصى خط أحمر والاحتلال يتحمّل مسؤولية اعتدائه على المصلين والسماح للمستوطنين بتدنيس باحاته".

وأضافت أن "استمرار الاعتداء على المعتكفين والمصلين وعلى قدسية الزمان والمكان سيرتدّ على الاحتلال ومستوطنيه".

وتابعت: "شعبنا سيُفشل مخططات الاحتلال الخبيثة بكل السبل ومهما كلّف الثمن".

في حين قالت حركة "الجهاد الإسلامي"، إن "هذه الانتهاكات والاعتداءات الخطيرة تدفع نحو المواجهة الشاملة".

 

وأضافت في بيان: "ندعو لاستمرار الرباط في المسجد الأقصى، ولن نتخلى عن واجباتنا لحماية الاقصى، والاحتلال يتحمل مسؤولية كل هذا العدوان والإرهاب الذي يمارسه على مرأى ومسمع من العالم كله". 

 

بدورها، قالت الحركة الإسلامية في القدس المحتلة، إن "سقوط مئات الجرحى والاعتقالات، وأوامر الإبعاد، لن تثني شعبنا عن أداء واجب الرباط والاعتكاف".

 

ودعت الحركة الإسلامية إلى ضرورة شد الرحال، وتكثيف الاعتكاف في المسجد الأقصى.

 

— القدس البوصلة (@alqudsalbawsal1) April 17, 2022

التعليقات (0)