انفجارات بكييف بعد غرق بارجة روسية.. واحتدام القتال بالشرق

تستمر الحرب في أوكرانيا وتطوراتها، الجمعة، لليوم الـ51، وسط مستجدات ميدانية وسياسية مهمة، تتلخص في تصاعد الضربات الروسية بعد غرق بارجة لها في البحر الأسود تقول كييف إنها استهدفتها، واحتدام المعارك في الشرق الأوكراني، لا سيما في مدينة ماريوبول "المنكوبة".

 

انفجارات قوية في كييف

سُمع دوي انفجارات قوية في العاصمة الأوكرانية كييف، الجمعة، بعد أن أعلنت أوكرانيا مسؤوليتها عن غرق سفينة تابعة للبحرية الروسية في البحر الأسود، في واحدة من أعنف الضربات في الحرب.

وبدا أن الانفجارات التي سمع دويها من أعنف ما شهدته منطقة العاصمة الأوكرانية، منذ انسحاب القوات الروسية في وقت سابق هذا الشهر، استعدادا لمعارك في الجنوب والشرق.

وأعلنت أوكرانيا مسؤوليتها عن غرق السفينة "موسكفا"، قائلة إن السفينة الروسية الرئيسية في البحر الأسود التي تعود إلى الحقبة السوفيتية، أصيبت بأحد صواريخها.

 

اقرأ أيضا: الطراد الروسي "موسكفا" يغرق.. و"البنتاغون": ضربة كبيرة
 

وأقرت وزارة الدفاع الروسية أن السفينة غرقت في ساعة متأخرة من مساء الخميس، في أثناء قطرها إلى الميناء بعد حريق وانفجارات، إلا أنها تؤكد أن سبب ذلك يعود إلى انفجار عرضي في الذخائر.

وذكرت الوزارة أنه تم إجلاء أكثر من 500 من أفراد الطاقم، دون الاعتراف بتعرضه لهجوم.

وتأتي خسارة السفينة بينما تواصل البحرية الروسية قصف المدن الأوكرانية المطلة على البحر الأسود، بعد قرابة 50 يوما من بدء غزو روسيا للبلاد؛ بدعوى تخليصها ممن تصفهم بـ"القوميين من اليمين المتطرف النازيين".

وأشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بكل "الذين أوقفوا تقدم قوافل العتاد العسكري الروسي التي لا تنتهي... الذين أظهروا أن السفن الروسية يمكن أن تسقط... إلى القاع".

ولم ترد تقارير بعد عن وقوع أضرار عقب الانفجارات التي أفادت الأنباء بوقوعها في كييف، وفي مدينة خيرسون في الجنوب، ومدينة خاركيف في الشرق، وبلدة إيفانو فرانكيفسك في الغرب.

وأعلنت القوات المسلحة الأوكرانية التصدي لهجمات روسية على بلدتي بوباسنا وروبيجن، إلى الشمال من مدينة ماريوبول الساحلية، وتدمير عدد من الدبابات والعربات المدرعة الأخرى. ولم يتسن لرويترز التحقق من صحة التقارير حتى الآن.

 

الشرق الأوكراني

وترى روسيا أنشطتها في البحر الأسود ضرورية، لدعم العمليات البرية في الجنوب والشرق، حيث تقاتل للسيطرة على ماريوبول بشكل كامل.

 

وقالت روسيا الأربعاء الماضي؛ إن أكثر من ألف من مشاة البحرية الأوكرانية من لواء لا يزال متحصنا في ماريوبول استسلموا. ولم يعلق مسؤولون أوكرانيون على الأمر.

وإذا تم الاستيلاء على ماريوبول، فستكون أول مدينة كبرى تسقط في أيدي القوات الروسية منذ بداية الغزو.

 

وسيضمن ذلك لموسكو ممرا بريا بين مناطق في شرق أوكرانيا، يسيطر عليها انفصاليون موالون لها وشبه جزيرة القرم التي ضمتها في 2014.

 

اقرأ أيضا: أوكرانيا تريد مزيدا من الدول الضامنة.. وجدل حول سفينة روسية

وقالت أوكرانيا؛ إنه يُعتقد أن عشرات الآلاف قتلوا في ماريوبول، حيث تُبذل جهود لإجلاء المدنيين.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في وقت متأخر من مساء الخميس؛ إنه تم إجلاء 815 شخصا من المدينة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وقالت أوكرانيا إن العدد هو 289.

 

واليوم، بات القتال مقتصرا على المنطقة الصناعية الشاسعة بالقرب من شاطئ البحر مع فرض القوات الروسية وحلفائها الانفصاليين في دونيتسك حصارهم وتشديده تدريجيا.

والحصيلة الدقيقة للضحايا غير معروفة، لكنها كبيرة بحسب تأكيدات كييف. وتحدثت السلطات الأوكرانية عن مقتل نحو عشرين ألف شخص.

وقال يوري بوخاريف الجندي في القوات المسلحة لـ"جمهورية" دونيتسك الانفصالية الموالية لروسيا: "انظروا بأنفسكم إلى الوضع في المدينة: هناك عدد كبير من القتلى".

 

تهديد روسي لفنلدا والسويد

وهددت موسكو كلا من فنلندا التي تشترك في حدود طويلة مع روسيا، والسويد القريبة، في حال إصرارهما على دراستهما الانضمام إلى التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة "الناتو".

وحذرت موسكو حلف الناتو أمس الخميس، من أنه إذا انضمت السويد وفنلندا إليه، فإنها ستنشر أسلحة نووية وصواريخ تفوق سرعة الصوت في جيب روسي على بحر البلطيق، في قلب أوروبا.

"الطقس السيئ" في دونباس

وعلى صعيد آخر، كشف مسؤول كبير في البنتاغون الخميس، أن الطقس الماطر في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا، قد يصب في صالح القوات الأوكرانية في قتالها ضد الجيش الروسي، الذي يستعد لشن هجوم أقوى في هذه المنطقة.

وتهطل الأمطار بغزارة منذ أيام على دونباس، ويتوقع أن تستمر على هذا النحو في الأيام المقبلة، إلى جانب ارتفاع درجات الحرارة.

وقال المسؤول الذي اشترط عدم كشف هويته: "حقيقة أن الأرض أكثر ليونة، ستصعب عليهم فعل أي شيء بعيدا عن الطرق السريعة المعبدة".

وأدى الطقس دورا مهما في شمال أوكرانيا في بداية الغزو؛ فعدم تجمد الأرض بشكل كاف أجبر الدبابات الروسية على التحرك في قوافل طويلة على الطرق المعبدة، ما جعلها عرضة لمقاومة القوات الأوكرانية.

وأضاف المسؤول أن "الطقس سيكون بالتأكيد عاملا مهما في الحرب".

وفي الوقت الراهن، لا تزال القوات الروسية تستعد لهجومها الجديد في الشرق، لكن المسؤول اعتبر أن "من الصعب جدا علينا أن نخبركم على وجه اليقين (...) متى تكون ساعة الصفر".

وقال: "إلى أي مدى سيذهبون، وماذا يعني ذلك، وما إذا كانت هذه هي نهاية الأمر، نحن لا نعرف الكثير من التفاصيل في الوقت الحالي". 

وأشار المسؤول إلى أن "ما نراه اليوم هو ما نسميه تشكيل العمليات"، مضيفا أن الولايات المتحدة تعتقد أن روسيا تريد "تحقيق بعض الأهداف المادية الملموسة في دونباس خلال الأسبوعين المقبلين".

ومؤخرا، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تقديرات؛ إن نظيره الروسي فلاديمير بوتين سيركز هجماته على منطقة دونباس لتحقيق نصر في 9 أيار/ مايو، ذكرى الانتصار على ألمانيا النازية عام 1945.

 

الإمداد الأمريكي

 

قال مسؤول دفاعي كبير، الخميس، إن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) تعمل على نقل ما قيمته 800 مليون دولار من الأسلحة والذخيرة وغيرها من المساعدات الأمنية لأوكرانيا التي أعلنها الرئيس الأمريكي جو بايدن أمس إلى أوكرانيا في أسرع وقت ممكن.

وقال المسؤول للصحفيين خلال إحاطة غير مصورة: "نحن لا نتوهم حجم ومقدار هذا الشيء. لكننا أيضًا نضع في اعتبارنا الوقت. نحن نعلم أن الوقت ليس صديقنا. وسنبذل قصارى جهدنا لتحريك هذا، لنقل هذه الشحنات بأسرع ما يمكن"، بينما أضاف: "سنقوم بتحميلهم في المقدمة مع أنواع القدرات التي نعرف أن الأوكرانيين هم في أمس الحاجة إليها".

وتمثل حزمة الأسلحة الجديدة أقوى علامة حتى الآن على أن الحرب في أوكرانيا آخذة في التحول - ومعها، الأسلحة التي ستحتاجها أوكرانيا إذا كانت تأمل في مواصلة إحباط الجيش الروسي الذي أعاد تجميع صفوفه وإعادة الإمداد بعد إخفاقاته الأولية في الأسابيع الأولى من الحرب.

لكن المسؤول قال إن المواد لن تصل كلها في شحنة واحدة.

وأضاف: "حزمة بهذا الحجم ستستغرق العديد من الشحنات. أعني، أن آخر 800 مليون دولار على سبيل المثال استغرقت أكثر من 20 شحنة فردية لإغلاقها. يمكنني أن أؤكد لكم أننا سنتحرك بنفس الشعور بالإلحاح الذي نتحرك معه".

وفي 24 شباط/ فبراير الماضي، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة، وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.

وتشترط روسيا لإنهاء العملية، تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي "ناتو"، والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا في سيادتها".