هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
شهدت الحرب في أوكرانيا، في يومها الـ26 تطورات سياسية هامة، وميدانية بطيئة، الاثنين، أبرزها استدعاء الخارجية الروسية السفير الأمريكي في موسكو، وطلب كييف وساطة بكين للوصول إلى حل يوقف الأعمال العسكرية.
واستدعت روسيا الاثنين، السفير الأمريكي لدى موسكو، جون سوليفان، للاحتجاج على تصريحات الرئيس جو بايدن التي وصف فيها نظيره الروسي فلاديمير بوتين بأنه "مجرم حرب"، بسبب هجومه على أوكرانيا.
وأشارت إلى أنها دفعت العلاقات الروسية- الأمريكية إلى "حافة القطيعة".
واعتبرت وزارة الخارجية الروسية في بيان نُشر بعد استدعاء السفير الأمريكي أن "هذا النوع من التصريحات الصادرة عن رئيس أمريكي التي لا تليق برجل دولة من الصفّ الأول، جعلت العلاقات الروسية-الأمريكية على حافة القطيعة".
اقرأ أيضا: بايدن يتوجه إلى بولندا.. وأوروبا تبحث عقوبات جديدة على روسيا
طلب وساطة بكين
في سياق متصل، دعا وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا الاثنين الصين إلى "لعب دور مهمّ" لإيجاد حلّ للنزاع بين بلاده وروسيا.
وكتب الوزير في تغريدة "نتشارك موقف بكين حول ضرورة إيجاد حلّ سياسي للحرب على أوكرانيا، وندعو الصين كقوة دولية، إلى لعب دور مهمّ في هذه الجهود".
استفتاء شعبي
في سياق آخر، على صعيد المفاوضات الأوكرانية الروسية الجارية، قال الرئيس الأوكراني زيلينسكي، إنه سيطرح استفتاء شعبيا.
وأوضح أنه "يتعين طرح المسائل التي سيتم التوافق عليها مع روسيا خلال المفاوضات على استفتاء شعبي في أوكرانيا".
رفض استسلام ماريوبول
ورفضت أوكرانيا الاثنين مطلب الكرملين باستسلام ماريوبول، هذه المدينة الساحلية الاستراتيجية الواقعة على بحر آزوف في جنوب شرق البلاد، والمحاصرة منذ بداية الصراع.
وطالب العديد من الوزراء الأوروبيين الاثنين بفرض حزمة جديدة من العقوبات الاقتصادية لعزل روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين.
من جانبه، قال وزير الخارجية الإيرلندي سايمون كوفيني: "نظرا إلى حجم الدمار في أوكرانيا حاليا، من الصعب جدا، من وجهة نظري، القول إنه علينا عدم الانتقال (في العقوبات) إلى مجال الطاقة ووقف مشتريات النفط والفحم".
وأشار نظيره الليتواني غابرييليوس لاندسبيرغيس إلى أن "النفط يمثل أهم مصدر للدخل بالنسبة إلى ميزانية روسيا ويمكن استبداله بسهولة".
اقرأ أيضا: قتلى بقصف سوق في كييف.. ورفض للاستسلام بماريوبول
تنديد أوروبي
واستنكر وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، الاثنين، عمليات الجيش الروسي التي وصفها بـ"العشوائية" في مدينة ماريوبول الأوكرانية الساحلية المحاصرة، ووصفها بأنها "جريمة حرب كبرى".
وقال قبل اجتماع مع وزراء الخارجية والدفاع في دول الاتحاد الأوروبي مخصص للبحث في عقوبات جديدة ضد موسكو: "ما يحدث في ماريوبول جريمة حرب كبرى. القصف العشوائي يدمر المدينة ويقتل الجميع".
كذلك، أعلنت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك لدى وصولها إلى الاجتماع: "إنها جرائم حرب بشكل واضح ولا لبس فيه".
وقالت روسيا إن ماريوبول تشهد "كارثة إنسانية مروعة".
وقال الكولونيل جنرال ميخائيل ميزينتسيف مدير المركز الوطني الروسي لإدارة الدفاع في إفادة وزعتها وزارة الدفاع: "ألقوا أسلحتكم".
وأضاف ميزينتسيف: "كارثة إنسانية مروعة تحدث... كل من يلقون أسلحتهم نضمن لهم ممرا آمنا إلى خارج ماريوبول".
وتعرضت ماريوبول لبعض من أعنف موجات القصف منذ بدء الغزو الروسي في 24 شباط/ فبراير. وما زال كثير من سكانها البالغ عددهم 400 ألف نسمة محاصرين في المدينة بدون غذاء أو ماء أو طاقة.
وأضاف أن أوكرانيا أمامها حتى الخامسة صباحا بتوقيت موسكو للرد على عرض الممرات الإنسانية وإلقاء السلاح.
وتبادلت أوكرانيا وروسيا الاتهامات بشأن فشل فتح مثل هذه الممرات في الأسابيع الماضية.
الحسم العسكري
ويتوقع مسؤولون غربيون وخبراء عسكريون، أن الغزو الروسي لأوكرانيا يتجه نحو "طريق مسدود".
وبحسب تقديرات نقلتها صحيفة "وول ستريت جورنال" عن المخابرات الغربية، فإن عمليات القتل أو الإصابة بين الجنود الروسي تصيب ألف عنصر يوميا، في وقت لا تحقق القوات الروسية تحركات كبيرة في الخطوط الأمامية.
ولكنها أشارت إلى أن "الأحداث في ساحة المعركة يمكن أن تميل في اتجاه مختلف، لاسيما إذا نجح الروس في الاستيلاء على مدينة ماريوبول المحاصرة".
وختمت بالقول بشأن الحسم العسكري، بأن المسؤولين والخبراء أكدوا أنه "في ظل عدم إحراز تقدم جوهري على الأرض، وبالنظر إلى حجم الخسائر التي تلحق بصفوف روسيا، فإن حملتها العسكرية قد تصبح غير قابلة للاستمرار قريبا، مع عدم قدرة القوات على التقدم، لأنها تفتقر إلى القوة البشرية والإمدادات والذخيرة الكافية"، وفق قولهم.
إغلاق جميع الموانئ الأوكرانية
قالت وزارة البنية التحتية الأوكرانية الاثنين، إن جميع موانئ البلاد المطلة على البحر الأسود وبحر آزوف ما زالت مغلقة مؤقتا أمام السفن التي تسعى للدخول أو الخروج.
وبعد فترة وجيزة من الغزو الروسي في 24 فبراير/ شباط، علق الجيش الأوكراني عمليات الشحن التجارية من موانئ البلاد مما أثار مخاوف من تعطل الإمدادات من أوكرانيا التي تعد واحدة من أكبر مصدري الحبوب والبذور الزيتية.
قتلى في كييف
من جانب آخر، تحاول القوات الروسية تطويق كييف، العاصمة الأوكرانية، حيث أوقع قصف على مركز تجاري ليلة الاثنين، ثمانية قتلى على الأقل بحسب النيابة العامة.
وسقط القتلى أمام مركز ريتروفيل التجاري في شمال غرب كييف، وكان رجال الإطفاء وعسكريون يفتشون بين الأنقاض بحثا عن ضحايا آخرين.
وأدت الضربة الشديدة القوة إلى تحطيم سيارات في الموقف وخلفت فجوة عرضها بضعة أمتار.
من جهتها، قالت خدمات الطوارئ على فيسبوك، إنّ "قصفا (نفّذه) العدو" تسبّب باندلاع حريق في طبقات عدّة من المركز التجاري الواقع في منطقة بوديلسكي بشمال غرب المدينة وباندلاع النار في آليّات عدّة.
حظر تجوال في كييف
وأعلن رئيس بلدية كييف، فيتالي كليتشكو، أنه سيتم فرض حظر تجول جديد في العاصمة الأوكرانية اعتبارا من مساء الاثنين وحتى صباح الأربعاء.
في شمال البلاد، أفاد الحاكم المحلي في سومي دميترو جيفيتسكي عن "تسرب أمونياك" في منشآت شركة سوميخيمبروم، يطال منطقة تمتد على مسافة 2,5 كلم حول المصنع الذي ينتج أسمدة.
ولم يعرف مدى الحادث وسببه بوضوح لكن طلب من السكان اللجوء إلى الأقبية أو إلى مبان منخفضة الارتفاع لتفادي تعرضهم للتسرب.
وكان وزير الدفاع الروسي صرح مساء الأحد أن "قوميين" قاموا بـ"تفخيخ" منشآت تخزين الأمونياك والكلور في سوميخيمبروم "بهدف تسميم سكان منطقة سومي بشكل جماعي في حال دخول وحدات من القوات المسلحة الروسية المدينة".
القتلى واللجوء في أوكرانيا
وأعلنت الأمم المتحدة مقتل 925 مدنيا أوكرانيا على الأقل وإصابة ألف و496 آخرين جراء العملية العسكرية الروسية.
وأفادت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في بيان، الاثنين، بأن 3 ملايين و489 ألفا و644 لاجئا عبروا من أوكرانيا إلى بلدان الجوار بين 24 شباط/ فبراير و20 آذار/ مارس، أكثر من نصفهم توجهوا نحو بولندا.
وأشارت إلى عبور مليونين و83 ألفا و854 إلى بولندا و535 ألفا و461 إلى رومانيا و365 ألفا و197 نحو مولدوفا، لافتة إلى عبور نحو 113 ألف شخص من منطقتي دونيتسك ولوغانسك إلى روسيا بين 21 و23 شباط/ فبراير الماضي.
وأكدت مقتل 925 مدنيا أوكرانيا على الأقل وإصابة ألف و496 آخرين، مشيرة إلى أن العدد الحقيقي للقتلى والمصابين قد يكون أعلى بكثير مما جرى توثيقه.
وفي 24 شباط/ فبراير الماضي، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.
وتشترط روسيا لإنهاء العملية، تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي "الناتو" والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا في سيادتها".