سياسة دولية

سقوط أول مدينة أوكرانية.. قصف بكييف ومليون لاجئ (تغطية)

روسيا مستمرة في الحرب لليوم السابع على التوالي- جيتي
روسيا مستمرة في الحرب لليوم السابع على التوالي- جيتي

تشهد أوكرانيا، في اليوم السابع للحرب، محاور رئيسية للقتال مع القوات الروسية، التي تشن عملية عسكرية على أراضيها، تركزت اليوم الأربعاء جنوب البلاد وشمالها.

 

وتمثل خيرسون وماريبول (جنوبا) وخاركيف (شمالا) محاور القتال الرئيسية، وكذلك محيط العاصمة الأوكرانية كييف، وفق ما رصدته "عربي21".

 

وفي آخر التطورات الميدانية، أفادت وكالة الأنباء الأوكرانية بوقوع 4 انفجارات هزت العاصمة كييف خلال أقل من ساعة، منتصف الليل.

 

وأكد أن "الانفجارات التي هزت كييف ناتجة عن غارات لطائرات روسية".

 

وتعد هذه المرة الأولى التي تقوم فيها القوات الروسية باستهداف المدن الأوكرانية في ساعات الليل، إذ حاولت تجنب ذلك خلال الأيام الأولى من الحرب.

 

وأعلنت إدارة مدينة كييف حالة الطوارئ في العاصمة، ودعت المواطنين للتوجه إلى الملاجئ، والبقاء فيها هذه الليلة، وأطلقت صافرات الإنذار.

 

خيرسون

 

وتشهد المدينة جنوب أوكرانيا معارك ضارية، أعلنت إثرها وزارة الدفاع الروسية سيطرتها بالكامل عليها، وسط تأكيد أوكراني، لتكون أول مدينة في البلاد تسقط بالكامل بيد الروسيين.

 

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مسؤولين أوكرانيين تأكيدهم سيطرة الجيش الروسي على مدينة خيرسون في جنوب البلاد.

 

وخيرسون، مدينة ساحلية في جنوب أوكرانيا، يبلغ عدد سكانها نحو ربع مليون نسمة، وتقع عند مصب نهر دنيبر في البحر الأسود.

 

وقال عمدة مدينة خيرسون إن "قائد القوات الروسية أبلغنا أنه سينشئ إدارة جديدة مماثلة لدونيتسك ولوغانسك".

 

وفي 21 شباط/ فبراير الماضي، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن اعتراف موسكو رسميا بمنطقتي دونيتسك ولوغانسك "جمهوريتين مستقلتين" عن أوكرانيا.

 

في حين، لفت مسؤول في البنتاغون إلى أن "سيطرة القوات الروسية على ماريوبول وخاركيف ستسمح لها بفصل شرق أوكرانيا عن جنوبها".

 

وتعد السيطرة على خيرسون بمثابة التحكم في مصدر رئيس للمياه أيضا، حيث سدت أوكرانيا قناة شمال القرم، بعد أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم إليها، لذلك تم قطع معظم إمدادات المياه العذبة عن الأخيرة، ما تسبب في نقص المياه في المنطقة.

وكان أحد الأهداف الأولى للغزو العسكري الروسي فتح هذا الممر المائي، واستعادة إمدادات المياه لشبه جزيرة القرم.

 

وفي ميكولاييف القريبة من خيرسون، قال عمدة المدينة إن معارك عنيفة اندلعت داخلها، بعد أن نفذت فرق إنزال روسية هبوطا في مطار.


ووثقت مقاطع فيديو بثها ناشطون مشاهد لأسر جنود روس في مدينة ميكولاييف.

 

 

 

 

 

 

ماريبول

 

وفي المحور الجنوبي أيضا، أكدت السلطات المحلية في ماريوبول أن المدينة تحت السيطرة الأوكرانية، وأن القصف الروسي يستهدف المدنيين، في حين قال انفصاليون إنهم يحوطون المدينة بالكامل.


وقال عمدة ماريوبول إن القصف العنيف المستمر على المدينة منذ مساء الثلاثاء لا يسمح للسلطات بإجلاء الجرحى من المدينة.


أما مجلس المدينة، فأعلن إصابة 42 مدنيا إثر القصف الروسي على المنازل ومستشفى التوليد والمدارس.

 

من جانبها، قالت البحرية الأوكرانية إنها أغلقت الملاحة في الجزء الشمالي الغربي من البحر الأسود لسلامة الملاحة المدنية.


كييف

 

وفي العاصمة كييف، قال عمدتها، إن القوات الروسية تقترب أكثر فأكثر من العاصمة، في حين أكدت واشنطن أن القوات الروسية لا تزال خارج المدينة، رغم ارتفاع وتيرة القصف الصاروخي والمدفعي.


وقال مستشار وزير الداخلية الأوكراني أنطون هيراشتشينكو، في منشور على الإنترنت، إن دوي انفجار قوي سُمع بالقرب من محطة السكك الحديدية المركزية بالعاصمة كييف الأربعاء.


وأعلنت القوات الجوية الأوكرانية إسقاط مقاتلتين روسيتين في معركة جوية ضارية، في حين قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن القوات الروسية تحاول تطويق كييف من الشمال والشمال الغربي.


وأطلقت السلطات في كييف صفارات الإنذار، وطلبت من المدنيين الذهاب إلى الملاجئ.


وأكد عمدة المدينة أن القوات الروسية تحتشد قرب العاصمة، وأن القتال مستمر في بوتشا وغوستوميل القريبة منها.


وقال مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن القوات الروسية لم تحرز أي تقدم ملموس نحو كييف في 24 ساعة الماضية.


وأضاف المسؤول الأمريكي أنه على الرغم من تعرض العاصمة كييف لقصف مدفعي وصاروخي متزايد، فإن القوات الأوكرانية حاولت استهداف الرتل الروسي شمال كييف.


ونشرت حسابات أوكرانية عبر منصات التواصل مقطع فيديو يوثق لحظة قصف الطيران الحربي الروسي أحياء سكنية في إربين قرب كييف.

 

ويظهر التسجيل المصور لحظة تحليق طائرتين حربيتين في سماء المدينة، واستهداف الأحياء السكنية بالصواريخ، ما سبب دمارا واسعا في المنازل والأبنية والطرقات.

 

 

خاركيف

 

وفي المحور الشمالي، في خاركيف تحديدا (ثاني أكبر مدن أوكرانيا)، أعلنت السلطات المحلية مقتل 21 شخصا على الأقل وإصابة 112 في قصف روسي على المدينة، مؤكدة أن أحد الصواريخ استهدف مبنى البلدية.


وقالت هيئة الطوارئ الأوكرانية، إن 3 أشخاص قتلوا جراء ضربة صاروخية استهدفت مبنى الشرطة والجامعة الوطنية في خاركيف.

بدورها، قالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن قوات روسية أجرت عملية إنزال جوي على المستشفى العسكري في خاركيف، أعقبته أصوات اشتباكات.


وأفادت أيضا بمقتل 3 أشخاص جراء ضربة صاروخية استهدفت مبنى الشرطة والجامعة الوطنية في خاركيف.

تقدم الانفصاليين

 

وأضاف الانفصاليون أن قواتهم تقدمت 75 كيلومترا منذ بداية العملية العسكرية في أوكرانيا، في حين أعلن الانفصاليون في دونيتسك ارتفاع عدد المناطق الأوكرانية الخاضعة لسيطرتهم إلى 37 بلدة خارج خط التماس.


وأكد الانفصاليون في دونيتسك أنهم قتلوا 4 جنود أوكرانيين في صد هجوم على محور غورلوفكا.

 

وأطلقت روسيا، فجر 24 شباط/ فبراير، عملية عسكرية في أوكرانيا؛ لإجبارها على التراجع عن الانضمام لحلف "الناتو"، وإعلانها دولة "حياد" دون الانضمام لحلف عسكري تابع للغرب، وإعلان حكومة جديدة فيها، وسط رفض مستمر من كييف.

 

نحو مليون لاجئ

 

إنسانيا، أعلنت مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، أن نحو مليون شخص فروا من أوكرانيا منذ بدء الحرب.

وأعلنت الأمم المتحدة، الأربعاء، أنّها سجلت مقتل نحو 230 مدنيا في أوكرانيا، بينهم 15 طفلا، منذ بدء الغزو الروسي لهذا البلد قبل أسبوع، مرجحة أن تكون الحصيلة الحقيقية أعلى بكثير.


وقالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إنّها سجلت 752 ضحية مدنية في أوكرانيا، يتوزعون على 227 قتيلا و525 جريحا، منذ بدء الغزو في 24 شباط/ فبراير وحتى منتصف ليل الثلاثاء.


وأضافت في بيان أنّ "المفوضية تعتقد أن الأرقام الحقيقية أعلى بكثير".


وأوضحت الهيئة الحقوقية التابعة للأمم المتحدة أن معظم الأضرار البشرية "نجمت عن استخدام أسلحة متفجرة ذات تأثير واسع النطاق، بما في ذلك قصف مدفعي ثقيل، وأنظمة إطلاق صواريخ متعددة، وضربات جوية".


ولفتت المفوضية إلى أن هذه الحصيلة "أعلى من العدد الإجمالي للضحايا المدنيين الذي سجّلته مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان في منطقة النزاع بشرق أوكرانيا" من عام 2012 إلى عام 2018.

 

كما تتجاوز هذه الحصيلة ضعف عدد القتلى الذي أبلغت عنه مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشيل باشليه الاثنين والبالغ 102.


وكانت وزارة الصحة الأوكرانية قد أعلنت، الأحد الماضي، عن مقتل 352 مدنيا، وقالت الثلاثاء إن 16 طفلا لقوا حتفهم.

التعليقات (0)