هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أعربت
الولايات المتحدة عن خيبة أملها، من محاولة الإمارات إضفاء الشرعية على نظام بشار
الأسد، وذلك بعد أن التقى حاكم دبي ونائب رئيس الدولة محمد بن راشد، وولي عهد أبو
ظبي محمد بن زايد مع رئيس النظام السوري في لقاءات منفصلة.
وقال
المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، سام ساميويل وربيرغ، في تصريح خاص لـ"عربي21"، إن
واشنطن تشعر بخيبة أمل وانزعاج كبيرين من هذه المحاولة الظاهرة لإضفاء الشرعية على
نظام بشار الأسد.
وأضاف:
"نظام الأسد يبقى مسؤولاً عن مقتل ومعاناة عدد لا يحصى من السوريين، وتشريد
أكثر من نصف عدد السكان الذي كان قبل الحرب، والاعتقال التعسفي واختفاء أكثر من
150 ألف سوري من الرجال والنساء والأطفال".
وشدد
على أن الإدارة الأمريكية لا تدعم جهود التطبيع وإعادة العلاقات مع نظام الأسد،
مؤكدا أن واشنطن قد أوضحت لشركائها هذه النقطة.
وتابع:
"الولايات المتحدة تحث الدول التي تفكر في الانخراط مع نظام الأسد، على
المراجعة بعناية للفظائع المروعة التي قام بها هذا النظام ضد السوريين على مدار
العقد الماضي، بالإضافة إلى جهوده المستمرة لمنع وصول الكثير من المساعدات
الإنسانية إلى سوريا".
ونبه
إلى أن الإدارة الأمريكية لن ترفع أي عقوبات مفروضة على نظام الأسد أو تتنازل
عنها، كما أنها لن تدعم أي جهود لإعادة الإعمار حتى يتم إحراز تقدم لا رجعة فيه نحو
حل سياسي.
وأكد
أن الاستقرار في سوريا والمنطقة بشكل عام لا يمكن تحقيقه إلا من خلال عملية سياسية
تمثل إرادة جميع السوريين، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة ملتزمة بالعمل مع
الحلفاء والشركاء والأمم المتحدة من أجل حل سياسي دائم.
الائتلاف المعارض يستنكر
واعتبر
الائتلاف الوطني السوري استقبال الإمارات رئيس النظام السوري بشار الأسد "سابقة
خطيرة وخروجا عن قرارات الجامعة العربية، وخرقا للعقوبات الدولية، ومكافأة له على
جرائمه، واستخفافا بدماء مليون شهيد سوري".
وقال
الائتلاف في بيان وصلت "عربي21" نسخة منه، إن زيارة بشار الأسد للإمارات
تزامنت مع ذكرى انطلاق الثورة السورية ومع ذكرى قتل نظام الأسد لأول شهيد فيها،
مما يزيد في عدم تقدير إرادة الشعب السوري وتضحياته على مدى إحدى عشرة سنة ماضية
في صراعه مع النظام.
وأضاف:
"لم نكن ننتظر من أي دولة شقيقة احتضان هذا المجرم أو إعادة تدويره".
وطالب
الائتلاف الإمارات بتصحيح موقفها والالتزام بالموقف العربي والدولي العام في عزل النظام
وعدم التطبيع معه أو الانجرار إلى إعادة تدويره، مؤكدا أن استقبال بشار الأسد،
خطيئة فادحة لا بدّ من استدراكها.
ونفذ
رئيس النظام السوري بشار الأسد، زيارة لدولة الإمارات هي الأولى له لدولة خليجية
منذ 11 عاما.
وذكرت
وكالة الأنباء الإمارات، أن ابن زايد أعرب "عن تمنياته أن تكون هذه الزيارة
فاتحة خير وسلام واستقرار لسوريا الشقيقة والمنطقة جمعاء".
وقالت
وزارة الإعلام التابعة للنظام السوري، إن الأسد التقى حاكم دبي محمد بن راشد آل
مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات.
وقال
حساب تابع لرئاسة النظام السوري، إن ابن راشد رحب بزيارة الأسد، "والتي تأتي
في إطار العلاقات الأخوية بين البلدين".
واستنكر نشطاء وصحفيون سوريون استقبال الإمارات لرئيس النظام السوري، خاصة أنها تزامنت مع الذكرى السنوية الحادية عشرة من عمر الثورة السورية، حيث اعتبر بعضهم أن زيارة الأسد بمثابة رد إماراتي على مطالب الشعب السوري.