سياسة دولية

روسيا تفرج عن عمدة ميليتوبول..أوكرانيا تحدد أولوياتها بالتفاوض

كييف لا تزال محاصرة من الروس.. والجيش الأوكراني يتحصن داخلها- جيتي
كييف لا تزال محاصرة من الروس.. والجيش الأوكراني يتحصن داخلها- جيتي

أعلنت السلطات الأوكرانية، أن الجيش الروسي أفرج عن رئيس بلدية مدينة ميليتوبول المعتقل إيفان فيدوروف، مقابل تسعة من الجنود الأسرى لديها.

واعتقلت القوات الروسية فيدوروف خلال الاشتباكات في المدينة، بتاريخ 11 آذار/ مارس الجاري، وفقا لتصريحات أوكرانية رسمية.

وقالت المتحدثة الإعلامية للرئاسة الأوكرانية داريا زاريفنايا، في تصريحات الأربعاء، إن الروس أفرجوا عن فيدوروف مقابل تسعة جنود من مواليد 2002- 2003.

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، طلب المساعدة من زعماء دول أخرى من أجل الإفراج عن رئيس بلدية ميليتوبول.

 

رفع حظر التجوال بكييف

 

وأعلنت السلطات الأوكرانية، انتهاء حظر التجوال الذي دام 36 ساعة في العاصمة كييف، بسبب الهجمات الروسية.


يذكر أن سلطات كييف فرضت حظرا للتجوال، في 15 مارس/ آذار الجاري، بين الساعة 20.00 ـ 07:00 (18:00 ـ 05:00 تغ).

 

مسرح ماريوبول

 

وزعمت أوكرانيا الخميس، أن روسيا دمرت مسرحا كان يحتمي به أكثر من ألف شخص في مدينة ماريوبول الساحلية المحاصرة جنوب البلاد، دون أن ترشح أي معلومات عن حصيلة الضحايا حتى الآن.


ونشر مسؤولون صورة لمبنى مسرح الدراما الذي تدمّر قسم في منتصفه بالكامل بينما تصاعدت أعمدة الدخان من الركام. وأفاد مسؤولون بأن قنبلة ألقيت على المبنى من طائرة.

 

 

 

 

 

 

 

وقال مجلس ماريوبول المحلي في منشور على تطبيق تليغرام: "اليوم، دمر الغزاة مسرح الدراما. وهو مكان لجأ إليه أكثر من ألف شخص للاحتماء. لن نغفر هذا أبدا".


وقبل أيام من تعرض المسرح للقصف، أظهرت صور أقمار اصطناعية لشركة "ماكسار" الخاصة كلمة "ديتي" أو "أطفال" بالروسية محفورة على الأرض على جانبي مبنى المسرح.


ووصف رئيس بلدية ماريوبول فاديم بويتشينكو الهجوم بأنه "مأساة مرعبة".


وقال في تسجيل فيديو: "كان الناس يختبئون هناك. وقال البعض إنهم كانوا محظوظين لبقائهم على قيد الحياة، لكن للأسف لم يحالف الحظ الجميع".


وأضاف: "الكلمة الوحيدة لوصف ما حدث اليوم هي إبادة جماعية، إبادة لأمتنا وشعبنا الأوكراني. لكني واثق من أن اليوم سيأتي عندما تنهض مدينتنا الجميلة ماريوبول من تحت الأنقاض مرة أخرى".


وتعد المدينة هدفا استراتيجيا رئيسيا لموسكو، باعتبار أن السيطرة عليها تسمح بربط القوات الروسية في شبه جزيرة القرم بدونباس، وتمنع وصول الأوكرانيين إلى بحر آزوف.


وعلى مدى أيام قصفت القوات الروسية المدينة التي كان يسكنها نحو نصف مليون نسمة، وقطعت عنها إمدادات الطاقة والغذاء والمياه.


وتحاول سلطات المدينة تحديد عدد الضحايا، لكن تعرّض أحياء سكنية إلى القصف يعرقل جهودها في هذا الصدد.

 

أولويات أوكرانيا بالتفاوض

 

في سياق آخر، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن أولويات بلاده في المفاوضات مع روسيا هي وقف الاشتباك وتقديم الضمانات والأمن واستعادة السيادة ووحدة الأراضي.


وقال زيلينسكي، في رسالة مصورة نشرها فجر الخميس، على تليغرام، إن الأولوية القصوى هي حماية الدولة الأوكرانية بصورة حقيقية.

 

وأضاف: "أولوياتي في المفاوضات واضحة تمامًا. إنهاء الحرب والضمانات الأمنية واستعادة السيادة ووحدة الأراضي وتقديم ضمانات وتوفير حماية حقيقية لبلدنا".


وطالب زيلينسكي الجنود الروس بإلقاء الأسلحة للحصول على فرصة للبقاء على قيد الحياة، معتبرا أن ذلك سيكون أفضل لهم من الموت في ساحة المعركة.


وأكّد أنه تباحث الأربعاء مع أصدقاء أوكرانيا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، واتفق معهما على اتخاذ خطوات جديدة من أجل السلام.


وذكر الرئيس الأوكراني أنه عبّر عن شكره لأردوغان وترودو حيال دعمهما لبلاده.

 

الكرملين

 

وأعلن الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، اليوم الخميس، أن المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا ستستمر اليوم.


وقال بيسكوف ردا على سؤال إن كانت المفاوضات ستستمر اليوم: "يتوجب ذلك لا أعرف إن كانت قد بدأت بالفعل أم لا، لكن ستستمر اليوم".


وأضاف: "أود أن أكرر مرة أخرى: وفدنا، برئاسة ميدينسكي، وبمشاركة الخبراء والإدارات ذات الصلة، جاهز للعمل على مدار الساعة.. لكن للأسف، لا نرى حماسا مماثلا من الجانب الأوكراني".

 

اقرأ أيضا: أوكرانيا ترفض طلب "الحياد".. وموسكو تمتدح مواقف تركيا

تصويت أممي

 

وأعلن مندوب المكسيك الدائم لدى الأمم المتحدة السفير خوان رامون دي لا فوينتي، الأربعاء، أنه سيتم طرح مشروع قرار إنساني بشأن أوكرانيا على أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة (193 دولة) خلال الأيام القليلة المقبلة.


ورفض السفير المكسيكي، الذي كان يتحدث للصحفيين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك تحديد موعد بشأن مشروع القرار الذي تعده بلاده بالتعاون مع فرنسا، بشأن الوضع الإنساني في أوكرانيا.


ومن جهة أخرى، قال دبلوماسيون بالأمم المتحدة لمراسل الأناضول، إن بعثة النرويج لدى الأمم المتحدة طلبت عقد جلسة طارئة مفتوحة لمجلس الأمن الخميس لمناقشة الوضع في أوكرانيا. ‎


ولم يصدر أي تأكيد رسمي بشأن ذلك من البعثة الإماراتية لدي الأمم المتحدة التي تتولى بلادها حاليا الرئاسة الدورية لأعمال مجلس الأمن الشهر الجاري‎.


وأوضح الدبلوماسيون أن مشروع القرار الروسي "المضاد" لمشروع القرار الفرنسي المكسيكي المشترك، سيتم طرحه للتصويت في مجلس الأمن الدولي بعد غد الجمعة.


وأضافت المصادر ذاتها أن روسيا تسعى للحصول على تأييد بعض الدول الأعضاء بالمجلس (15 دولة) لمشروع قرارها.

 

اقرأ أيضا: الدول الغربية تطلب اجتماعا طارئا لمجلس الأمن بشأن أوكرانيا

وكانت المندوبة البريطانية الدائمة لدى الأمم المتحدة السفيرة باربارا وودود، أكدت في رسالة مسجلة بالفيديو، نشرتها على "تويتر" الثلاثاء أن بلادها ستصوت ضد مشروع القرار الروسي، واصفة السماح بصدوره بأنه "إهانة".


ويدعو مشروع القرار الروسي "جميع الأطراف المعنية إلى احترام القانون الإنساني الدولي وتوفير الحماية للمدنيين، بما فيهم النساء والأطفال والعاملون في المجال الإنساني".


وتطالب جميع الأطراف بـ"الامتناع عن تعمد وضع أهداف ومعدات عسكرية بالقرب من الأعيان المدنية".

 

ويتطلب صدور قرارات مجلس الأمن الدولي (15 دولة) موافقة تسع دول على الأقل شريطة ألا تعترض عليه أي من الدول الخمس دائمة العضوية وهي روسيا والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والصين.


وتصدر قرارات الجمعية العامة بأغلبية ثلثي الدول الأعضاء، وهو ما يزيد من إمكانية صدور قرار كهذا في الجمعية العامة.

وتشترط روسيا لإنهاء العملية تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا في سيادتها".

التعليقات (0)