ملفات وتقارير

كيف يؤثر قصف أربيل على العلاقة بين إيران والعراق؟

أعلن الحرس الثوري رسميا قصفه لما قال إنه مركز إسرائيلي في أربيل- الأناضول
أعلن الحرس الثوري رسميا قصفه لما قال إنه مركز إسرائيلي في أربيل- الأناضول

على ضوء تبني إيران الهجمات الصاروخية على مدينة أربيل في إقليم كردستان العراق، أثيرت تساؤلات بخصوص رد الأخير المحتمل على القصف، ومدى تأثير ذلك على العلاقة بين طهران وبغداد.

وتبنى الحرس الثوري الإيراني، الأحد، الهجوم على أربيل، بالقول إن "المركز الإستراتيجي للتآمر والأعمال الخبيثة للصهاينة جرى استهدافه بالصواريخ القوية والدقيقة لحرس الثورة الإسلامية". وأضاف أن "أي تكرار لاعتداءات إسرائيل سيقابل برد قاس وحاسم ومدمر".

"بلد ضعيف"

وبخصوص رد العراق المحتمل قال الباحث في الشأن العراقي الدكتور سعدون التكريتي إنه "رغم أن القصف الإيراني على أربيل غير مسبوق، لكن العراق لا يملك إلا أن يتلقى الضربات ويصمت، كونه بلد ضعيف لا إرادة فيه وأرضه موطن لكل المعارضين للغير".

وأضاف التكريتي لـ"عربي21" أن "العراق لن يستطيع فعل أكثر من تقديم الاحتجاج الرسمي للسفير الإيراني في بغداد، والذي بطبيعة الحال يرفضه حلفاء طهران في البلد، وربما يعتبرونه تجاوزا على الجارة الشرقية".

ولفت الباحث إلى أن "العراق وصل إلى مرحلة من الضعف أمام إيران أن كبار المسؤولين فيه، وخصوصا الرئاسات الثلاث (حكومة، رئاسة، برلمان) يخشون حتى ذكر اسم إيران في بيانات الإدانة والشجب والاستنكار، والتي هي أقصى ما يملكون".

واستبعد التكريتي أن "تحصل أي تداعيات على العلاقة بين البلدين، فالتجارة مستمرة واستيراد الغاز والكهرباء والمواد الغذائية والخضروات وكثير من السلع من إيران لا يزال جاريا وكأن شيئا لم يكن".

ورأى الباحث أن "اللجان التحقيقية التي يشكلها العراق الهدف منها تناسي الموضوع وطي صفحته، وإلا بماذا يحقق فطهران نفسها أعلنت أنها هي من أطلقت الصواريخ على أربيل، لذلك يجب أن يكون الرد حاسما، لا أن يجري النظر في تبريرات إيران".

وتابع: "لا يحق لإيران تحت أي مبرر قصف أرض عراقية"، متسائلا: "ماذا لو أن السعودية هي من قصفت محافظة البصرة، هل سيكون رد فعل حلفاء إيران بالطريقة ذاتها مع قصف أربيل، أم أنها ستعلن الجهاد الكفائي وتحشّد الشارع، وتعقد جلسة طارئة للبرلمان تطالب بقطع العلاقات وطرد السفير؟".

وفي الوقت نفسه، يشدد التكريتي على أنه "لا يقبل بفسح المجال أما الإسرائيليين للعمل في أي بقعة من العراق، وهذا شأن داخلي بالإمكان معالجته داخليا وفق القوانين التي تحظر التعامل مع الصهاينة، وتتحمل أي جهة تبعات ذلك إذا ثبت وجود أي علاقة مع الكيان الصهيوني".

 

اقرأ أيضا: الحرس الثوري: استهدفنا مركز تجسس إسرائيلي في أربيل

"غياب للسيادة"

وفي المقابل، قال المحلل السياسي العراقي أثير الشرع في حديث لـ"عربي21" إنه "ربما يحق لأي دولة الدفاع عن أمنها الاستراتيجي، الاستهداف الأخير الذي طال أربيل يأتي ضمن ذلك، خصوصا أن هناك وصفا للمكان الذي جرى استهدافه بأنه قاعدة للتواجد الإسرائيلي داخل أربيل".

ورأى الشرع أن "من يتحمل تبعات القصف الإيراني على مدينة أربيل، هم من آووا إسرائيليين أو قواعد أمريكية في أربيل، ووجود تهديد للدول المجاورة قد ينطلق منها".

واستبعد المحلل السياسي أن "تتأثر العلاقات الإيرانية العراقية، لأن طهران تعلم جيدا التدخلات التي تجري في العراق، لكنها لا تنوي ضرب الدولة العراقية، وإنما هي متيقنة من وجود تدخلات أمريكية إسرائيلية في شمال البلاد".

وتابع: "إيران ربما توجه ضربات عدة تستهدف قواعد أخرى في العراق، وهذا ما جاء على لسان السفير الإيراني لدى بغداد إيرج مسجدي".

وأكد الشرع أنه "وفق ميثاق الأمم المتحدة والعرف الدبلوماسي والسياسي بين الدول ينبغي أن لا تستهدف دولة لمجرد شكوك، لكن الواقع أن هناك ضربات تنطلق ضد إيران من هذه الأماكن والأخيرة ليست دولة سهلة".

وأعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف، الأحد، أن الوزارة استدعت سفير إيران في بغداد للاحتجاج على قصف إيران مدينة أربيل.

وقال الصحاف في تصريحات إن "وزارة الخارجية استدعت سفير إيران في العراق أريج مسجدي وجرى تسليمه رسالة احتجاج من الحكومة العراقية على خلفية قصف مدينة أربيل بالصواريخ لما يشكله هذا القصف من انتهاك لأمن وسيادة العراق".

وأضاف المتحدث العراقي أن العراق ينتظر وصول رد من الحكومة الإيرانية على هذا القصف الذي يصنف بأنه عدوان سافر ومروع للمدنيين.

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة قال إن طهران حذرت السلطات العراقية عدة مرات من استخدام القوى الأجنبية في البلد كقاعدة لتهديد إيران.

وأضاف خطيب زادة أن "حكومة العراق المركزية عليها مسؤولية ضمان عدم استخدام أراضيها قاعدة لأطراف ثالثة لشن هجمات على إيران".

وفي إشارة إلى الاحتلال الإسرائيلي، قال زادة: "استخدمت أطراف ثالثة أراضي العراق عدة مرات في السابق ضد إيران ومنها جماعات إرهابية، مثل المتشددين الأكراد والولايات المتحدة والكيان الصهيوني".

وكان مستشار الأمن القومي الأمريكي، أكد أن بلاده تدعم الحكومة العراقية وحكومة كردستان العراق أمام التهديدات الإيرانية.

وقال جيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأمريكي إن الولايات المتحدة أدانت، الأحد، هجوما شنته إيران على مدينة أربيل بشمال العراق، مشيرا إلى أن واشنطن ستدعم بغداد وحكومات في أنحاء المنطقة في مواجهة تهديدات من طهران.

وأضاف في بيان أصدره البيت الأبيض: "سندعم حكومة العراق في محاسبة إيران وسندعم شركاءنا في جميع أنحاء الشرق الأوسط في مواجهة تهديدات مماثلة من إيران".

 

اقرأ أيضا: إيران: حذرنا مرارا من استخدام العراق قاعدة لتهديدنا

التعليقات (1)
ممدوح حقي
الثلاثاء، 15-03-2022 09:39 ص
من المؤسف والمدان أن يسمح العراق والإمارات والبحرين للموساد الإسرائيلي إنشاء قواعد تجسس لهم في أوطانهم. هذه خيانة عظمى ليس فقط لشعوبهم وإنما لجميع العرب والمسلمين. لدى إيران كل الحق أن تدمر وتقتل هؤلاء الجواسيس المجرمين الذين يهددون أمنها وإستقرارها. كما يجب على الأحرار العرب أيضاً إستهداف الموساد الإسرائيلي، في أرضهم ووطنهم. هذا العدو العنصري المجرم، محتل فلسطين وأراض عربية ومقدسات المسلمين.