قضايا وآراء

هزار ولا جد؟!

هشام عبد الحميد
1300x600
1300x600
هذا العنوان الهزلي يتطابق تماما مع عبثية المشهد المطروح على مواقع السوسيال ميديا إثر خلاف أشعله فنان. أثار الفنان خلافا على مفهوم تسمية الفن الترفيهي؛ حيث إنه على حد قوله: لا يسمح بامتهان الفن بمسمى الترفيه. والأكثر من هذا، أنه رفض عرضا بملايين الدولارات لعرض مسرحيته بالمملكة العربية السعودية، مؤكدا رفض مسمى الترفيه في الفن.

بالطبع من حق هذا الفنان أن يعتقد ويفعل ويقول ما يشاء؛ ولكن من حقنا أيضا التعليق والتفنيد لما طرحه على الأقل، من وجهة نظرنا.

الحقيقة أننا لا نرى عيبا في مصطلح الفن الترفيهي. على سبيل المثال يطرح مصطلح "Entertainment" -وترجمته الترفيه- على أنواع من الأفلام السينمائية والمسرحية بل وبرامج؛ وحتى في القنوات التي تُعنى بتقديم فنون للتسلية. هذا لن يُقلل بأي حال من الأحوال من قيمة الأعمال المطروحة إلا إذا كانت دون المستوى، أو بمعنى آخر تافهة وسخيفة أو هابطة جماليا ومُفرغة تماما فكريا.

أما رفض عرض مالي، فهذه مسألة شخصية، والرفض والقبول مسألة تخص الطرفين؛ سواء من قِبل الذي يعرض أم من قِبل الطرف المنوط به الرفض أو القبول. هذه مسألة مهنية لا دخل للجمهور أو المواقع الاجتماعية بها. لا يجب أن ينشغل الرأي العام بمثل هذه الأمور؛ فالمسألة في النهاية عرض وطلب.

أما بالنسبة للترفيه الفني، فالمسألة ترجع إلى أنه مجرد مصطلح لا أكثر ولا أقل، الأهم من ذلك هو ما سيُقدّم وهذا بيت القصيد. المسألة برمتها لا معنى لها، وذكرتني مع الفارق في التفاصيل بمصطلح كان قد أطلقه العامة بمهرجان القاهرة السينمائي على الأفلام التي تحتوي على لحظات حميمية، فكانوا يسألون على أبواب السينما: "هوّ الفيلم قصة ولا مناظر؟".

تماما مثل الخلاف الدائر الآن.. ترفيه أم ثقافة؟! هزار ولا جد؟
التعليقات (1)
الكاتب المقدام
الثلاثاء، 15-03-2022 03:23 م
*** من حق الكاتب أن نعترف له بأسلوبه الأدبي الراقي والمتميز والجذاب في التعبير والسرد، وذلك لأنه من النادر أن نجد مثيلاُ له في الوسط الفني إياه (مع اعتذارنا مرة أخرى لمعارف الكاتب من أبناء وبنات مهنته)، فيندر فيهم أو فيهن من يستطيع أن ينطق بجملتين لهما معنى أو مغزى عميق أو حتى سطحي، ولا نعلم مصير هؤلاء ذكورهم وإناثهم وكيف سيتكسبون رزقهم بعد أن بارت بضاعتهم، وانفض عنهم من كانوا يسألون على أبواب السينما: "هوّ الفيلم قصة ولا مناظر؟". فمهما اجتهدت تلك النسوة من العاملات في المجال، سواء في هز وسطهن، إو إسقاط ملابسهن الداخلية، أو ضرب مبضع الجراح في قسماتهن البهية، ومنهن من قضت نحبها وهي تزيل انتفاخ من موضع كانت تجهل بأن الاكتناز فيه سلعة مطلوبة، ومهماُ داروا ولفوا على الفضائيات للترويج لمحاسنهن، فالأمر اصبح كما تقول الأهزوجة الشعبية "من ده بكره بقرشين"، بل وببلاش، بعد أن أصبح الولوج إلى مواقع "البورنو" على الانترنت سداحاُ مداحاُ، يشاهد فيها الشباب ومراهقوا الكهول وشواذهم ما يرغبون من أعمق الأعماق ببلاش، وتتيح دولة إعلام السيسي الانقلابية الدخول إليها لمن شاء، فتلك هي حرياتهم الحقيقية التي يشجعوها، في حين تحظر وتجرم الدخول على مواقع كعربي 21 والجزيرة، لأنهم يرون بأنها تنشر الفسق والفجور والهرطقة، وتخالف منهجهم الانقلابي في تجديد الدين على ما يشتهون. وتحية لكاتبنا الفنان، ولكل من احترم نفسه، ولم يرض بأن ينافق الجنرال المنقلب المسخ الدجال، وضحوا بأمنهم ورزق أسرهم في سبيل حرية الجهر بكلمة الحق.