ارتفاع تاريخي لأسعار الغاز.. وصعود متواصل للنفط والذهب

شهدت أسعار الغاز الطبيعي ارتفاعا على مستوى قياسي في السوق الأوروبية، الاثنين، على وقع مناقشة الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، إمكانية فرض عقوبات على قطاع الطاقة الروسي.

وبلغ سعر الغاز الطبيعي 3600 دولار لكل 1000 متر مكعب، وسط خشية من حصول اضطرابات في صادرات روسيا التي توفر 40 بالمئة من واردات الغاز الأوروبية.

وهذا الارتفاع يعد قياسيا لليوم الرابع على التوالي.

في سياق متصل، تستمر أسعار النفط في الارتفاع الاثنين، على غرار الذهب الذي تجاوز لفترة وجيزة عتبة الألفي دولار للأونصة في حين سجلت البورصات الآسيوية تراجعا، جراء تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على الاقتصاد العالمي.

وسجل الألومنيوم والنحاس أسعارا قياسية جديدة، مع تجاوز طن الألومنيوم عتبة الـ4 آلاف دولار فيما سجل طن النحاس 10.845 دولار. 

واقترب سعر برميل خام برنت بحر الشمال من الـ140 دولارا الأحد مساء.

وتراجعت أسعار النفط بعد ذلك قبل أن تتطور بشكل جامح. فبعد الساعة الـ06:20 صباحا بتوقيت غرينتش، قفز سعر برميل غرب تكساس الوسيط بنسبة 9.04 بالمئة ليصل إلى 126.14 دولار وبرميل برنت 10.12 بالمئة مسجلا 130.06 دولار.

اقرأ أيضا: أونصة الذهب فوق ألفي دولار بسبب الحرب في أوكرانيا


وأمام تفاقم الوضع في أوكرانيا، فإنه لم يعد فرض عقوبات مباشرة على صادرات المحروقات الروسية مسألة غير قابلة للطرح.

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الأحد، إن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يناقشان "بشكل كثيف" إمكان حظر الواردات من النفط الروسي.

إلا أن الأوروبيين يعتمدون موقفا حذرا أكثر إذ إن دولا عدة في أوروبا مثل ألمانيا تعتمد بشكل وثيق على النفط والغاز والروسيين.

ومع أن النفط الروسي لا يخضع راهنا لعقوبات مباشرة نظريا، فإنه لا يجد من يشتريه تقريبا ما يؤثر كثيرا على العرض العالمي.

وجاء في مذكرة صادرة عن  National Australia Bank الاثنين: "إذا لم تتوقف الحرب، فإنه لا يظهر أي شيء في الأفق من شأنه إبطاء" ارتفاع أسعار النفط.

راجع كبير لليورو

وتجرى جولة ثالثة من المفاوضات بين موسكو وكييف الاثنين، إلا أن الأسواق لا تتوقع نتيجة إيجابية بعد فشل الجولتين السابقتين وتكثيف الهجوم الروسي.

إلا أن الجيش الروسي أعلن الاثنين، عن فتح ممرات إنسانية عدة واعتماد وقف إطلاق نار في أماكن معينة لإجلاء المدنيين من مدن خاركيف وكييف وماريوبول وسومي الأوكرانية التي تشهد معارك عنيفة.

ونبّه صندوق النقد الدولي السبت، من أن تصاعد النزاع في أوكرانيا ستكون له تداعيات اقتصادية "مدمرة" على المستوى العالمي.

وإلى جانب النزاع بحد ذاته، فإنه سيكون للعقوبات المفروضة على روسيا "تأثير كبير جدا على الاقتصاد العالمي والأسواق المالية مع تداعيات جانبية على دول أخرى" وفق الصندوق.

وتوجه المستثمرون إلى شراء الذهب وهو ملاذ آمن بامتياز، وقد تجاوز سعر الأونصة منه عتبة الألفي دولار في الأسواق الآسيوية صباح الاثنين للمرة الأولى منذ آب/ أغسطس 2020. وعاد سعر الأونصة إلى  1983 دولارا تقريبا قرابة الساعة الـ06:40 ت غ.

في المقابل، سجلت الأسهم تراجعا وأغلق مؤشر نيكاي الرئيسي في بورصة طوكيو بتراجع 2.94% على 25221.41 نقطة وهو أدنى مستوى له منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2020.

وقد انهارت أسهم كل القطاعات المشمولة في مؤشر نيكاي باستثناء الطاقة.

أما الخسائر في بورصة هونغ كونغ فكانت أسوأ مع تراجع مؤشر هانغ سينغ فيها 3.5% قرابة الساعة الـ06:30 بتوقيت غرينتش. أما في الصين القارية فتراجعت بورصتا شنغهاي وشنغن أكثر من 2%.

وأما في سوق الصرف فتراجع اليورو بشكل كبير أمام الدولار مسجلا 1.0880 قرابة الساعة الـ06:30 بتوقيت غرينتش في مقابل 1.0928 الجمعة.

وتراجع اليورو أمام الين أيضا مسجلا 125.08 ين في مقابل اليورو الواحد. وكان الجمعة سجل 125.48 ين.

وتحسن سعر صرف الدولار في مقابل الين وبلغت العملة الأمريكية 114.96 ين في مقابل 114.82 ين نهاية الأسبوع الماضي.