اقتصاد دولي

من الفائز الأكبر في أزمة الغاز بأوروبا؟.. "كسر نفوذ روسيا"

أوروبا تبحث عن بدائل للغاز الروسي وتقليل اعتمادها على جارتها المتنفذة التي تزودها بـ40 بالمئة من إمدادات الغاز-  أ ف ب/أرشيفية
أوروبا تبحث عن بدائل للغاز الروسي وتقليل اعتمادها على جارتها المتنفذة التي تزودها بـ40 بالمئة من إمدادات الغاز- أ ف ب/أرشيفية

نشرت صحيفة "لاكروا" الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن الغاز الطبيعي المسال الذي يعتبر بديلا محتملا بالنسبة للاتحاد الأوروبي في ظل أزمة الطاقة الناتجة عن تصاعد التوتر بين روسيا وأوكرانيا.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن بحث الدول الأوروبية عن بدائل للغاز الروسي وتقليل اعتمادها على جارتها ذات النفوذ الطاقي التي تزودها بـ 40 بالمئة من إمدادات الغاز يعد الموضوع الرئيسي في المفاوضات الدبلوماسية المكثفة من أجل تجنب أي انقطاع في عمليات التزود مع تصاعد الصراع الأوكراني الروسي.


وبحسب الصحفية كارول ماتيو، الباحثة في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، فإن "الأمريكيين يسعون أولا إلى تنويع مصادر إمدادات الغاز في الاتحاد الأوروبي لمساعدته على الالتزام بحزمة عقوبات جديدة ضد روسيا".

وذكرت الصحيفة أن خطوط أنابيب الغاز الحالية من النرويج والجزائر وأذربيجان قيد الاستخدام الكامل وغير قادرة على زيادة إنتاجها في المستقبل القريب، لذلك فقد لجأ الاتحاد الأوروبي إلى الغاز الطبيعي المسال القادم من قطر والولايات المتحدة ونيجيريا ومصر وتوباغو.

وأوردت الصحيفة أن تجارة خط أنابيب الغاز تتطلب وجود مورّد واحد. وأشار فيليب برتروتيار، الرئيس التنفيذي لشركة "غاز ترانسبورت وتكنيغاز"، إلى أن "العميل لم يعد سجين مورّده. والعكس صحيح أيضًا".

يمثل الغاز الطبيعي المسال 52 بالمئة من تجارة الغاز الدولية منذ ما يتجاوز النصف قرن مع اشتداد الطلب الآسيوي. ووفقا لفينسينت ديموري، المندوب العام للمجموعة الدولية لمستوردي الغاز الطبيعي المسال، فإن اليابان والصين والهند تستأثر بثلاثة أرباع واردات الغاز الطبيعي المسال في جميع أنحاء العالم.

مشاريع نهائية

 

لا يزال الغاز الطبيعي المسال في أوروبا يمثل 20 بالمئة فقط من الاستهلاك، مقابل ارتفاع حصته بشكل حاد خلال الأشهر الأخيرة. وقد خفضت روسيا شحناتها في الربع الرابع من عام 2021 فيما ارتفعت الواردات بنسبة 27 بالمئة.

ويوجد حوالي عشرين محطة لإعادة تحويل الغاز إلى غاز مسال، أربعة منها في فرنسا. ويحاول الألمان الاستثمار في بناء محطات مماثلة كانوا يعتبرونها ذات تكلفة عالية في السابق.

ونقلت الصحيفة عن تييري بروس، الأستاذ في معهد العلوم في باريس، أن "ارتفاع أسعار الغاز أعاد القدرة التنافسية للغاز الطبيعي المسال من خلال جعل سعر النقل هامشيا تقريبًا". ومن جهتها، فإن  أوروبا تمتل قدرة على إعادة تحويل الغاز الطبيعي المسال إلى غاز طبيعي بإجمالي 19 مليار متر مكعب شهريا، ما يغطي نصف وارداتها من السوق الروسية.

من المنتظر أن يدخل موقع ثامن قريبا في الولايات المتحدة قيد العمل لإنتاج الغاز الصخري الذي يمثل هذا الشتاء ما يقارب الـ40 بالمئة من واردات الغاز الطبيعي المسال الأوروبي، مقابل 15 بالمئة من قطر. وسوف تستمر هذه الحصة في الزيادة بالنظر إلى الدور المتنامي الذي تلعبه الولايات المتحدة في سوق الغاز الطبيعي. 

التعليقات (0)