اقتصاد دولي

قرب توصل أمريكا وإيران لاتفاق نووي يكبح جماح أسعار النفط

ارتفعت عقود خام برنت القياسي تسليم أيار/مايو خلال تعاملات الجمعة نحو 2 بالمئة إلى 112.60 دولارا للبرميل- جيتي
ارتفعت عقود خام برنت القياسي تسليم أيار/مايو خلال تعاملات الجمعة نحو 2 بالمئة إلى 112.60 دولارا للبرميل- جيتي

كبحت آمال قرب توصل الولايات المتحدة وإيران إلى اتفاق نووي جماح أسعار النفط، وصعدت أسعار الخام خلال تعاملات الجمعة لكن بوتيرة بطيئة، بعدما ارتفعت بعد الغزو الروسي لإيران إلى مستويات غير مسبوقة منذ العام 2008.


وبحلول الساعة 11:35 بتوقيت غرينتش، ارتفعت عقود خام برنت القياسي، تسليم أيار/مايو نحو 2 بالمئة إلى 112.60 دولارا للبرميل، بزيادة 2.14 دولار عند جلسة الخميس. فيما صعدت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي، تسليم نيسان/أبريل، أكثر من 2 بالمئة إلى 109.92 دولارات للبرميل، بزيادة 2.26 دولار عن الجلسة السابقة.

 

ويتجه الخامان القياسيان لتسجيل مكاسب أسبوعية بأكثر من 13 بالمئة لبرنت، وأكثر من 15 بالمئة للخام الأمريكي.

وزادت الضغوط على أسواق النفط بعدما قرر منتجو "اوبك+"، الأربعاء، الإبقاء على زيادة بطيئة معتمدة للأنتاج، بمقدار 400 ألف برميل يوميا في أبريل/نيسان، متجاهلين تداعيات الأزمة الأوكرانية.

والثلاثاء، قررت 31 دولة عضو في الوكالة، بقيادة الولايات المتحدة ضخ 60 مليون برميل من الاحتياطي الاستراتيجي، في مسعى لتعويض نقص الإمدادات من منطقة البحر الأسود، وكبح الأسعار. لكن الخطوة فشلت في تهدئة الأسواق.

وتحولت أسعار النفط للهبوط الخميس، بعدما قالت واشنطن أن المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني، أحدثت "تقدما مهما" وأن الاتفاق "بات قريبا"، مؤكدة معلومات مماثلة صدرت عن الجانب الإيراني.

وساهم في تهدئة الأسواق أيضا، اتفاق روسي أوكراني على فتح ممرات إنسانية لتقديم المساعدات للنازحين الأوكرانيين، وكذلك فتح قناة اتصال مباشرة بين الجيشين الروسي والأمريكي للحيلولة، دون أي سوء فهم قد يؤدي إلى اتساع دائرة الحرب.


وأكد وزير النفط الإيراني جواد أوجي قدرة بلاده على تحقيق طاقاتها الإنتاجية القصوى خلال شهر أو شهرين، في حال رفع العقوبات الأمريكية المفروضة عليها، بنتيجة المباحثات الجارية لإحياء الاتفاق بشأن برنامجها النووي.

وأتى موقف الوزير الذي تعد بلاده من الأغنى عالميا في مجال الطاقة، في وقت تسجل أسعار النفط والغاز ارتفاعا حادا على خلفية غزو روسيا لأوكرانيا.

ولدى إيران ثالث احتياط مثبت من النفط عالميا، وكانت تحتل في 2020، المركز الخامس بين المنتجين ضمن منظمة البلدان المصدّرة للنفط (أوبك).
 
في تصريح لوكالة فرانس برس، قال المحلل في "بنك يو بي إس" جوفاني ستونوفو؛ إن "شائعات السوق التي أثارتها مصادر إيرانية ولا سيما الصحفي رضا زاندي "بشأن اتفاق مع إيران في الأيام المقبلة"، تسببت في انخفاض أسعار النفط الخام.

وغرد الصحفي النفطي الإيراني الخميس بأنه تلقى "معلومات عن توقيع اتفاق نووي في فيينا خلال الساعات الـ72 المقبلة"، ما يمهد لعودة النفط الإيراني إلى السوق العالمية.

ينظر الغربيون إلى الأيام القليلة المقبلة على أنها حاسمة بالنسبة للمحادثات الجارية في فيينا بين القوى الكبرى وإيران، لإحياء "خطة العمل الشاملة المشتركة" التي أبرمت في عام 2015 بين إيران من جهة والولايات المتحدة والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا وألمانيا من جهة أخرى.

ويشرح المحلل الاقتصادي تاماس فارغاس في شركة "بي في إم" للنفط، بأن ارتفاع أسعار النفط الذي يمكن تفسيره بالحرب في أوكرانيا، إضافة إلى "علاوة المخاطر" المفروضة على العرض النفطي الآتي من روسيا، تفاقم "بسبب حالة عدم اليقين (...) والتعديل في عمليات المضاربة". 

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس؛ إنه مصمم على مواصلة الهجوم على أوكرانيا، وقصفت القوات الروسية عدة مدن استراتيجية، رغم عقد جولة محادثات جديدة بين كييف وموسكو.

ويضيف فارغاس: "في حين لم تصل العقوبات الغربية إلى حد منع الصادرات الروسية، إلا أن عرض الخام والمواد النفطية من روسيا قد تضرر كثيرا"، لا سيما "بسبب أن العقوبات المالية التي تجعل مستحيلا القيام بعمليات شراء نفط مع روسيا". 

وتعتبر المحللة الاقتصادية إيبيك أوزكارديزكايا من مصرف "سويس كووت"، أن الشركات الغربية "عاقبت نفسها" بتوقفها عن شراء النفط الروسي، وصارت "تفضل البحث عن حلول أخرى؛ لأن خطر فرض عقوبات يرتفع توازيا مع ارتفاع حدة الحرب في أوكرانيا". 

وأوضحت أن "سحب الاستثمارات" و"الحد من الاعتماد على النفط الروسي"، يسهلان على الغرب فرض عقوبات على قطاع الطاقة الروسي، "في حال لم تردع العقوبات الهجوم الروسي". 

التعليقات (0)