سياسة دولية

المناورات الروسية مستمرة.. وأوكرانيا تطلب دعما غربيا

يهدد الغرب موسكو بعقوبات شديدة إذا غزت أوكرانيا- جيتي
يهدد الغرب موسكو بعقوبات شديدة إذا غزت أوكرانيا- جيتي


طلبت أوكرانيا من حلفائها الغربيين تعزيز الدعم، مع مؤشرات متزايدة لتدخل عسكري روسي على أراضيها، فيما لوح رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، لموسكو بعقوبات غربية تمنع الشركات الروسية من الحصول على الدولار.


وشدّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي السبت على أنّ بلاده تُشكّل "درع" أوروبا في وجه روسيا وتستحق مزيداً من الدعم، مطالباً بجدول زمني لانضمامها إلى حلف شمال الأطلسي في ظل مخاوف من غزو روسي تقول واشنطن إنّه وشيك، بينما استعرضت موسكو قوّتها عبر اختبار صواريخ بقدرات نووية.


ودان زيلينسكي في خطابه أمام مؤتمر ميونيخ للأمن ما وصفها بـ"سياسة المهادنة" التي ينتهجها الأوروبيون حيال موسكو.


وقال الرئيس الذي توجّه إلى ميونيخ رغم اشتداد حدّة القصف في شرق بلاده ومقتل جنديَين أوكرانيين إنّه "على مدى ثماني سنوات، كانت أوكرانيا درعاً. على مدى ثماني سنوات، كانت أوكرانيا تصدّ جيشاً يُعدّ بين الأكبر في العالم".

 

اقرأ أيضا: "الناتو" يُجلي موظفيه من كييف.. وخروقات للهدنة شرق أوكرانيا

وطالب بـ"جداول زمنية واضحة وعملية" لانضمام أوكرانيا إلى الأطلسي، وهو أمر تعتبره موسكو خطاً أحمر بالنسبة لأمنها.


واقترح زيلينسكي لقاء فلاديمير بوتين لمعرفة "ما الذي يريده الرئيس الروسي".


وأكد زيلينسكي لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء السبت، أنه لن "يرد" على "الاستفزازات" الروسية في شرق أوكرانيا، مشددا على استعداده "للحوار" مع موسكو.


وأوردت الرئاسة الفرنسية بعد محادثة بين الزعيمين دامت نحو ساعة، أن زيلينسكي "أعرب عن عدم رغبته في الرد على الاستفزازات على طول خط التماس" وأنه عهد إلى ماكرون بـ"إبلاغ فلاديمير بوتين باستعداد أوكرانيا للحوار".


من جهته أعرب الاتحاد الأوروبي السبت، عن قلقه حيال ما اعتبرها جهودا مكثّفة للتلاعب بالمعلومات، هدفها دعم ذرائع ملفّقة لتبرير تصعيد عسكري محتمل في أوكرانيا.


وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، في بيان، إن "الاتحاد الأوروبي قلق للغاية من أن أحداثا مدبّرة يمكن أن تستخدم ذريعة لتصعيد عسكري محتمل".


وواصل المسؤولون الغربيون في ميونيخ التحذير من نوايا موسكو حيال أوكرانيا، بعدما قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، الجمعة، إنّه "مقتنع" بأنّ بوتين خطّط لغزوها في عملية سيتمّ في إطارها استهداف العاصمة كييف في غضون أيام.


وجدّدوا تحذيراتهم لروسيا من عقوبات واسعة في حال شنّت هجوما، فيما أشارت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، إلى أن ذلك سيدفع الحلف الأطلسي لتعزيز "جناحه الشرقي"، بينما حضّ رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الغرب على "الوقوف بقوة صفاً واحداً".


لكن وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، حذّرت من "التكهّن" بنوايا روسيا. وقالت لصحافيين ردا على سؤال عن ما إذا كانت تتفق مع تقييم بايدن، إنّه "في الأزمات، أسوأ ما يمكن فعله هو التكهّن أو افتراض" قرارات الطرف الآخر.

 

الدور الفرنسي

 

وأعلن قصر الرئاسة الفرنسي "الإليزيه" عن محادثة هاتفية، يجريها الرئيس إيمانويل ماكرون، مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بعد محادثة مماثلة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأوضحت الرئاسة الفرنسية أن "الاتصال الهاتفي مع بوتين استمر ساعة و45 دقيقة.. ويتحدث ماكرون حاليا هاتفيا مع زيلينسكي".

المناورات العسكرية مستمرة

كشفت بيلاروس عن استمرار المناورات العسكرية المشتركة مع روسيا على أراضيها، في ظل تصاعد التوتر في أوكرانيا، رغم أنه كان مقررا أن تنتهي الأحد.

وقال وزير الدفاع البيلاروسي في بيان "قرر الرئيسان الروسي والبيلاروسي مواصلة التدريبات بسبب زيادة النشاط العسكري على حدودهما المشتركة والتصعيد في شرق أوكرانيا".

وأشار إلى أن الهدف من المناورات "ضمان الرد المناسب ووقف تصعيد الاستعدادات العسكرية التي يقوم بها أشخاص ذوو نيات سيئة قرب الحدود"، وفق البيان.


تلويح بعقوبات


من جهته قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي)، إن الولايات المتحدة وبريطانيا ستعملان على منع حصول الشركات الروسية على الدولار الأمريكي والجنيه الإسترليني إذا أمر الكرملين بغزو أوكرانيا.


وأضاف أن "الخطة التي نراها تتعلق بشيء يمكن أن يكون بالفعل أكبر حرب في أوروبا منذ عام 1945 من حيث الحجم الهائل".


وتابع جونسون بأن العقوبات على روسيا في حال الغزو ستذهب إلى أبعد كثيرا مما أعلن من قبل.
وقال إن بريطانيا والولايات المتحدة ستمنعان الشركات الروسية "من التعامل بالجنيه الإسترليني والدولار" وهي خطوة قال إنها سيكون لها تأثير هائل.

 

بدوره، قدّر وزير الدولة للشؤون الأوروبية جيمس كليفرلي الغزو الروسي لأوكرانيا بأنه "محتمل جدا ووشيك جدا"، مضيفا لشبكة "سكاي نيوز: "لكننا نواصل العمل لمحاولة تفادي ذلك".

 

مطالبة بالعقوبات

طالب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، بفرض جزء من العقوبات على روسيا، مشددا على ضرورة إيقاف موسكو.

وقال كوليبا، الأحد، إن الوقت قد حان لكي يفرض الغرب على الأقل جزءا من العقوبات التي أعدها ضد روسيا، مضيفا: "يجب إيقاف روسيا الآن. نرى كيف تتطور الأحداث".

وتابع: "حان وقت العمل. أقول بشكل رسمي إن كل الأسس موجودة لتنفيذ جزء على الأقل من العقوبات المجهزة لفرضها على روسيا الآن".


اجتماع أمريكي


وأعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، سيعقد اجتماعا لمجلس الأمن القومي، الأحد، لمناقشة الأزمة الأوكرانية.

وذكرت ساكي في بيان، أن بايدن يواصل مراقبة تطور الوضع في أوكرانيا، وأنه يتم إطلاعه بانتظام من قبل فريق الأمن القومي على الأحداث الميدانية.

وشددت على أن فريق الأمن القومي الأمريكي أكد احتمال غزو روسيا لأوكرانيا في أي وقت.

والجمعة، قال بايدن إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قرر غزو أوكرانيا.

ووفقا لمسؤولين أوكرانيين، فإن موسكو حشدت مؤخرا أكثر من 100 ألف جندي بالقرب من الحدود الأوكرانية، ما أثار مخاوف من احتمالية أن روسيا تخطط لهجوم عسكري ضد جارتها.


التعليقات (3)
محمد
الأحد، 20-02-2022 02:54 م
يلخص القرطبي في تفسيره الشعوبية بقوله: «الشعوبية تبغض العرب وتفضل العجم»، والزمخشري يقول: «وهم الذين يصغرون شأن العرب». فالفكرة الشعوبية، وإنْ انطلقت من فكرة «التسوية» أو «المساواة» بين الشعوب غير العربية التي دخلت الإسلام والعرب الذين انتصر دينهم وثقافتهم ودولتهم في العصر الأموي، فإنَّ الفكرة لا تقف عند هذا الحد، بل هي «تبغض» و«تحتقر» و«تصغّر» العرب.)) حاليا هناك طرفين يبغضون العرب و يحاولون اشراكهم بكل مصيبه و رزيه وهم الفرس و من سار معهم من الشيعه في العراق و سوريا و لبنان و حوثه اليمن و الطرف الاخر و الذي يحاول تناسيه الكثير هم امازيغ شمال افريقيا .
همام الحارث
الأحد، 20-02-2022 02:13 م
المقصود بعبارة "تمويل أتباع أمريكا الأعراب للجيش الروسي بالمليارات سنوياً منذ عام 2015 و حتى اليوم " الجيش الذي يعمل في سوريا ضد شعبها .
همام الحارث
الأحد، 20-02-2022 12:27 م
أستغرب من تلويح رئيس وزراء ذكي ، مثل بوريس جونسون ، لموسكو بعقوبات غربية تمنع الشركات الروسية من الحصول على الدولار لأن المتابعين للشأن السياسي يعلمون أن الدولارات تتدفق على موسكو بسخاء منذ سنوات (مثل تمويل أتباع أمريكا الأعراب للجيش الروسي بالمليارات سنوياً منذ عام 2015 و حتى اليوم و مثل شراء أتباع لأمريكا أسلحة روسية حتى لقد قيل أن أحد عملاءها اشترى أسلحة منها لا تلزم بمبلغ 100 مليار دولار في غضون 7 سنوات و مثل تمويل أتباع أمريكا الأعراب لمليشيا فاغنر في سوريا و شرق ليبيا و مالي و إفريقيا الوسطى) . إن ارتفاع أسعار البترول و الغاز الحالية – و معلوم أن أمريكا تتحكم بأسعار كلا السلعتين – قد صبَ كميات هائلة من الدولارات الإضافية على موسكو مؤخراً .