هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تناولت صحيفة "نيويورك
تايمز" الأمريكية تطورات ما آلت إليه الحياة منذ ظهور فيروس كورونا، والتغيير
الذي طرأ على العادات الاجتماعية، مع تشبّث الأغلبية بأمل العودة إلى الوضع الطبيعي.
وقال الكاتب، في
تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن ردود الفعل العالمية ضد فيروس كورونا
مرّت بعديد المراحل. في البداية، وجد الكثيرون الوضع مخيفا، لكنهم اعتقدوا أنه
سيكون مؤقتا.
وأساء دونالد ترامب
بشكل رهيب إدارة الأزمة، وهذا يعني أنه كان يمكن تجنب الكثير من الوفيات. وقد
أظهرت دراسة نشرتها لجنة "لانسيت" للسياسة العامة، في شهر شباط/ فبراير
الماضي، أن الولايات المتحدة كان من الممكن أن تتجنب 40 بالمئة من الوفيات في حال
كان هذا المعدل يعكس المعدل المسجل في مجموعة الدول السبع الأخرى، وهي كندا وفرنسا
وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة.
وقالت الصحيفة إن الكثير من الأمريكيين افترضوا أن نهاية الوباء قريبة مع قدوم إدارة جديدة، واتباع
سياسة جديدة للتعامل مع الجائحة. لكن الحكام الجمهوريين لم يتبعوا سياسات أفضل،
وتبين أن الفيروس أخطر مما كنا نتخيل. ولا تزال العديد من دول مجموعة السبع التي
كان أداؤها أفضل من الولايات المتحدة في عهد ترامب تكافح من أجل احتواء الفيروس.
وبالنسبة لملايين الأشخاص حول العالم، يواصل الوباء الانتشار.
وأضافت أننا جميعًا
ننتظر ببساطة موعد عودة الحياة إلى ما كانت عليه، وكيف سيبدو الوضع الطبيعي الجديد،
وما زلنا نعتقد أننا إذا فعلنا الأشياء الصحيحة فإن الوباء سوف ينتهي، وستعود
الأمور إلى عهدها. ولكن مع مرور الأشهر والأعوام، أصبح من الواضح أكثر فأكثر أن
كوفيد سينتقل على الأرجح من جائحة إلى فيروس مستوطن.
ووفقا لما صرّح به
خلال الشهر الماضي الدكتور أنتوني فاوتشي، كبير مستشاري البيت الأبيض في المجال
الطبي، فإنه "بالعودة إلى تاريخ الأمراض المعدية، نجحنا في القضاء على مرض
معد واحد فقط أصاب الإنسان، وهو الجدري. ولكن هذا لن يحدث مع هذا الفيروس".
وأضاف فاوتشي أنه يجب أن نأمل أن تنخفض حالات الإصابة بفيروس كورونا في النهاية
"لينضم إلى مجموعة واسعة من الأمراض المعدية التي نعاني منها".
ونبهت إلى أنه من
المحتمل ألا يكون متحور أوميكرون الذي اجتاح العالم هذا الشتاء آخر متحور يقلب
حياتنا رأسًا على عقب. وليس لدينا تأكيدات على أن اللقاحات الحالية ستكون فعاّلة
ضد المتحورات اللاحقة.
وفي سنة 2020، قال ترامب في حديثه عن كورونا إنه
"سوف يختفي في يوم من الأيام، وستحدث معجزة. وكما تعلمون، يمكن أن تزداد
الأمور سوءا قبل أن تتحسن. ربما سيختفي. سوف نرى ماذا سيحدث. لا أحد يعرف
حقًا". ولكن هذا لم يكن ليحدث أبدا، ونحن نعلم الآن أنه لن يختفي، وهو ما يثير
بعض التساؤلات الجدية للغاية بالنسبة لنا أفرادا ومجتمعا.
وفي استطلاع رأي
أجرته جامعة "مونموث" الشهر الماضي، قال 70 بالمئة من الأمريكيين إن
"الوقت قد حان لتقبل حقيقة أن كوفيد لن يختفي، وأنهم بحاجة فقط لمواصلة حياتهم".
وأوردت أنه في بداية
انتشار الوباء، عندما تبنى بعض الحكام الجمهوريين سياسة ترامب، قاموا بتسييس
الفيروس؛ من خلال مخالفة توصيات مركز السيطرة على الأمراض، بينما التزم بها العديد
من الحكام الديمقراطيين. تجاوزت حصيلة الوفيات في الولايات المتحدة فقط 900 ألف
حالة جراء فيروس كورونا، وهي حصيلة مبهمة، ولكن الجمهور استوعب هذه الحصيلة بطريقة
ما.
وأكدت أن
كورونا جعلنا نعيد النظر في كل شيء، خاصة معنى المنزل والعمل، وقيمة الفضاء العام، وحجم الموت، ومدى قربه منا، وما يعنيه حقًا أن تكون فردا في مجتمع. وما زلنا نبحث عن
إجابات لهذه التساؤلات، لكن الولايات المتحدة التي عرفناها انتهت في سنة 2019، وهي
اليوم بلد يعاني من الندوب، ويكافح للنهوض، وتطارده الأسئلة الأخلاقية والفلسفية.