هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
هبطت أسعار النفط خلال التعاملات الصباحية من جلسة الخميس بشكل طفيف، بعد مكاسب محدودة حققتها عند إغلاق الجلسة السابقة.
وبحلول الساعة الـ5.34 بتوقيت غرينتش هبطت أسعار خام برنت 0.36 بالمئة إلى 89.15 دولار للبرميل، كما هبط خام تكساس الأمريكي 0.46 بالمئة إلى 87.85 دولار للبرميل.
وأغلقت أسعار النفط جلسة الأربعاء على مكاسب محدودة بعد أن تمسكت مجموعة أوبك+ بخطتها لزيادات إنتاجية معتدلة على الرغم من ضغوط من مستهلكين كبار لرفع الإنتاج بخطى أسرع.
وأنهت عقود خام برنت القياسي العالمي جلسة الأربعاء مرتفعة 31 سنتا لتسجل عند التسوية 89.47 دولار للبرميل في حين زادت عقود خام القياس الأمريكي غرب تكساس الوسيط ستة سنتات لتغلق عند 88.26 دولار للبرميل.
وظل برنت قريبا من مستوى الـ90 دولارا للبرميل لبضعة أيام حتى الآن بدعم من استمرار القلق حيال شح في المعروض من منتجين عالميين رئيسيين وزيادة مطردة في الطلب.
وفي جلسة الجمعة، سجل الخامان القياسيان كلاهما أعلى مستوياتهما منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2014، إذ لامس برنت الـ91.70 دولار وسجل الخام الأمريكي 88.84 دولار.
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية الأربعاء إن مخزونات الخام في الولايات المتحدة انخفضت بمقدار مليون برميل الأسبوع الماضي مقابل توقعات لزيادة قدرها 1.5 مليون برميل. وتراجعت أيضا مخزونات نواتج التقطير وسط طلب قوي محليا وفي أسواق التصدير.
زيادة الإنتاج
وأعلنت الدول الـ23 المنضوية في مجموعة أوبك+ بقيادة السعودية وروسيا الأربعاء عن زيادة طفيفة جديدة في الانتاج على الرغم من ارتفاع أسعار الخام والتوترات الجيوسياسية التي تهز الأسواق.
وأكدت تلك الدول في بيان أنها ستزيد إنتاجها بواقع 400 ألف برميل يوميا في آذار/ مارس، وهي نفس الكمية كما في الأشهر السابقة.
وكانت المجموعة التي تضم 13 عضوا في منظمة الدول المصدّرة للنفط (أوبك) وحلفائها العشرة ضمن اتفاق "أوبك+" قد قاومت الضغوط الأمريكية لزيادة الإنتاج بهدف خفض الأسعار.
وقال تحالف أوبك+ في بيان عقب اجتماع وزاري بدائرة الفيديو إن القرار اتُخذ "في ضوء أساسيات سوق النفط الحالي والتوافق بشأن التوقعات".
ويعود نهج المجموعة الحذر إلى ربيع العام 2021 مع تعافي الطلب بعد خفض الإنتاج الكبير في ظل كوفيد.
وقال الخبير لدى كابيتال إيكونوميكس إدوارد غاردنر، إن إعلان الأربعاء "لم يكن مفاجئا نظرا لأن المجموعة اتبعت هذا النهج بصرامة منذ الاتفاق عليه أساسا، وحتى في كانون الأول/ ديسمبر عندما تراجعت أسعار النفط في أعقاب تفشي أوميكرون" وفقا لوكالة "فرانس برس".
وأضاف: "ما يهم في المستقبل هو ما إذا كانت أوبك+ قادرة على مواكبة زيادات الإنتاج المقررة".
وأشارت الخبيرة لدى "إنتراكتيف انفيستر" Interactive Investor فكتوريا سكولار إلى أنها تتوقع "ارتفاعا إضافيا" نتيجة تواصل الطلب بشكل ثابت وسياسة "زيادة الإنتاج بشكل طفيف للغاية" التي يتبعها تحالف "أوبك بلاس".
توتر جيوسياسي
ويواجه تحالف "أوبك بلاس" صعوبات في إنتاج ما يتناسب مع الحصص المحددة مع بعض أعضائه مثل أنغولا ونيجيريا، غير القادرتين على رفع الانتاج، وأعضاء آخرين مثل السعودية والإمارات غير الراغبتين في ذلك، وفق كارستن فريتش من "كوميرزبنك".
ووفق إحصاء لـ"بلومبيرغ"، زاد إجمالي إنتاج "أوبك+" في كانون الأول/ ديسمبر بـ90 ألف برميل يوميا فقط، وهو أقل بكثير من هدف الـ400 ألف برميل يوميا.
وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك لشبكة روسيا 24 التلفزيونية إن روسيا تحترم التزاماتها.
غير أنه أضاف أن هناك "عددا من الشكوك" التي ترخي بظلالها على الطلب فيما لا يزال الوباء الناجم عن فيروس كورونا يستمر في التفشي.
وساهم ارتفاع مستوى التوتر الجيوسياسي المرتبط بعدد من أبرز الدول المنتجة للنفط، مثل روسيا والسعودية والإمارات، في زيادة الأسعار.
وشن المتمرّدون الحوثيون المدعومون من إيران، الذين استهدفوا السعودية مرارا، ثلاث هجمات صاروخية استهدفت الإمارات الشهر الماضي وقع آخرها الاثنين.
وتشارك الإمارات في التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن دعما للحكومة اليمنية ضد الحوثيين. وسحبت في 2019 قوّاتها من البلد الفقير الغارق في نزاع مسلّح منذ 2014، لكنّها لا تزال لاعبا مؤثرا فيه.
وفي أوروبا، بلغ التوتر بين موسكو والغرب أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة بعدما حشدت روسيا قوات عند حدودها مع أوكرانيا.
وقال نيل ويلسن من Markets.com إن التوتر "بين أوكرانيا وموسكو سيواصل رفعها (الأسعار) طالما أن الوضع يزداد سوءا".