ملفات وتقارير

مئة يوم على حكومة بودن بتونس.. انتقادات ودعوات للاستقالة

لم تظهر بودن في خطاب للشعب ولو لمرة واحدة منذ تعيينها من سعيد- رئاسة الحكومة
لم تظهر بودن في خطاب للشعب ولو لمرة واحدة منذ تعيينها من سعيد- رئاسة الحكومة

تجاوزت حكومة نجلاء بودن بتونس الثلاثة أشهر من العمل بعد تسلم مهامها في الحادي عشر من تشرين الأول/ أكتوبر 2021، حكومة هي الأولى التي تباشر عملها دون موافقة البرلمان.


وتطلق أحزاب وقوى سياسية على حكومة بودن بأنها "حكومة الرئيس"، ومع مرور 100 يوم من عملها، تعالت الأصوات المطالبة بضرورة إقالتها بسبب "عدم مشروعيتها"، وكذلك "عدم تحقيق إنجازات ومكاسب".


ولم تشهد البلاد انفراجة سياسية أو اقتصادية منذ الإعلان عن الحكومة بعد إجراءات سعيد الاستثنائية، التي توصف بأنها "انقلاب على الدستور وديمقراطية البلاد".

 

حكومة العجز 


من جهتها، قالت النائب والقيادية البارزة يمينة الزغلامي، في تصريح لـ"عربي21": "هذه ليست حكومة، بل مجموعة من الأشخاص المكلفين من طرف رئيس السلطة القائمة، الذي علق الدستور وأغلق المؤسسات المنتخبة واستولى على الحكم، رغم تزيين المشهد بامرأة على رأس الحكومة".

 

وأضاف: "لكن ذلك لن ينطلي لا على الداخل ولا الخارج، هذا مؤسف؛ مرة أخرى تستعمل المرأة التونسية كزينة".

 


وشددت النائبة الزغلامي، على القول: "كل وزراء حكومة بودن فشلوا في مهامهم، وأكبر دليل على ذلك الكارثة الاقتصادية؛ فالوضع في انهيار ونحن في عزلة دولية".


ووصف الأمين العام لحزب التيار الديمقراطي غازي الشواشي، حكومة نجلاء بودن بـ"العجز والصمت، فهي مسلوبة كل الصلاحيات، فهي فقط لتنفيذ سياسات وخيارات وقرارات الرئيس، مع مرور كل يوم لهذه الحكومة تزداد الأوضاع سوءا".


وانتقد الشواشي في تصريح لـ"عربي21" بشدة عدم اهتمام الحكومة الحالية "بالجانب الاقتصادي والاجتماعي، والأمل في الحياة وجلب الاستثمار، هناك غلاء وتنامٍ للتضخم وشركات تغادر البلاد يوميا؛ فالدولة مهددة بالانهيار".

 

 

رسائل سلبية


من جهته، قال عضو المكتب السياسي لحركة الشعب أسامة عويدات، في تصريح لـ"عربي21": "نحن في الحزب على قدر ما دعمنا مسار 25 تموز/ يوليو، لأهميته الاجتماعية، وكنا ننتظر من حكومة بودن التركيز على البعد الاجتماعي، وللأسف نحن غير راضين عن الأداء والمسار الحكومي".


وفي حديثه عن العمل الحكومي، قدم أسامة عويدات ما قال إنها ثلاث رسائل سلبية: "الأولى في قانون المالية، ثانيا رفض قانون التشغيل عدد 38، عمال الحضائر"، مستدركا القول: "مازالنا ننتظر من الرئيس أن يتدارك، فنحن نعتبر مسار 25 يوليو اجتماعيا، وعليه الانتصار للبعد الاجتماعي".

 

 

وأكد عضو المكتب السياسي لحركة الشعب غياب تحقيق الإنجازات لحكومة نجلاء بودن، أنه "يمكن هناك نجاحات أمنية ودستورية مبرمج إنجازها، ولكن الأهم هو المضمون الاجتماعي، وكيف تعيش الناس. نحن نعاني من غلاء كبير وغياب للمواد الأساسية، وهذه الأسباب الحقيقة لخروج الشعب في ثورة 17 ديسمبر 2010 وفي يوليو المنقضي، وفي حال عدم الانتباه لذلك فسنقدم على انفجار اجتماعي، وسيتم نسف المسار نهائيا وسيفشل".

 

تعديل أم استقالة 


وتضم حكومة نجلاء بودن 24 عضوا بينهم 9 نساء، وقد تشكلت الحكومة في وقت وجيز مقارنة بالحكومات السابقة فلم تتجاوز 13 يوما من التكليف، وقد غاب الانتماء الحزبي للمكلفين، ولكن هناك أسماء بارزة عرفت بقربها الكبير من الرئيس واشتغلت بحملته الانتخابية، منهم توفيق شرف الدين.


ومع مرور أشهر من العمل، لم تخرج رئيسة الحكومة ولم تتحدث للشعب ولو لمرة واحدة، حيث لم تظهر إلا في البلاغات الرئاسية، وقد توسعت وخاصة في المدة الأخيرة الدعوات لاستقالة الحكومة "الفاشلة"، وصف آخر يطالب رئيس الحكومة بالتنحي والاستقالة.


ومع خروج هذه الدعوات، تتسرب في الكواليس أخبار من القصر الرئاسي تتحدث عن قرب إجراء تحوير وزاري، وفق ما نشرته "عربي21".

 

اقرأ أيضا: مصدر تونسي لعربي21: سعيد يجهّز لتعديل حكومي هذه تفاصيله

وطالب عضو المكتب السياسي لحركة الشعب الرئيس سعيد بتغيير فلسفة العمل؛ لأنها أهم من تعديل التركيبة "حكومة بودن واصلت على نفس منهج كل الحكومات قبل التفكير في تحوير الأسماء، يجب أولا التفكير في سياسات العمل" .


فيما دعت النائبة الزغلامي الحكومة للاستقالة فورا، والذهاب إلى حوار اقتصادي اجتماعي إلى حين عقد انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة".

التعليقات (0)