هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يجري
خبراء عسكريون إسرائيليون حالة أشبه ما تكون بـ"كشف حساب"، لما قدمه رئيس أركان جيش الاحتلال، أفيف
كوخافي، وذلك بعد انقضاء ثلاثة أعوام على توليه
المنصب.
وتناول
الخبراء ما قدمه كوخافي من إنجازات، وما وقع فيه من إخفاقات، مع استشراف لما تبقى
له من العام الرابع والأخير في موقعه هذا، واستعرضوا أبرز التحديات الميدانية
والتهديدات القتالية التي ستواجهه في ما تبقى له من فترة زمنية قصيرة في مقر
"الكرياه".
واعتبر
أوري غولدبيرغ خبير الشؤون الإسلامية بجامعة ريخمان، في مقال نشره موقع "زمن
إسرائيل" وترجمته "عربي21"، أن "استراتيجية "المعركة بين
الحروب"، وخاصة في سوريا، حققت في سنوات كوخافي الثلاث الأخيرة المزيد من
أهدافها، فقد تم تنفيذ عشرات العمليات في عام 2019، وازداد عددها في عام 2020، وفي
العام الماضي 2021، ارتفع العدد بشكل أكبر.
وأشار
إلى أن الأيام الأخيرة شهدت تنفيذ هجوم جوي على ميناء اللاذقية، موضحا أنه من
المتوقع أن تزداد هذه الضربات في العام الجديد، في حين يبقى السؤال المطروح حول
طبيعة الأهداف التي تم تحقيقها بالضبط.
اقرأ أيضا: معهد بحثي إسرائيلي يستعرض التحديات الأمنية لعام 2022
ورأى
أنه "إذا كان هناك المزيد من الهجمات كل عام، فهذه علامة على ضرورة مهاجمة
المزيد من الأهداف، وإذا كانت هناك حاجة للهجوم على المزيد من الأهداف، وبتسلح
أكثر أهمية، فهذه علامة على أن العدو يزداد قوة، وليس ضعيفا، وهو المنطق البسيط في
تحليل الأحداث".
وأضاف غولدبيرغ:
"لعل السمة الأهم لذلك تتمثل في قلق الجيش الإسرائيلي للغاية من انتهاك حرية
عمل طائراته في الأجواء اللبنانية".
وتابع:
"السؤال الذي يتداوله الإسرائيليون، وهذا من حقهم، أنه طالما أن الجيش
الإسرائيلي يسجل نجاحات في استهداف التواجد الإيراني في سوريا، فلماذا يقلق إذن".
ولفت
إلى أن تصاعد عمليات الاحتلال في سوريا خلال الأعوام الثلاثة الماضية، أشاعت أجواء
من الخوف لدى حزب الله وإيران من القوة العسكرية لإسرائيل، لأنه من الصعب عليهما
معرفة متى ستنفجر سياستها العدوانية المتمثلة بصواريخ كروز التي لا تخطئ.
وبين
غولدبيرغ أن إجراء مراجعة عامة وشاملة لاستراتيجية المعركة بين الحروب التي واظب عليها
كوخافي في سنواته الثلاث، تدفع الإسرائيليين للاعتقاد أن الحرب مع إيران وحزب الله
على الجبهة السورية هي الخطر الحقيقي، مما يستوجب من جيش الاحتلال مزيدا من الحاجة
للاستعداد، بما فيها تخصيص المزيد من الموازنات المالية للمؤسسة العسكرية، رغم رصد
سبعة مليارات شيكل خلف الأبواب المغلقة.
ونبه
إلى أن زيادة الهجمات من حزب الله وإيران، يوضح لإسرائيل أن قوتها لا تكفي للتعامل
مع الوضع القائم، مع أن كبار المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين يعرفون الحقيقة
جيدا، وكذلك النخبة السياسية، لكن من المستحيل شرح ذلك للجمهور الإسرائيلي ذاته،
لذلك يتم الاكتفاء بإخباره بأن مفتاح النجاح هو عدد الهجمات.
ووفق
الخبير الإسرائيلي، فإن الحرب تشكل مخاطرة حقيقية، بحاجة للتحضير جيدا، لأن
الاعتقاد المتوفر لدى الإيرانيين وحزب الله أنهما سيورطان إسرائيل حتى النهاية في
حملة لا تنتهي.
ورأى
أن زيادة الهجمات الإسرائيلية على سوريا لاستهداف التموضع الإيراني، بمثابة مؤشر على
استمرار استراتيجية "المعركة بين الحروب"، لكنها في الوقت ذاته، لا تضع
سيناريو نهائيا لهذا التصعيد الإسرائيلي، لأنه يكفي إطلاق صواريخ دقيقة لوضع
إسرائيل في دوامة ستواجه صعوبة في الخروج منها، وصحيح أن إسرائيل تمتلك أسلحة
نووية، إيران لا تمتلكها، لكن الأخيرة وحلفاءها يريدون إبقاء إسرائيل ضعيفة
ومرتبكة.