سياسة دولية

عشرات القتلى خلال قمع احتجاجات كازاخستان.. واشنطن تحذر موسكو

الأحد الماضي انطلقت احتجاجات في كازاخستان على زيادة أسعار الغاز المسال- جيتي
الأحد الماضي انطلقت احتجاجات في كازاخستان على زيادة أسعار الغاز المسال- جيتي

أعلنت وزارة الداخلية في كازاخستان مقتل العشرات ممن وصفتهم بمثيري الشغب، المناهضين للحكومة، في عملية لاستعادة النظام في مدينة ألماتي، التي تشهد احتجاجات وأعمال شغب.


وقالت متحدثة باسم الشرطة، إن قوات الأمن تحركت بعد أن حاول المتظاهرون السيطرة على مراكز الشرطة في المدينة، في حين أعلن بيان الداخلية ارتفاع عدد ضحايا قوات الأمن خلال الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ أيام إلى 18 قتيلًا و748 مصابا.


والأحد الماضي، انطلقت احتجاجات في كازاخستان على زيادة أسعار الغاز المسال، تخللها سقوط ضحايا وأعمال نهب وشغب في مدينة ألماتي.


وأعلنت الحكومة استقالتها الأربعاء، على خلفية الاحتجاجات، تلاها فرض حالة الطوارئ في عموم البلاد؛ بهدف حفظ الأمن العام، وفق إعلام محلي.

 

التعاون الإسلامي تدعو للتهدئة


من جهتها، أعربت منظمة التعاون الإسلامي، الخميس، عن قلقها البالغ إزاء "العنف" في كازاخستان، داعية إلى نبذه.


جاء ذلك في بيان للأمانة العامة للمنظمة عبر موقعها الإلكتروني؛ تعليقا على احتجاجات مندلعة منذ أيام في كازاخستان تخللتها أعمال نهب وشغب وسقوط ضحايا.


وقالت المنظمة: "نتابع بقلق بالغ تطورات الأوضاع في جمهورية كازاخستان، ونعرب عن الأسف لأحداث العنف التي أدت إلى سقوط العديد من الضحايا وتدمير ممتلكات عامة".


ودعت إلى "التحلي بأقصى درجات ضبط النفس والتهدئة ونبذ العنف، وصون المصلحة الوطنية، ووضعها فوق كل الاعتبارات لتجاوز الأزمة الراهنة".


وأكدت المنظمة "تضامنها التام مع حكومة جمهورية كازاخستان في الحفاظ على سيادتها وأمنها واستقراراها وسلامة أراضيها، وعلى الوحدة الوطنية للبلاد".


واشنطن تحذر موسكو 


حذرت الولايات المتحدة، الخميس، روسيا من ارتكاب قواتها انتهاكات لحقوق الإنسان في كازاخستان.
وقال المتحدث باسم لخارجية الأمريكية، نيد برايس، إن واشنطن والعالم "سيراقبان ممارسات موسكو في كازاخستان للكشف عن انتهاكات لحقوق الإنسان"، حسب قناة "الحرة" الأمريكية.


وأضاف أن واشنطن تحذر موسكو من أي خطوات "قد تمهد للسيطرة على مؤسسات كازاخستان" التي تشهد احتجاجات شعبية استدعت فرض حالة طوارئ.


وفي وقت سابق من اليوم، أعلنت منظمة معاهدة الأمن الجماعي التي تقودها روسيا، إرسال قوات حفظ سلام إلى كازاخستان، تلبية لطلب وجهه إليها الرئيس الكازاخي قاسم جومارت توكاييف.


التعليقات (2)
همام الحارث
الجمعة، 07-01-2022 06:28 م
كان أحد المتحكمين في مصر يكذب باستمرار حين يكون صاحياً و لكنه كان يصدق أحياناً عندما يكون تحت تأثير أم الخبائث . في مرة قال عبارة صدق "المتغطي بالأمريكان عريان" حيث كثيراً ما خذلت أمريكا عملاءها و أتباعها و المتأملين خيراً منها بطريقة الشيطان كما قال الله تعالى " يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا " . تجربة من انتظروا أمريكا - من بين العرب – لتعينهم في تحقيق الحد الأدنى من الحرية و الكرامة و العدل من عصابات متحكمين لا ترحم ، أثبتت فشل المنتظرين بل بالعكس باعتهم أقوالاً و مارست أعمالاً لدعم عصابات المستبدين الذين تمَ تعيينهم من خارج بلدانهم . بحسب سياسة الوفاق الدولي بين أمريكا و الاتحاد السوفيتي و الذي لا يزال قائماً بين أمريكا و روسيا الاتحادية – باعتبارها وريثة ذلك الاتحاد المنهار - ، تعتبر أوكرانيا و كازاخستان مناطق مجال حيوي أو نفوذ خالص لروسيا لا ينبغي لأمريكا أن تنازعها فيهما و ما حصل من قبل من تمرد في بلدان أخرى كان أثناء فترة ضعف روسيا و قبل أن تتقوى و ستطالب مستقبلاً بإعادتها لسيطرتها . تستطيع أمريكا – و من خلفها أوروبا- أن تدين و تشجب و تستنكر بأقوى العبارات سلوك روسيا لكن هذا مجرد كلام تتلاشى موجاته الصوتية بعد وقت قصير . لو كانت أمريكا جادة في مجابهة روسيا ، لقامت بأفعال سهلة لديها مثل 1) خفض أسعار الغاز و النفط وهذا يضرب الاقتصاد الروسي بقوة . 2) الإيعاز للبلدان الواقعة تحت هيمنة أمريكا بعدم شراء السلاح من روسيا و هذا شديد التأثير عليها . 3) إيقاف تدفق مليارات الدولارات من سفهاء الأعراب لتمويل الجيش الروسي الرسمي العامل في سوريا و الجيش الروسي الموازي "مرتزقة فاغنر" العامل في سوريا و شرق ليبيا و بلاد مالي الإفريقية . مساكين أهل أوكرانيا و أهل كازاخستان فلقد اشتروا سراب انتظار الفارس المنقذ المنطلق على حصانه بسرعة نحوهم ، ثم لن يجدوا فارساً و لا حتى حمار !
النيتو شرقا
الجمعة، 07-01-2022 06:16 ص
يبدو أن كازاخستان صارت ساحة لأحدث حلقات التمرد الشعبى ضد الأنظمة الحاكمة الموالية لموسكو فى البلدان المستقلة عن الإتحاد السوفيتى البائد منذ تفككه عام 1991 م ! فمن جمهوريات البلطيق الثلاث : إستونيا و لاتفيا و ليتوانيا ، إلى جورجيا جنوب القوقاز ، مرورا بأوكرانيا شمال البحر الأسود ، وصولا إلى كازاخستان فى آسيا الوسطى ؛ احتدم الصراع ضد النفوذ الروسى فى تلك البلدان ، و اضطرمت مشاعر الثورة فى نفوس الشعوب التى تئن تحت وطأة الأنظمة القمعية الستالينية التى نصبها عليهم الروس من مخلفات الحقبة السوفيتية البائدة ، و تنامت الرغبة القوية فى التخلص من الأوضاع السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية المتردية التى تعيشها تلك البلاد تحت حكم حلفاء موسكو ، فبات التقارب مع الغرب ، و السعى للإنضمام لحلف النيتو هدفا منشودا من جانب الرافضين للهيمنة الروسية على بلادهم ، حيث نجحت جمهوريات البلطيق الثلاث فى ذلك المسعى حتى الآن ، و البقية تأتى ! و بطبيعة الحال جاءت أزمة زيادة أسعار الغاز المسال المستخدم فى تدفئة المنازل و المنشآت فى كازاخستان ، و بخاصة خلال فصل الشتاء القارس فى البلاد إلى تفجر مشاعر السخط الشعبى ضد النظام الموالى لموسكو ، و اندلاع الإحتجاجات العارمة و الأعمال العدائية ضد الأجهزة الأمنية التابعة للنظام ، فكان مسارعة الروس لإرسال قواتهم إلى كازخستان من أجل قمع الإحتجاجات الشعبية ، و تثبيت حلفائهم فى السلطة هناك بداية لجولة جديدة من التصعيد ضد المصالح الروسية فى كازاخستان ! فالغرب بقيادة الولايات المتحدة لن يفوت الفرصة لدعم المعارضة الشعبية فى كازاخستان ضد موسكو و حلفائها ، و سيستغل تصاعد تلك الإحتجاجات من أجل تشتيت أذهان الروس عن المضى قدما فى تنفيذ خططهم المتعلقة بالتدخل العسكرى فى أوكرانيا ، و سيكون الرد الأمريكى المتوقع على مضى الروس فى قمع المعارضة فى كازاخستان عبر تشديد العقوبات الاقتصادية الأمريكية على موسكو ، و المزيد من تصعيد النيتو ضد الروس فى أوكرانيا ! و يبدو أن العاصمة الكازاخية (أستانا) التى ارتبط اسمها خلال سنوات التدخل العسكرى الروسى فى سوريا منذ خريف عام 2015 م بالتوافقات السياسية بين روسيا و تركيا و الغرب من أجل احتواء الثورة السورية على موعد مع تدخل غربى غير مسبوق فى شؤون البلاد ، ليذوق النظام الموالى لموسكو هناك شيئا من كأس الظلم و الإذلال الذى أراد أن يسقيه للشعب السورى فى ثورته ضد الطواغيت ! و الله غالب !