قضايا وآراء

مأساة إسماعيل ياسين

هشام عبد الحميد
1300x600
1300x600
لعل إسماعيل ياسين، هو النجم الوحيد الذي استطاع إضحاك الكبار والصغار في الوقت ذاته؛ وعلى مدار أجيال متعاقبة إلى وقتنا هذا. ولا شك أن عبقرية هذا الفنان كانت في درايته باختيار موضوعاته، وكذلك في اختيار فريق العمل. لقد كوّن بذكائه دويتو مع المؤلف أبو السعود الإبياري، وبدأ الثنائي يقدم إبداعاتهما المشتركة في السينما والمسرح؛ بعد تكوين فرقة إسماعيل ياسين الذي جمع فيها عمالقة الفن مثل: محمود المليجي وحسن فايق وعبد الفتاح القصري، وغيرهم من أعلام الفن المصري.

لا شك أيضا، أن إسماعيل ياسين كان نجم الكوميديا الأول في الوطن العربي بلا منازع؛ وهذا هو مكمن مأساته الكارثية التي قلبت حياته رأسا على عقب. فبعد أن كان النجم المحبوب المدلل، أصبح يعاني من شظف العيش والتجاهل والإقصاء والتهميش؛ بعد أن حجزت مصلحة الضرائب على كل ما يملك. اضطر إسماعيل ياسين أن يرتاد الملاهي الليلية بحثا عن فرصة عمل بعد أن أغلقت أبواب السينما والمسرح بوجهه.

لقد تخلى عنه الأصدقاء وزملاء المهنة وتنكروا له بكل قسوة وجحود ونكران للجميل، خاصة بعد رحيل المخرج فطين عبد الوهاب والمؤلف أبو السعود الإبياري؛ وهما من صنع معهما مجده الفني.

أصبح إسماعيل ياسين وحيدا تماما، وسكن في شقة متواضعة بميدان الجامع بحي مصر الجديدة، وعانى من مرض النقرس والقلب.

عندما فاجأته نوبة قلبية حادة بشقته، لم يجد لا ابنه ياسين ولا طبيبا لإنقاذه؛ نظرا لأن البلاد كانت في إجازه خاصة بإحدى المناسبات.

هكذا رحل ياسين النجم؛ الذي لم يتكرر ولن يتكرر، لتفقد الحركة الفنية العربية قامة فنية كبيرة قلما تتكرر.

وقد أرجع البعض في مأساة ياسين أنه لم يطور نفسه مع الزمن ولهذا انصرف عنه الجمهور؛ ولكن الرأي الآخر يعتبر أن شهرة إسماعيل ياسين - كما ذكرنا آنفا - كانت مؤثرة وتجاوزت وأحرجت القيادة السياسية وقت ذاك، إضافة إلى جرأته السياسيه في قفشاته الضاحكة. كل هذا إضافة لأمور أخرى أدت إلى حدوث هذه المأساة الكارثية لهذا الفنان الكبير، الذي ما زال يضحكنا رغم أنف الحاقدين.
التعليقات (0)