سياسة دولية

التماسيح تهاجم البشر في إيران بعد نقص حاد في المياه

وزارة البيئة الإيرانية تحاول تحقيق توازن بين الحفاظ على التماسيح وحماية السكان المحليين- CC0
وزارة البيئة الإيرانية تحاول تحقيق توازن بين الحفاظ على التماسيح وحماية السكان المحليين- CC0

يعاني سكان بلوشستان في إيران من أزمة كبيرة في تأمين مياه الشرب، وانتشار التماسيح بشكل متزايد في المستنقعات المائية المتناقصة عاما بعد آخر.

وسلطت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" في تقرير لها الضوء على خطورة التماسيح، المنتشرة في المستنقعات المائية التي يستخدمها السكان المحليون في منطقة نهر "باهو كالات" الإيراني في الزراعة والشرب، حيث إن قارورة ماء قد تكلف صاحبها حياته.


ويروي التقرير قصة راع إيراني (70 عاما) يدعى سياهوك، ذهب لجلب الماء من البركة عندما انقض عليه تمساح المستنقعات في منطقة بلوشستان الإيرانية.

 

اقرأ أيضا: تقرير: أزمة المياه العالمية ستتفاقم مع تغير المناخ

يقول: "لم أتوقع ذلك" وهو يتذكر الحدث الصادم الذي وقع قبل عامين، لكن مازالت آثار الصدمة وعدم التصديق شاخصة في عينيه، حيث لم يتمكن سياهوك من الهرب إلا بعد أن "نجح في حشر قارورة الماء البلاستيكية بين فكي التمساح"، وغاب عن الوعي إثر فقدان الكثير من الدماء.

 

وفي عام 2016 ابتلع أحد هذه التماسيح طفلا يبلغ من العمر تسعة أعوام يدعى علي رضا، وفي تموز / يوليو 2019، فقدت حواء التي كانت تبلغ من العمر 10 أعوام، ذراعها الأيمن في هجوم مشابه عندما كانت تجمع الماء لغسيل الملابس، وكاد التمساح أن يجرها قبل أن ينقذها رفاقها بعد صراع عنيف معه.

أزمة المياه


تأتي الهجمات في وقت تعاني فيه إيران من نقص حاد في المياه، الذي انعكس على التماسيح، وقد دفع هذا الواقع الجديد تلك الكائنات الجائعة إلى التعامل مع البشر الذين يقتربون من أراضيها إما كفريسة، أو كتهديد لمواردها الآخذة في التناقص.

وتنتشر تماسيح غاندو المعروفة أيضا بتماسيح المستنقعات في إيران وشبه القارة الهندية، وهي تماسيح ذات أنف عريض، ومصنفة على أنها "معرضة لخطر الانقراض".


من جانبها، تقول وزارة البيئة الإيرانية؛ إنها تبذل قصارى جهدها لتحقيق توازن بين الحفاظ على التماسيح وحماية السكان المحليين.

وأشار التقرير إلى أن ندرة المياه في إيران ليست مقتصرة على بلوشستان، فقد اندلعت احتجاجات دامية في إقليم خوزستان جنوب غربي البلاد الغني بالنفط في تموز/ يوليو الماضي، وفي أواخر تشرين الثاني/ نوفمبر، أطلقت شرطة مكافحة الشغب في مدينة أصفهان بوسط البلاد الرصاص على متظاهرين تجمعوا في قاع نهر زيانده رود الجاف، ومع "تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري التي تُظهر بالفعل وجهها القبيح في إيران، يمكن أن تكون التداعيات على بلوشستان خاصة، كارثية".


التعليقات (0)