فنون منوعة

الغارديان: أين أصبحت الأوبرا بعد 150 عاما على دخولها مصر؟

تحويل مقر دار الأوبرا الخديوية إلى مرآب سيارات - تويتر
تحويل مقر دار الأوبرا الخديوية إلى مرآب سيارات - تويتر

نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية مقالا أعدته أستاذة الموسيقى، في كينغز كوليدج بلندن، فلورا ويلسون، وترجمته "عربي21"، يتحدث عن تاريخ "أوبرا عايدة" في مصر.


وحمل التقرير عنوان "هرطقة أم مأساة؟ كيف تفكر مصر في أوبرا عايدة"، ويدور حول الاحتفال بذكرى مرور 150 عاما على أول عرض للأوبرا، في القاهرة، وكيف أصبح الناس ينظرون إليها بعد كل هذا الوقت.


تقول فلورا إن هناك مبنى ضخما وسط القاهرة، يستخدم حاليا كمرآب للسيارات، ومقرا إداريا، ويعرف باسم (غراج الأوبرا)، مشيرة إلى أن المبنى كان مقرا لدار الأوبرا الخديوية، تم بناؤه عام 1869، وكان أول عرض يستضيفه، عمل جديد لأشهر الموسيقيين في عصره، غوسيبي فيردي، وهو أوبرا عايدة.

 

اقرأ أيضا: أصالة تتجاهل توصية "الأزهر" وتغنّي "رفقا" (شاهد)

 

وتابعت فلورا: "أوبرا عايدة تكتسب أهمية أكبر عند عرضها وسط البيئة الطبيعية للأحداث بحيث تكون الأهرامات في خلفية المسرح، تماما كعروض أخرى منها، كارمن في إسبانيا، ومدام باترفلاي، في اليابان، لكن أوبرا عايدة، تسببت خلال العقود الماضية في جدل كبير".


وتشير فلورا إلى أن الكاتب الفلسطيني، إدوارد سعيد، وصف أوبرا عايدة في مقال كتبه عام 1993، بأنها مجرد عمل فني آخر من منتجات الاستعمار الأوروبي، مضيفا أن للأوبرا "تأثيرا مخدرا، علاوة على تأثيرها المعلوماتي، على المشاهدين الأوروبيين".


وتقول فلورا: "الآن في أوروبا، تم نسيان جذور نشأة أوبرا عايدة، في القاهرة، خلال القرن التاسع عشر، كما أن وجهة النظر المصرية، أصبحت مقتصرة على السردية الليبرالية، وهذا هو السبب في وجود حاجة للاحتفال بمرور 150 عاما على العرض الأول لأوبرا عايدة".


وتعرج الكاتبة على أن أوبرا عايدة "تشد انتباه المشاهدين، بعيدا عن مصر المعاصرة، نحو التركيز على تاريخ البلاد العظيم" وتنقل عن مغنية الأوبرا المصرية نيفين علوبة قولها "أوبرا عايدة تقدم تاريخ مصر. إنه تاريخنا، ونحن فخورون بذلك، لكن مصر الحديثة مختلفة بشكل كلي".


وتنقل فلورا عن مجدي صابر، رئيس دار الأوبرا المصرية التي افتتحت عام 1988 بعد حريق دار الأوبرا الخديوية، قوله إن "أوبرا عايدة لا تزال تحمل معاني معاصرة، وإنها شديدة الأهمية لتاريخ العسكرية المصرية، لأن راداميس، بطل القصة، كان قائدا للجيش المصري، واعترف بالجريمة التي ارتكبها، لذلك فالقصة تتمحور حول الشرف في التاريخ المصري، وفي نفس الوقت الشرف العسكري للجيش المصري".


وتشير فلورا إلى أن "مارش الانتصار" في أوبرا عايدة لا يزال يستخدم حتى اليوم في حفلات التخرج الجامعية، بسبب الفخر القومي بها، رغم أن مؤلفها إيطالي الجنسية.


وتضيف أن البعض ومنهم نيفين علوبة، تقول إن "أوبرا عايدة رائعة لكن لماذا لا نكتب أعمالا جديدة عن مصر المعاصرة، والمصريين الآن، وما يخوضونه من أحداث، وكيف يتعاملون مع المشاكل التي ينجحون في التغلب عليها"؟

التعليقات (0)
الأكثر قراءة اليوم