هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
في الوقت الذي تتواصل فيه الهجمات الفدائية الفلسطينية ضد جنود الاحتلال والمستوطنين، فإن الأوساط الأمنية الإسرائيلية تبدي قلقها من الدوافع التي تحرك منفذيها.
ورغم سعي أجهزة الأمن الإسرائيلية التي تبذل جهودا حثيثة لمعرفة عوامل تنامي هذه الهجمات الفلسطينية، فإنها من جهة أخرى تحاول العثور على مزيد من الأساليب الكفيلة بوضع حد لهذه الهجمات، دون جدوى، في ظل تزايد عددها، وانتشارها في مختلف المدن الفلسطينية، في الضفة الغربية والقدس المحتلتين.
الجنرال يوسي كوبرفاسر، القائد الأسبق لقسم الأبحاث في جهاز الاستخبارات العسكرية-أمان، ورئيس مشروع القضايا الإقليمية في مركز القدس للشؤون العامة، ذكر في مقاله بموقع القناة 12، ترجمته "عربي21" أن ما وصفه "تحريض حماس للمجتمع الفلسطيني في الضفة الغربية، ينتج عنه وعي نضالي مستمر، مما يدفع لتنفيذ المزيد من الهجمات ضد إسرائيل، في ضوء توفر الحوافز الأيديولوجية، فيما تكثف إسرائيل ردودها الاقتصادية بزعم أنها كفيلة بوقف الهجمات".
وأضاف أن "السلوك الإسرائيلي لا يعني وقف العمليات الفلسطينية، وقد حان الوقت لمعالجة المشكلة من جذورها؛ لأن تواتر الهجمات المتزايدة مؤخرا في القدس والضفة الغربية يستلزم التمييز بين تجاهين متوازيين يكمنان وراء هذه العمليات، أحدهما التحريض المستمر الذي تقوم به حماس، والهدف منه خلق وعي نضالي بين الجمهور الفلسطيني العام، خاصة بين الشباب، والثاني اهتمام حماس بتصعيد الهجمات في الضفة الغربية".
اقرأ أيضا: MEE: ماذا يعني بناء الاحتلال لجدار حول غزة المحاصرة؟
مع العلم أن الارتباط بين التعابير الفعلية لهذين الاتجاهين يشير إلى انتشار الهجمات المسلحة، والخوف من مواجهة موجة أخرى من هذه الهجمات، ويهدف إلى غرس جملة من المبادئ للرواية السائدة في الجمهور الفلسطيني، ويقوم الفلسطينيون بموجبها بالترويج لهذه الرسالة في النظام الدولي، من خلال المؤسسات الدولية مثل الجمعية العامة للأمم المتحدة واليونسكو وغيرها، بحسب المقال.
في الوقت ذاته، يتخوف الإسرائيليون من المفردات التي يلجأ إليها الفلسطينيون، ومنها اتباع الاحتلال لسياسات الفصل العنصري والتطهير العرقي، ومن خلالها أقام الاحتلال كيانه السياسي، وتجاهل حقوق السكان الفلسطينيين، أصحاب الأرض الأصليين، وفي جميع أنحاء أراضيها، ولمواجهة ذلك يرى الفلسطينيون أن جميع أنواع النضال مشروعة، بدأ بالاحتجاج السلمي والنضال السياسي، مرورا بالمقاومة الشعبية، وانتهاء باستخدام الأسلحة النارية والمتفجرات.
ترصد المحافل الأمنية الإسرائيلية تركيز الفلسطينيين على المظاهرات الشعبية، وإلقاء الحجارة وقنابل المولوتوف، وأحيانا هجمات الطعن والدعس في الضفة الغربية والقدس، وكل ذلك بهدف وقف تفكير إسرائيل بإقامة دولة يهودية، وفي سبيل ذلك يرى الفلسطينيون أن من حقهم استخدام كل أنواع المقاومة، بما في ذلك نشر المواد الدراسية والرسائل الدينية، ونشر وعي جديد بين الشباب الفلسطيني، باعتبارها أداة فعالة للغاية.
تتابع أجهزة الأمن الإسرائيلية تكثيف الفلسطينيين لمشاركتهم في المظاهرات ورشق الحجارة وإلقاء قنابل المولوتوف، وهي تتم كل أسبوع في مختلف مناطق الضفة الغربية، في ضوء الكثير من الظروف التي تساهم في التحريض فعليا ضد الاحتلال، مما يدفعهم للتصرف على هذا النحو، ربما لوجود العديد من الأسباب، أهمها أن حماس تؤسس بنية تحتية منظمة قادرة على التسبب بسقوط عدد أكبر من الخسائر الإسرائيلية.
وتزعم الأوساط الأمنية الإسرائيلية أنه تم مؤخرا إفشال ثلاث محاولات من هذه البنى التحتية العسكرية لحماس، بعضها واسع النطاق، وهذا الجهد ليس جديدا، ويشكل جزءا دائما من سياسة حماس التي تهدف لتقويض أكبر عدد ممكن من الجهود الإسرائيلية، ورغم مساعي إسرائيل والسلطة الفلسطينية للإضرار بها، فإن حماس تواصل تقوية موقفها في الشارع الفلسطيني كقائدة للنضال ضد إسرائيل والقدس والأقصى، مما يحرج السلطة ويضعفها.