هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يعتزم ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، زيارة تركيا يوم غد الأربعاء، في زيارة هي الأولى للمسؤول الإماراتي بعد توتر في العلاقات استمر سنوات.
وقالت وكالة أنباء الإمارات "وام"، إن "محمد بن زايد يقوم بزيارة رسمية إلى تركيا غدا.. تلبية لدعوة الرئيس رجب طيب أردوغان".
وأضافت أن ابن زايد وأردوغان، "يبحثان العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون والعمل المشترك بين البلدين في مختلف المجالات بما يحقق مصالحهما المتبادلة.. إضافة إلى مجمل القضايا والمستجدات الإقليمية والدولية التي تهم البلدين".
وقالت صحيفة "صباح" التركية، إن "عصر العلاقات الإشكالية بين الإمارات وتركيا قد انتهى، وتبدأ حقبة جديدة، تؤخذ فيه مصالح البلدين بعين الاعتبار، في إطار علاقات مفيدة للطرفين".
ومؤخرا، استقبل الرئيس التركي، مستشار الأمن القومي الإماراتي طحنون بن زايد آل نهيان، وخلال الاجتماع تمت مناقشة الاستثمارات الإماراتية في تركيا.
وفي أعقاب هذه التطورات، يأتي ولي عهد أبو ظبي، إلى تركيا غدا للقاء الرئيس التركي، وفي جعبته العديد من الموضوعات أبرزها الاقتصاد والعلاقات الثنائية.
سيكون الموضوع الأكثر أهمية في جعبة ابن زايد، هو فتح الطريق التجاري لدولة الإمارات إلى تركيا عبر إيران بدلا من طريق قناة السويس.
الكاتب التركي نجم الدين أجار، في تقرير على صحيفة "ستار"، قال إن تركيز الإمارات على مضيق باب المندب في حرب اليمن، وجهودها للوصول إلى شرق البحر الأبيض المتوسط عبر إسرائيل من خلال اتفاقيات "أبراهام"، ودعمها لمشروع قناة بديلة عن السويس، يشير إلى استعدادها لتكون فاعلة على الممرات المائية وطرق التجارة البديلة.
اقرأ أيضا: تركيا تجري مباحثات مع الإمارات للاستثمار بقطاع الطاقة
ويعد الطريق السريع بين تركيا وإيران أيضا طريقا مهما تحاول الإمارات أن تكون فعالة فيه، ومن مزايات التقارب مع الإمارات بحسب الكاتب، بالنسبة لتركيا هو خلق صدع في الكتلة المناهضة لتركيا التي ظهرت في جغرافيا واسعة لاسيما في شرق المتوسط.
ولفت الكاتب، إلى أن المنافسة التي برزت مؤخرا بين السعودية والإمارات في المجال الاقتصادي، ورغبة تركيا في تطبيع العلاقات مع دول المنطقة أحد أبرز عوامل التقارب.
وأوضح أن استئناف العلاقات التجارية مؤخرا من السعودية مع إيران يبرز كتهديد لسياسة الإمارات المتمثلة في كونها قاعدة تجارية إقليمية، وإنهاء امتياز الوساطة الإماراتية بين إيران والصين.
وأشار إلى أن الإمارات اتبعت مؤخرا سياسة فعالة على الممرات المائية الحيوية وطرق التجارة البديلة، من خلال التركيز على مضيق باب المندب، وجهود الوصول إلى شرق المتوسط، ودعمها لمشروع قناة بديلة عن قناة السويس.
وبينما يستغرق الوصول للتجارة الإماراتية عبر قناة السويس قرابة العشرين يوما، فإنه يستغرق الطريق من إيران إلى تركيا أقل من أسبوع.
وعلى الرغم من أن أنقرة لا تشارك رؤية الإمارات للسياسة الإقليمية، إلا أنها تهتم بالفوائد التي سيجلبها التعاون في المجال الاقتصادي بينهما، بحسب الكاتب.
وأضاف أنه بالنسبة لأنقرة التي تواجه صعوبات جدية في العلاقات التجارية مع دول المنطقة مع العقوبات الإيرانية والحرب الأهلية السورية وزعزعة استقرار العراق، فإن العلاقات الوثيقة التي سيتم تطويرها مع الإمارات ستوفر مزايا كبيرة من حيث التغلب على هذه الصعوبات.
كما أن العلاقات الوثيقة التي سيتم تأسيسها مع دبي ستوفر فرصا مهمة للمنتجات التركية للوصول ليس فقط إلى منطقة الخليج، ولكن أيضا للأسواق الإفريقية والآسيوية.
أما الفائدة التي قد تجنيها تركيا من التقارب مع الإمارات بحسب الكاتب، فهي أنها ستسهم في إحداث خرق في التحالف المناهض لتركيا في شرق المتوسط.
وأضاف أنه من المعروف أن الإمارات تدعم الأطروحات اليونانية في شرق المتوسط، والتعاون مع دبي يسهم في إبعادها عن ذلك.
ورأى أن التقارب مع الإمارات، يسهم في تطوير العلاقات التركية مع مصر وإسرائيل.