صحافة إسرائيلية

خبيرة إسرائيلية: ارتباك إزاء استمرار الهجمات على سوريا

شوفال: السياسة الإسرائيلية في سوريا تسعى لتقليل التهديدات دون استخدام كامل للقوة بحيث لا تؤدي إلى مواجهة واسعة النطاق
شوفال: السياسة الإسرائيلية في سوريا تسعى لتقليل التهديدات دون استخدام كامل للقوة بحيث لا تؤدي إلى مواجهة واسعة النطاق
تزعم الأوساط العسكرية الإسرائيلية أنها ماضية في اختراق الأجواء السورية، رغم ما يقال عن حيازة دمشق لمنظومات دفاعية مضادة للطائرات الإسرائيلية، ودعم روسي، من طرف خفي، لهذه القدرات السورية، التي ما زالت حتى اللحظة عاجزة عن توفير حماية كاملة لأجوائها "السيادية" من الاختراقات الإسرائيلية على مدار الساعة.

صحيح أن هناك معطيات غير رسمية تتحدث عن أن الروس غير راضين عن استمرار الضربات الجوية الإسرائيلية في عمق الأراضي السورية، وصحيح أن المجموعات المسلحة التابعة لإيران هددت أكثر من مرة بالرد على الهجمات الإسرائيلية، وصحيح أن التغيرات الإقليمية قد تتطلب من إسرائيل إعادة حساب المسار القائم، لكن كل ذلك لم يغير بعد من طبيعة المعادلة العسكرية القائمة بين إسرائيل وسوريا.

ليلاخ شوفال الخبيرة العسكرية في صحيفة "إسرائيل اليوم"، ذكرت أن "الهجمات الإسرائيلية في سوريا ضد أهداف إيرانية باتت روتينية في السنوات الأخيرة، آخرها الهجوم على منطقة مطار T-4 السوري، وبما أن المطار هو المستهدف فيمكن الافتراض أن الهجوم استهدف هدفًا لنقل الأسلحة الإيرانية إلى سوريا، كما أنه تم تفعيل أنظمة دفاع جوي سورية جنوب تدمر، ووقوع هجوم على مليشيات موالية لإيران عند الحدود السورية العراقية، استهدف قواعد إيرانية في سوريا".

وأضافت في مقال مطول ترجمته "عربي21" أن "بعض التقارير الواردة من سوريا ذكرت أن منطقة التنف شهدت احتمالية "تورط" أمريكي في الهجوم، حيث إنه لا يزال هناك تواجد أمريكي على الأراضي السورية، وفي أعقاب هذه الهجمات غير العادية، صدر بيان استثنائي عن "غرفة القيادة الموحدة للمجموعات الإيرانية"، جاء فيه أنها "قررت الرد على الهجوم باستجابة قاسية جدا، صحيح أنه قد يكون تهديدًا آخر لن يتم تنفيذه، لكن إسرائيل أخذته على محمل الجد، وهذا أمر جيد".

مع العلم أن الهجمات الإسرائيلية في سوريا جزء من استراتيجية "المعركة بين الحروب"، التي تخوضها إسرائيل بزعم إرجاء الحرب القادمة، وجعل أعدائها في حالة مأزق دائم، وتهدف الهجمات للحفاظ على الغموض، وإفساح المجال أمام النظام السوري كي لا يتم دفعه إلى الزاوية، وعدم إجباره على الرد على استمرار العدوان الإسرائيلي، ولذلك تزيد خصائص الساحة الشمالية من الحرية العملياتية أمام الجيش الإسرائيلي.

كما أن هذه السياسة الإسرائيلية المتبعة إزاء سوريا تسعى لتقليل التهديدات دون استخدام فائض كامل للقوة بحيث لا تؤدي لمواجهة واسعة النطاق، لأنها تمنح النظام السوري مساحة من الإنكار الممنوحة لهم فيما يتعلق بالهجمات الإسرائيلية داخل أراضيه، كي لا يضطر للتصدي لها في كل مرة، مع العلم أن هناك من يتحدث عن عدم رضا الروس الذين يتحكمون في سوريا حتى العنق، عن الهجمات الإسرائيلية، ومن وقت لآخر تظهر تقارير منزعجة من موسكو حول هذا الأمر.

في الوقت نفسه، ورغم التقارير الأخيرة، يؤكد مسؤولون إسرائيليون كبار في المحادثات الداخلية أن الروس لا يقيدون حرية العمل الإسرائيلية، وهناك "خط ساخن" بين الأطراف، وتوجد تحديثات متبادلة، لكن قد يبدو من غير المعقول استمرار الهجمات الإسرائيلية في سوريا دون رد من الأسد الراغب في استعادة السيطرة على سوريا كاملة، وربما ينفد صبره، ويقرر هو أو حلفاؤه اتخاذ إجراءات أكثر أهمية لجعل إسرائيل تفكر مرة أخرى في مواصلة هجماتها تلك، ما قد يؤدي للتصعيد فعلا.
0
التعليقات (0)

خبر عاجل