هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكدت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن المشروع المقترح لنقل الغاز من مصر والكهرباء من الأردن عبر سوريا إلى لبنان لحل أزمة الكهرباء والوقود، يعتمدان على الغاز الاسرائيلي.
وأوضحت الصحيفة في مقال نشرته للكاتب تسفي برئيل، أن حالة الظلام التي كست لبنان بسبب انقطاع الكهرباء "لم تكن مفاجئة"، منوهة إلى أن بعض البيوت والمناطق تعتمد الشبكات البديلة الخاصة بالمولدات، ولكن مع ارتفاع أسعار الوقود، هذه أيضا يمكن أن تختفي.
مكاسب سياسية
وأضافت: "المزودون الوحيدون للبنان الذين بقوا هم؛ إيران وروسيا، وفي أيلول/ سبتمبر الماضي، وصلت إلى ميناء "بانياس" في سوريا 3 ناقلات نفط من إيران، وأنزلت حمولتها في الميناء، ومن هناك يتوقع أن تصل هذه الحمولة ‘الى لبنان".
وقدرت أن "كمية النفط التي تصل من إيران لا يمكنها إحياء شبكة الكهرباء في لبنان، أو حتى الاحتياطي القليل الذي بقي لدى الجيش اللبناني، الذي ربما سيتم تحويله لشركة الكهرباء في محاولة لتشغيل محطات توليد الطاقة"، موضحة أن "حزب الله عقد هذه الصفقة من أجل إنقاذ لبنان، ونتيجة لذلك، يمكن أن يحصل على مكاسب سياسية مهمة باعتباره الجسم الوحيد القادر على تزويد لبنان بالحياة".
وأشارت "هآرتس"، إلى أن "نقل النفط من إيران إلى سوريا يخرق منظومات العقوبات، الأولى؛ المفروضة على إيران والتي تحظر عليها بيع النفط، والثانية؛ التي فرضت على سوريا من قبل دونالد ترامب (الرئيس الأمريكي السابق) في 2019، والتي تحظر عقد الصفقات مع النظام السوري، بما في ذلك نقل النفط من سوريا إلى لبنان أو إلى أي دولة أخرى".
اقرأ أيضا: الكهرباء تعود إلى لبنان و100 مليون دولار لاستيراد الوقود
ونبهت إلى أن "الرئيس الأمريكي جو بايدن وإدارته، يحافظون الآن على الصمت إزاء خرق العقوبات؛ والسبب العلني، هو الجانب الانساني الكامن في نقل النفط، فواشنطن لا تريد أن تظهر كمن تضر بأداء المستشفيات والعيادات والمؤسسات الحيوية الأخرى في لبنان، إذا منعت بالقوة ناقلات النفط القادمة من إيران".
وأوضحت أن "إدارة بايدن تقوم مؤخرا بحياكة مشروع أكبر، هدفه، نقل منظم وعلني للغاز والكهرباء من مصر والأردن إلى لبنان، ويوم الأربعاء الماضي، التقى في عمان ممثلون عن لبنان وسوريا ومصر والبنك الدولي، من أجل التوقيع على اتفاق إطار لتزويد الغاز من مصر والكهرباء من الأردن، عبر أنبوب غاز سيمر من مصر إلى الأردن ومن ثم لسوريا ومنها إلى لبنان، كما سيربط الأردن شركة الكهرباء فيه مع شبكة الكهرباء في لبنان عبر سوريا".
مذابح الأسد
وقدرت الصحيفة، أن "المشروع المقترح، لا يقدم حلا فوريا، وتنفيذه سيستغرق بضعة أشهر، وأصبح يثير علامات استفهام، فنقل الكهرباء والغاز عبر أنبوب في سوريا يعني خرق العقوبات المفروضة على سوريا، وبايدن سيحتاج إلى تبرير ذلك أو المبادرة لسن قانون يعفي مسألة تزويد الوقود من العقوبات، والمشكلة الثانية؛ ن الغاز المصري مختلط بالغاز الاسرائيلي، والكهرباء الأردنية يتم انتاجها بواسطة الغاز الاسرائيلي. ولا توجد أي طريقة للفصل، بنقل غاز عربي نقي إلى بيروت".
وقبل أسبوع، شرح ماثيو زايس، الذي شغل منصب كبير في وزارة الطاقة الأمريكية، والآن هو باحث في المجلس الأطلسي، في مقال له "العلاقة الاسرائيلية مع الغاز اللبناني"، وذكر أن "الحكومة اللبنانية تعرف هذا اللغم الوطني، وحزب الله يعرف مصدر الغاز الذي سيصل من مصر والكهرباء من الأردن، لكنه مثلما سمح لحكومة لبنان بإجراء مفاوضات مع إسرائيل حول ترسيم الحدود الاقتصادية، ما زال يصمت في موضوع الغاز، وحزب الله لا يمكنه الآن وضع شروط تفشل هذا المشروع، حتى لو كان هذا المشروع مدعوم من قبل الإدارة الأمريكية، وأن يعرض للخطر بذلك مكانته الشعبية، كعجلة الانقاذ للدولة".
اقرأ أيضا: كيف وصل "سويسرا الشرق" إلى العتمة.. أزمات ممتدة منذ 1975
ورأت "هآرتس"، أن "الرابح السياسي الأكبر من المشروع هي سوريا، التي أصبحت شريكة حيوية في المشروع، والتي من غيرها لا يمكن للمشروع أن يكون"، مضيفة: "من المثير، كيف ستنظر واشنطن إلى التعاون الاقتصادي بين الأردن وسوريا، الذي يتناقض مع قانون العقوبات، في حين، تسمح الإدارة تسمح بنقل الكهرباء والغاز عبر سوريا إلى لبنان".
ولفتت إلى أن "المفارقة؛ أن الأزمة العميقة في لبنان والظلام الذي هبط عليه، يمكنهما إعادة سوريا إلى قلب الجامعة العربية، بعدما طردت منها بسبب المذابح التي نفذها بشار الأسد ضد السوريين".
بدورها قالت القناة العبرية الـ 12، إن "المشروع يعتمد على استخدام الغاز
المتدفق من العقبة عبر خط أنابيب في قاع البحر الأحمر، ومن هناك عبر الأردن ومن ثم
إلى سوريا، والتي من خلالها سيتم نقله إلى لبنان.
وأضافت أن "خط الأنابيب المصري شمال سيناء
الذي من المفترض عبره أن يتم نقل الغاز يتم تزويده من قبل إسرائيل".
ولفتت إلى أنه "لا توجد خيارات أخرى
لإمكانية نقله بدون الاعتماد على الغاز الإسرائيلي الذي يتم تزويد مصر وكذلك
الأردن منه ومروره بسوريا التي يمكن أن تكون جزءا من الحل لنقله إلى لبنان".
وتابعت بأن "المحادثات التي تجرى الآن على
مستوى عال لم تقدم أي بديل آخر، ويبدو أن حزب الله سيغض النظر عن ما يجري ما دامت
الكهرباء ستنير لبنان، في حين أن نظام الأسد سيستغل ذلك من أجل العودة إلى
العلاقات مع الدول العربية".