هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
سلطت صحيفة "إندبندنت" البريطانية الضوء على أسباب هزيمة قوات الأمن الأفغانية، التي أدت إلى إحكام حركة طالبان السيطرة على أفغانستان.
ورجحت الكاتبة أنه على الرغم من المليارات التي أنفقتها
الولايات المتحدة على إعداد وتدريب وتسليح قوات الأمن في أفغانستان، كانت هناك عوامل
هدامة في المقابل أدت إلى تلك الهزيمة المدوية للقوات النظامية التي استسلمت جراء الفساد
المتراكم، والفشل اللوجيستي، وحالة الضياع التي تعيشها البلاد.
وفالت الكاتبة في مقالها إن انهيار القوات النظامية الأفغانية
لم يكن مفاجئا، مستشهدة بمقابلات عُقدت مع أفراد من القوات الخاصة وقوات الشرطة في
أفغانستان في الفترة من أيار/ مايو إلى تموز/ يوليو الماضيين، والتي رجحت أن هذا الانهيار
كان بطيئا ومؤلما، وبدأ قبل سقوط العاصمة كابول بعدة أشهر.
اقرأ أيضا: إندبندنت: كيف غيرت هجمات سبتمبر وجه الشرق الأوسط؟
وقالت الكاتبة إنه منذ أوائل أيار/ مايو الماضي، ارتفع
عدد القتلى بين القوات الخاصة وقوات الشرطة الأفغانية، تزامنا مع الإسراع من وتيرة إجراءات
الانسحاب الأمريكي، وسط استمرار لهجمات بلا هوادة شنها مسلحو حركة طالبان على المناطق
الريفية في البلاد، وخلفت قتلى أكثر من صفوف القوات الحكومية. وأشارت إلى أن حالة من
الفوضى عمت تلك القوات النظامية، إلى درجة أن قيادات الجيش والشرطة لم ترسل أي تعازي
رسمية لأسر القتلى من قواتهم.
وعرج المقال على دور العامل الاقتصادي والمالي في هزيمة
القوات الحكومية الأفغانية، إذ ذكرت أن مايو/ أيار الماضي كان الشهر السادس على التوالي
الذي لم يتقاض فيه الكثير من ضباط وأفراد الشرطة الأفغانيين رواتبهم، الأمر الذي
أسهم إلى حدٍ كبيرٍ في تدهور الروح المعنوية لديهم.
وخلصت الكاتبة إلى أن الانسحاب الأمريكي أوقع القوات
الرسمية الأفغانية في أخطاء تكتيكية، إذ وجدت القوات الخاصة الأفغانية، التي كانت مكلفة
بمهام دفاعية ضد اقتراب طالبان من عواصم المحافظات، نفسها دون الغطاء الجوي الأمريكي
الذي اختفى مع انسحاب القوات الأمريكية، وهو ما اضطرها إلى القيام بمهام إعادة تنظيم
قطعاتها، وانطوت على قدر كبير من الخطورة، الأمر الذي جعلها عرضة لكمائن طالبان.