هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تحدث خبراء عن أسباب فشل القصاص من مرتكبي مجزرة ميدان رابعة العدوية، التي يصادف اليوم السبت الذكرى الثامنة لها.
وحمل سياسيون وحقوقيون مسؤولية فشل القصاص لضحايا مجزرة رابعة، إلى المجتمع الدولي، والمعارضة بالخارج.
وقالوا إن الفشل نابع من عدم اتخاذ معارضة الخارج الخطوات اللازمة لتحريك هذا الملف بالطرق السليمة قانونيا، رغم توثيق الانتهاكات والجرائم.
ولفتوا إلى أن النظام الدولي لم يكن جادا في التعامل مع هذا الملف.
مسؤولية المعارضة
حمّل "مدير مركز ضحايا" لحقوق الإنسان هيثم أبو خليل معارضة الخارج الفشل في القصاص لضحايا مذبحة رابعة، قائلا إن الكثير منهم تصدروا المشهد دون أداء مقنع، واصفا إياهم بـ"حجر عثرة".
وطالب أبو خليل في تصريحات لـ"عربي21"، بتغيير المشهد الحالي من خلال تجديد دماء هذه المعارضة وتقديم وجوه شابة، بهدف تحريك عدة ملفات أبرزها مجزرة رابعة.
وحول إمكانية القصاص لضحايا هذه المذبحة أكد مدير مركز "ضحايا" أن هناك إمكانية كبيرة لاستعادة الحقوق، ولكنه ربط ذلك بوجود قيادة واعية وإرادة ورهان على الشعب، مشددا على أن الفرصة لا تزال سانحة ولا يمكن أن تتبخر أحلام القصاص، مشيدا في الوقت نفسه بأهالي الضحايا بوصفهم المحافظين على قضيتهم وأنهم الأمل الأساس في هذا الأمر.
وحول الوضع الدولي ودوره في تأخير هذا القصاص أكد على أنه بالفعل له دور واضح، حيث تغيرت خريطة العلاقات الدولية والإقليمية بالسلب، سواء لدعم نظام السيسي أو على الأقل عدم محاسبته على جرائمه، مشيرا إلى أنه حتى الدول الداعمة لحقوق رابعة ومعسكر الشرعية لم تتخذ الخطوات الجادة في هذا السياق من قبيل اللجوء لمحكمة دولية وخلافه ولكنها اكتفت بدور إعلامي.
اقرأ أيضا: كيف دفع المصريون الثمن طوال 8 سنوات من فض رابعة؟
"للقصاص شروط"
أما القيادي بجامعة الإخوان المسلمين جمال حشمت فاشترط عدة شروط للوصول إلى القصاص من وجهة نظره، من بينها ضرورة توفر الوعي والهمة وكذلك الإرادة وحسن الإدارة، ومراجعة وإصرار وإصلاح وجوبي لتغيير طريقة الأداء وتوفير أداء أفضل قادر على انتزاع الحقوق، وليس الاستجداء للحصول عليها، خاصة أن نظاما مثل نظام السيسي الانقلابي لا يصلح معه التفاهمات ولكن يجب أن يتم الضغط عليه بطريقة أو بأخرى.
كما طالب حشمت في حديثه لـ"عربي٢١" بضرورة وجود شبكة علاقات وتفاهمات بين الفريق الواحد وبين أهم الفاعلين على المستوى الإقليمي والدولي، وكذلك الشفافية والكشف عن مكامن القوة وتجهيز أدوات هذه القوة بأنواعها وحسن إدارتها، ومعرفة العدو بشكل كامل، معتبرا أي تحركات دون هذه الخطوات نوعا من تضييع الوقت والجهد.
"حق يأبى النسيان"
ومن جانبه أكد عضو لجنة "أوقفوا الإعدامات" والبرلماني السابق عماد الصابر على أن ما تم من جهد قانوني بالخارج لم يكن على المستوى المطلوب لأنه يحتاج لعلاقات دولية ومال وفير وهذا ما لم توفق فيه المعارضة وفي القلب منها الحركة الإسلامية.
ولفت إلى أن المنظمات الحقوقية المخولة بهذا الملف أدت ما عليها رغم ضعف إمكاناتها، لكن لم يتم توظيف ذلك من اللاعب السياسي حيث افتقدنا اللاعب الماهر القادر على توظيف هذا الجهد.
وحول الاحتفاظ بالحق في القصاص أكد في حديثه لـ "عربي٢١" على أنه حق يأبى النسيان، لكن في المقابل أكد على أنه لا أحد يملك أدواته الآن، لاعتبارات القبضة الحديدية والقوى الغاشمة للنظام، فضلا عن حالة المعارضة وما تعانيه من مشكلات.