ملفات وتقارير

غضب بالمعارضة السورية إثر عقوبات أمريكية ضد أحد فصائلها

فصيل "أحرار الشرقية" من أبرز فصائل المعارضة، وشارك في كل العمليات العسكرية التركية في الشمال السوري- صباح
فصيل "أحرار الشرقية" من أبرز فصائل المعارضة، وشارك في كل العمليات العسكرية التركية في الشمال السوري- صباح

في أول رد رسمي على قرار وزارة الخزانة الأمريكية إدراج فصيل معارض (فرقة أحرار الشرقية) على لائحة العقوبات، أعلن "الجيش الوطني السوري" الذي شكلته المعارضة في الشمال بدعم تركي، رفضه للخطوة، معرباً عن أسفه لمساواة أحد مكوناته بمليشيات نظام الأسد.

واعتبر بيان صادر عن "التوجيه المعنوي" التابع لـ"الجيش الوطني"، أنه "من الظلم تصنيف فصيل ضمن العقوبات، وقد شُكل للدفاع عن المدنيين في مواجهة قوى الإرهاب والاستبداد"، على حد وصفه؛ و"دون الاستناد إلى تقارير لجان حقوقية وقانونية مستقلّة، وخصوصاً أن الفصيل كان قد أعلن سابقا عن جاهزيته للتعاون مع اللجان الدولية والمحلية".

وتابع البيان الذي تسلمت "عربي21" نسخة منه، بأن العقوبات جاءت رغم فتح قنوات بين "أحرار الشرقية" والجانب الأمريكي، مضيفا أنه "مع وجود الإرادة المعلنة من قبل الفصيل في حال -وجدت التجاوزات والانتهاكات- ربما يُقرأ على أنه قرار سياسي أو كيدي يقف خلفه لوبي انفصالي موال لحزب العمال الكردستاني"، متهما واشنطن بـ"الانحياز المطلق" لما يعرف بقوات سوريا الديمقراطية، التي وصفها بـ"الإرهابية".

ووصف رئيس مدير "التوجيه المعنوي"، الدكتور حسن الدغيم، الخطوة الأمريكية، بـ"القرار غير المدروس"، وقال لـ"عربي21"، إن هذا القرار بحق المكونات الثورية سيعطي رسائل سلبية تشجع الإرهاب والتطرف، وتسهم في زيادة تعقيد المشهد وتضييق مساحة الأمل عند السوريين عندما يتم استهداف تشكيلاتهم العسكرية الثورية ومساواتها بنظام الإجرام والسارين والمسالخ البشرية (نظام الأسد).

واستنكر الدغيم إدراج "أحرار الشرقية" ضمن العقوبات، وأردف بأن "أحرار الشرقية كانت رأس حربة في مواجهة الإرهاب في دير الزور والقلمون ومعركة "درع الفرات"، وكان لها دور في حماية المدنيين".

ورفض مصدر مسؤول من "أحرار الشرقية" التعليق لـ"عربي21"، مكتفياً بالقول إن "فصيله ما زال يدرس الرد على الخطوة الأمريكية، الظالمة"، على حد وصفه.

 

اقرأ أيضا: التصعيد يخيم على درعا.. ومفاوضات التهدئة ما زالت مستمرة

وحول دلالات الخطوة الأمريكية، قال الكاتب والمحلل السياسي، الدكتور باسل معراوي، إن العقوبات الأمريكية هي الأولى في عهد الإدارة الأمريكية الجمهورية، ما يؤشر على بوادر اتفاق أمريكي-روسي حول الملف السوري.

وقال لـ"عربي21"، يبدو أن الخطوة الأمريكية جاءت في إطار الاتفاق الأمريكي-الروسي الذي بدأت ملامحه بالظهور مطلع الشهر الجاري، عندما تم التوافق بين واشنطن وموسكو على تمديد آلية إدخال المساعدات الإنسانية عبر معبر "باب الهوى".

واعتبر معراوي، أن معاقبة فصيل معارض، يأتي من باب محاباة واشنطن لموسكو، بحيث يبدو أن هناك تفاهماً أولياً، مختتما: "تريد الولايات المتحدة أن تجعل موقفها متوازناً مع كل الأطراف السورية، وبذلك لا نستبعد إدراج شخصيات كردية تابعة لـ"العمال الكردستاني" على لائحة العقوبات".

من جانب آخر، يُعتقد على نطاق واسع أن معاقبة واشنطن لـ"أحرار الشرقية"، التي تتمتع بعلاقة قوية مع تركيا، هو توجيه رسائل لأنقرة.

ويُعتبر فصيل "أحرار الشرقية" من أبرز فصائل المعارضة وأكثرها تنظيما، وشارك في كل العمليات العسكرية التركية في الشمال السوري (درع الفرات، غصن الزيتون، نبع السلام).

والأربعاء، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات هي الأولى في عهد إدارة الرئيس جو بايدن على 18 شخصا وكيانا، من بينهم فصيل "أحرار الشرقية"، وهي الخطوة غير المسبوقة منذ بدأت الولايات المتحدة بفرض عقوبات على شخصيات وكيانات سورية.

وعزت الخزانة الأمريكية معاقبة "أحرار الشرقية" واثنين من قياداته، إلى "تورط" الفصيل بانتهاكات حقوق الإنسان، منها تصفية عضو مجلس سوريا الديمقراطية (مسد)، ورئيسة حزب سوريا المستقبل هفرين خلف في تشرين الأول/ أكتوبر 2019، عند حدود منطقة العمليات العسكرية التركية شرقي الفرات (نبع السلام)، وهو ما نفاه الفصيل في وقته.

التعليقات (0)