هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال كاتب إسرائيلي؛ إنه "بعد لحظات من خسارة بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الأطول في تاريخ إسرائيل، قام مستشاروه المقربون ممن رافقوه على مر السنين بتلخيص وتحليل صعوده وهبوطه، وفيما قدم في خطابه الأخير حصادا لحقبته السياسية، فقد اعتبر آخرون أن رحيله يعني نهاية الكابوس"؛ لأن نتنياهو فشل في اختباره للقيادة، وبدلا من توحيد الإسرائيليين، فقد تسبب بانقسامهم وتشاجرهم".
وأضاف
آيال ليفي في مقاله بصحيفة معاريف، ترجمته "عربي21" أن "نتنياهو
زعيم موهوب ومثقف، وكان بإمكان سحره الشخصي وبلاغته وعقله أن يجعله يفلت من
الإطاحة به، لكنه وقع ضحية سمات شخصيته التي أفسدت عليه كل شيء، رغم أنه قبل 22
عاما، في أيار/ مايو 1999، عندما فقد السلطة أمام إيهود باراك، اعترف بهزيمته، وأعلن
أنه أخذ استراحة من الحياة السياسية، بعكس ما أدلى به مؤخرا عقب خسارته الحالية".
وأكد
أنه "بعد عشر سنوات من تلك الخسارة، وفي انتخابات 2009، عاد نتنياهو إلى
مكتبه، والآن فقط، بعد 4458 يوما في منصبه الرفيع، أخلى مقعده، لإفساح المجال
للآخرين لرواية قصة صعوده وسقوطه".
أفيف
بوشنسكي، مستشار الاتصالات لنتنياهو بولايته الأولى، قال؛ إن "نتنياهو زعيم
أراد الحصول على الكثير، وفي العامين الماضيين، في أثناء الجمود السياسي، كان لديه ما
يكفي من السبل لتأمين حكمه، وفي أسوأ مشاركة مع الآخرين مثل بيني غانتس، الذي لم
يحصل على نصيبه من التناوب على رئاسة الحكومة، أو نفتالي بينيت الذي "تم
إلقاؤه للكلاب" في أثناء حرب غزة الأخيرة، لكنه اعتقد حقا أنه الوحيد القادر
على قيادة إسرائيل".
وأضاف
أن "نتنياهو شخص تنافسي للغاية، عملت معه لسنوات، وبمجرد أن رآني ألعب كرة
الطاولة، قال لي أنه يلعب بشكل أفضل مني، رآني ألعب الشطرنج، وادعى أنه ذو مستوى
عال للغاية، مما يعني أن السياسة بالنسبة له مجال للمنافسة، وهو يكره الخسارة،
كما أنه يحب المال، سافرت معه في الخارج عام 2000، لإلقاء سلسلة من المحاضرات،
وحصل على مبالغ كبيرة هناك".
وأشار إلى أن "نتنياهو لو تقاعد اليوم من السياسة، سيحصل على عوائد مالية من محاضراته
أكثر من أوباما، وسيكون في المراكز الخمسة الأولى في العالم، فقيمة الواحدة منها
100 ألف دولار، وبإمكانه أن يكتب خمسة مجلدات عن مذكراته، ولكن في المعضلة بين
المال والرغبة في الفوز، فلا زالت الأخيرة تتقدم".
ران
بيريتس رئيس قسم المعلومات في مكتب نتنياهو في 2016 قال؛ إن "نتنياهو نشأ في
منزل صهيوني، فهم ودرس السياسة على عكس الكثير من السياسيين، يختص بالسياسة
الخارجية والاقتصاد والأمن، واستوعبها منذ الصغر، لأنه التزام صهيوني".
البروفيسور
شاؤول كيمحي، من الكلية الأكاديمية تل حاي، أجرى تحليلا للأنماط السلوكية
لنتنياهو، فظهر له أن "نتنياهو يرى نفسه يتمتع برؤية أكثر صحة من الآخرين،
ومن يختلفون معه لا يفهمون ما يفهمه، ويعتبر أنه يفهم العمليات التاريخية السياسية
بشكل صحيح، ومن لا يفكر مثله مخطئ، نجاحه الشخصي أهم بالنسبة له من الأيديولوجية،
وفي سلوكه تجاه موظفيه يبرز التركيز على نفسه، والعلاقة القائمة على الاستغلال".
وأضاف
أن "المكوث سنوات عديدة في السلطة ساهمت بابتعاد نتنياهو عن الديمقراطية،
فاعتبر نفسه يعرف أكثر من غيره، مما جعل الدولة في خطر، ولذلك رأينا العديد من
الإسرائيليين يكررون الحاجة لاستبداله، والصفات التي ميزته غدت أكثر تطرفا على مر
السنين، ومع ذلك فقد كان مترددا جدا، لم يتخذ قرارات سريعا؛ لأنه خاف مما
سيقولونه عنه، رغم أن ثقته بنفسه ازدادت بشكل غير عادي".
وأكد
أن "نتنياهو قلل بشكل كبير من دائرة مستشاريه، ومع مرور الوقت بدا مستعدا
للذهاب إلى الحافة أكثر بكثير من ذي قبل، بزعم أنه يعرف أفضل من الآخرين".
يوسي
ليفي، مستشار نتنياهو إعلامي بين 2008-2010، قال؛ إنه "حين احتك به عن قرب
عرفت إنسانا وصل لمرحلة غير ناضجة، لكني لاحظت أنه ليس لديه مستشارون، بل مساعدون،
والفرق بينهما واضح، بزعم أن هذه طريقته للبقاء، لكن النتيجة هي تزايد الخصوم
بمرور الوقت، انضم بعضهم لحكومة بينت-لابيد، علما بأن نتنياهو كان مجنونا حد
الهوس بالإعلام، والإطراء، والخضوع المطلق".
وأكد
أن "نتنياهو بلغت به الثقة حد الغرور إلى مستوى يعتبر أي شخص يفكر خلافه بأنه
خائن، إذا لم أتفق معه، فأنا خطر عليه، مما دفعني لمفارقته لأنني رأيت أن أي نقد
بالنسبة له غير مناسب، حينها أدركت أنه يعاني من بيئة سيئة، رغم أن لديه الكثير من
المنافسين ممن كانوا في الدائرة المباشرة: أفيغدور ليبرمان، غدعون ساعر، نير
هيفتس، عوزي أراد، وقد أرادوا التقدم في حياتهم المهنية، وألا يكونوا رقم 7 إلى
الأبد بسببه".
باروخ
ليشيم مؤلف كتاب "نتنياهو - مدرسة التسويق السياسي"، قال؛ إنني
"مقتنع بأن رئيس الوزراء لم يفقد السلطة بين مؤيديه حتى الآن، وفي الانتخابات
الأخيرة، تصرف بكامل قوته أمام إصدار لائحة اتهام، وخرق وعده لغانتس بشأن التناوب
على رئاسة الحكومة، والمظاهرات أمام مقره، ورغم كل ذلك، فقد خسر مقعدا واحدا فقط،
نحن لا نتحدث عن انهيار هنا، ولذلك فإنه في أفضل حالاته".
يرى
بيريتس أن "نتنياهو غيّر الاقتصاد الإسرائيلي بشكل جذري، وحوّله إلى اقتصاد
حديث، وتعد إسرائيل اليوم واحدة من قوى التكنولوجيا الفائقة في العالم، بفضل تغيير
سياسة الحكومة، وفتح السوق، ومجيء الكثير من رأس المال هنا، وبقي سوق التكنولوجيا
الفائقة حرا، لأنه أوجد نموا وازدهارا على نطاق لم نعرفه".
ويعتقد
بوشنسكي أن "فشل نتنياهو في القضية الإيرانية، فرغم أنه وضعها في رأسه، وأجرى
"مهرجان" سرقة الأرشيف النووي، والتصريحات والضجة، لكنه في اختبار
النتيجة فشل حقا؛ لأن الإيرانيين تقدموا بنجاح".