هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
سلطت صحيفة عبرية الضوء على أهم وأبرز التحديات التي تواجه الحكومة الإسرائيلية الجديدة برئاسة زعيم حزب "يمينا" المتطرف نفتالي بينيت.
وصادق الكنيست الإسرائيلي مساء الأحد على الحكومة الجديدة، التي يتناوب على رئاستها نفتالي بينيت أولا، ومن ثم رئيس حزب "هناك مستقبل"، يائير لبيد، وبذلك تم إنهاء حقبة حكم بنيامين نتنياهو التي استمرت 12 عاما متواصلة.
وأوضحت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في تقرير للخبير العسكري عاموس هرئيل، أنه "تنتظر حكومة "بينيت-لابيد" تحديات استراتيجية هامة جدا، وهذه التحديات تتعلق بجميع الساحات الرئيسية التي تتعامل معها إسرائيل؛ إيران، سوريا ولبنان والساحة الفلسطينية (الضفة الغربية وقطاع غزة). وفي جميع الساحات، القوة التي ستظهرها إسرائيل وهامش المناورة الذي سيكون لها، ستكون متعلقة بدرجة كبيرة بعلاقاتها مع الإدارة الأمريكية".
ونبهت إلى أنه "في الـ 12 سنة المتواصلة لولايته، سجل رئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو، فشلا كبيرا لا يعترف به في الموضوع الإيراني، كما استغل نتنياهو لأقصى درجة التطورات حوله، الربيع العربي وصعود إدارة دونالد ترامب، من أجل أن ينوم بشكل كامل المفاوضات السياسية مع السلطة الفلسطينية".
ونوهت الصحيفة، إلى أنه "رغم علاقة نتنياهو المتوترة مع رئيس السلطة محمود عباس، فقد واصلت السلطة العمل كمقاول أمني من الباطن لإسرائيل، وساعدتها على إحباط عمليات حماس، وفي عهد نتنياهو ازداد المستوطنون في الضفة بنحو 200 ألف مستوطن، وتم تبييض عدد من البؤر الاستيطانية القديمة".
اقرأ أيضا: أهم التحديات الأمنية والسياسية أمام حكومة الاحتلال الجديدة
وخلال الفترة، "ازداد نفوذ رؤساء المستوطنين في مركز الليكود وفي أروقة الحكومة، وترجم ذلك الضخ المتواصل لميزانيات ضخمة وتأثير على اتخاذ القرارات، وبهذا من المرجح أن لا يكون هناك أي تغيير في الحكومة الجديدة، رئيس الحكومة بينيت تربى في المهد السياسي لـ"غوش ايمونيم"، في الوقت الذي يتماهى فيه أفيغدور ليبرمان وجدعون ساعر مع تعزيز الاستيطان، وزراء اليسار في حكومة الوحدة لا توجد لهم احتمالية حقيقية لاجتياز وإحباط كل ما سيتم الاتفاق عليه سرا بين المستوطنين ووزراء اليمين والجيش".
وأكدت "هآرتس" أن "نتنياهو لم ينجح في تجسيد طموحاته حول المشروع النووي الإيراني، رغم الثناء الذي أغدقه على نفسه في خطابه في الكنيست أول أمس، إيران قريبة جدا الآن من إنتاج القنبلة النووية أكثر مما كانت عليه في 2009، عندما عاد نتنياهو إلى الحكم".
تجربة قليلة
ونبهت إلى أن "العقوبات الاقتصادية الأمريكية ضد طهران، والعمليات السرية المنسوبة لإسرائيل بما فيها العملية اللامعة للموساد، الذي قام بسرقة الأرشيف النووي من طهران، لم توقف تقدم المشروع النووي الإيراني".
وأفادت بأن "نقطة الضعف الرئيسية لبينيت تتعلق بتجربته القليلة نسبيا، فلا تكفي بضع سنوات من العضوية في الكابينت ونصف سنة في وزارة الأمن، لإعداد شخص بشكل كامل لثقل المسؤولية الذي يكتنف قيادة جسم معقد مثل إسرائيل".
ورأت أن "المشكلة الأكثر إلحاحا والتي توجد على جدول أعمال الحكومة الجديدة هي قطاع غزة، فوقف إطلاق النار الذي توصل إليه عبر الوسيط المصري، نص فقط على أن الهدوء سيكون مقابل الهدوء، وفي هذه الأثناء لم تتم اضافة أي مضمون للتفاهمات، والحكومة السابقة قررت أن تبقي جزءا من القيود على معابر الحدود على حالها بهدف الدفع قدما بمعالجة قضية الجنود الإسرائيليين الأسرى، وبدون تسوية أوسع فإن غزة ستشتعل قريبا".
وأشارت الصحيفة، إلى أن "واشنطن تتقدم نحو التوقيع على اتفاق نووي جديد مع طهران، وبينيت غارق أقل من سلفه في النضال ضد المشروع النووي، والتقدير المرجح، أن إسرائيل ستحتج على الاتفاق، لكن فعليا هي ستضبط نفسها".
وبينت أن "التحدي الأمني الحاسم الذي يمكن أن يواجه بينيت ولبيد وغانتس، ربما حتى في السنة القادمة، هو مشروع زيادة دقة صواريخ حزب الله، ومنذ اللحظة التي سيكون فيها لحزب الله قدرة صناعية على إنتاج سلاح دقيق، فإن إسرائيل ستقف أمام معضلة ملحة، والسؤال: هل يجب عليها تدمير هذه القدرة والمخاطرة باندلاع حرب؟".
وأضافت: "في ذروة الأزمة الاقتصادية، حكومة "بينيت-لابيد" ستضطر لمواجهة مطالب ميزانية متزايدة من جانب الجيش، سواء لملء مخازن الذخيرة أو لتطبيق الخطة متعددة السنوات الطموحة لرئيس الأركان أفيف كوخافي".