صحافة دولية

الغارديان: يجب أن يستجيب بايدن لتغيير العلاقة مع إسرائيل

على المدى البعيد قد تجد "إسرائيل" نفسها غير قادرة للتعويل على حليف مذعن كأمريكا- جيتي
على المدى البعيد قد تجد "إسرائيل" نفسها غير قادرة للتعويل على حليف مذعن كأمريكا- جيتي

تحدثت صحيفة "الغارديان" في افتتاحيتها عن موقف الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن من عدوان الاحتلال على قطاع غزة المحاصر، الذي أكدت أنه كان متوقعا، لكنها اعتبرت أن المتغير الجديد في المعادلة هو أن مواقف حزبه الديمقراطي والرأي العام تتغير "وعلى الرئيس أن يستجيب لذلك".


وقالت الصحيفة في افتتاحيتها، التي ترجمتها "عربي21"، إن من أكثر الملامح القاتمة في النزاع الذي تكشف في الأيام الأخيرة هي العدائية المطلقة، ولا سيما استهداف الأطفال بشكل متكرر.


ونقلت الصحيفة عن مجلس اللاجئين النرويجي أن 11 طفلا استشهدوا في الغارات الإسرائيلية على غزة أثناء مشاركتهم في برنامج للمساعدة النفسية وتمكينهم من التعامل مع صدمات الحرب.

 

ومن بين 228 فلسطينيا استشهدوا في الجولة الأخيرة كان هناك 63 طفلا، مقابل 12 "إسرائيليا" من بينهم طفلان.

 

وعلقت الصحيفة بالقول إن "الطرفين في الحرب لا يهتمان بحياة المدنيين، ولكن المعاناة الكبرى كانت للأطفال الفلسطينيين الذين قتلوا في الغارات أو فقدوا آباءهم وإخوانهم ودمرت مدارسهم والعيادات الطبية التي يحصلون على العناية الصحية منها".

 

واعتبرت الصحيفة أن بايدن رفع نبرته قبل يوم من التهدئة، حيث أخبر رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في آخر مكالمة هاتفية معه أنه يتوقع خفضا نوعيا في التوتر في الطريق لوقف إطلاق النار.

 

وترى الصحيفة أن هذا هو أسلوب الولايات المتحدة التي تبدأ في كل نزاع يخص "إسرائيل" بالحديث عن حقها بالدفاع عن نفسها، ثم منع مجلس الأمن من تمرير أي قرار يضع ضغوطا على الاحتلال.

 

وبعدها تبدأ واشنطن بالحديث بشدة عندما تشعر أن القرار بات قريبا، إما من أجل استخدام ما تبقى لها من نفوذ بحكمة أو الظهور بمظهر المؤثر.


وتؤمن هذه الإدارة أن من الأفضل الضغط بشكل سري وخاص وليس الحديث علنيا.

 

ورغم كون هذا الأسلوب مقنعا إلا أن واشنطن لم تظهر ضغطا كافيا في أحاديثها الخاصة، وفق الصحيفة.

 

ويعكس هذا النهج أسلوب الرئيس في إدارة عمله واستلهامه من تجربة باراك أوباما الذي أظهر له نتنياهو احتقارا دفع الولايات المتحدة لعدم استخدام الفيتو في تصويت مهم بمجلس الأمن لوقف الاستيطان بالأراضي الفلسطينية المحتلة.


لكن حماسة دونالد ترامب المطلقة لنتنياهو والهدايا التي قدمها له أضعفت الفلسطينيين وجرأت نتنياهو، فيما يتجه بايدن للعودة إلى الوضع القائم في علاقة الولايات المتحدة مع "إسرائيل".

 

إلا أن تلك "العودة" ليست كافية، إذ إن هناك شيئا تغير، فمواقف جزء من حزبه والرأي العام تتغير، والدفعة من النواب الديمقراطيين التقدميين وحركة "حياة السود مهمة" ولدت دعما جديدا للفلسطينيين.

 

وهناك الكثير داخل المجتمع اليهودي الأمريكي ممن ينتقدون وبشكل متزايد "إسرائيل".

 

وفي هذه المرة جذب النزاع انتباه الرأي العام بشكل كبير.

 

ولدى بايدن الكثير مما يشغله في الداخل وعلى المسرح الدولي، إلا أن هذه الحرب أظهرت له أن النزاع لن يختفي طالما لم يتم حل المشاكل الجوهرية.

 

فظلم الاحتلال المترافق مع التوسع الاستيطاني جعل من حلم الدولة الفلسطينية بعيدا. وفي الوقت الذي تحرم فيه "إسرائيل" المواطنين الفلسطينيين من نفس الحقوق التي تمنحها لليهود، فإن الولايات المتحدة لا تزال تفضل ألا تفكر في كل هذا.

 

وعلى المدى البعيد، تختم الصحيفة، قد تجد "إسرائيل" نفسها غير قادرة للتعويل على حليف مذعن كأمريكا.

التعليقات (0)