هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال خبير عسكري إسرائيلي إن "إدارة التصعيد الأخير مع حماس في غزة تمت بشكل أقل جودة من الضربات الجوية، حيث قررت المؤسسة العسكرية أن الثمن الذي يجب تحصيله من حماس تم في الوقت المناسب من إسرائيل، وليس للمنظمات المسلحة، ولذلك فإن هذا الثمن ينطوي على أثمان باهظة في ظل شبكات التواصل الاجتماعي، كما أن جلوس الإسرائيليين في الملاجئ ليس إنجازًا كبيرًا".
وأضاف روعي شارون في مقاله على هيئة البث الإذاعي والتلفزيوني- كان، وترجمته "عربي21" أن "التوترات الأمنية الأخيرة مع حماس في غزة تسلط الضوء على طبيعة اتخاذ القرارات الأمنية الإسرائيلية في عصر الشبكات الاجتماعية، خاصة بعد أن أطلقت حماس وباقي الفصائل الفلسطينية العديد من الصواريخ لثلاث ليال متتالية، فيما إسرائيل ضبطت نفسها، وبالتالي عاد الهدوء إلى مستوطنات غلاف غزة".
وأشار إلى أنه "من الصعب جدا تسويق مثل هذه القرارات في العصر الذي نعيشه، رغم أنه من السهل على الإسرائيليين جميعًا أن "نضغط عليهم بقوة" لإنقاذ الردع الفضفاض، رغم أن وسائل التواصل الاجتماعي تشهد المزيد من عبارات الإطراء للجيش الإسرائيلي، فيما يرتدي ممثل الحكومة سترة جلدية، وإطلاق تهديدات ضد العدو، وأصبح تهديد "البالون مثل الصاروخ".
وأوضح أن "الواقع الأمني الإسرائيلي في الجبهتين الشمالية والجنوبية بات يؤدي إلى منحدر خلفي، ما يشكل انتقادا بشدة لعدم تطبيق القرارات بالطريقة المناسبة، والنتيجة سقوط المزيد من القتلى والجرحى، بفعل إطلاق الصواريخ والمتفجرات، وكل ذلك يشكل قطعة من التحدي الأمني الإسرائيلي، لأنه أسفر عن وضع مستوطني الجنوب في الملاجئ لمدة ثلاثة أيام، وهذا واقع لم يعد مجدياً، بدليل أنه حقق نتيجة سلبية مماثلة".
اقرأ أيضا : الاحتلال يعيد فتح بحر قطاع غزة أمام الصيادين
وأكد أن "مقترحات رئيس الوزراء للوزراء للتعامل بحدة مع أهداف حماس في قطاع غزة، إذا استمر إطلاق النار، تثير كثيرا من السخرية تجاه فرض عقوبات ردا على إطلاق الصواريخ، بزعم أن منع الفلسطينيين من صيد الأسماك في غزة ليس أقل أهمية من استهداف منشأة عسكرية تابعة لحماس، ولذلك قرر مجلس الوزراء بعد إطلاق النار إغلاق منطقة الصيد في غزة".
وأضاف أنه "في الجولة الأخيرة من البالونات المنطلقة من غزة باتجاه مستوطنات غلاف غزة، أغلقت إسرائيل منطقة الصيد ومعبر كرم أبو سالم للبضائع جنوب قطاع غزة، فيما كان سلاح الجو جاهزا بالفعل لشن هجوم بعدد كبير من أهداف حماس، وفي غضون ذلك لم يحصل إطلاق نار في تلك الليلة، وبقيت طائرات سلاح الجو في قواعد الطيران".
على صعيد متصل، فقد "اتفق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الحرب بيني غانتس على أنه وسط التوترات حول البلدة القديمة في القدس، وتأجيل الانتخابات الفلسطينية، فإن من الأفضل تأجيل التصعيد في الجنوب لوقت أكثر ملاءمة، وبالضرورة فنحن أمام معادلة فورية للهجوم على غزة ردا على كل صاروخ، مع العلم أن المزيد من النقاشات حول مسألة القذائف دارت مؤخرا في القيادة الجنوبية للجيش".
وأشار إلى أنه "بعد سلسلة من الجولات العسكرية التي انتهت بنتائج كئيبة، قررت القيادة السياسية الإسرائيلية تجربة شيء آخر، فبدلاً من الانجرار إلى التصعيد مع حماس، فقد صاغت المؤسسة العسكرية فكرة أن تعمل بشكل مختلف في هذه الأثناء بموجبها يتم تحصيل الأثمان من حماس في الوقت الذي تختاره إسرائيل، وليس بالضرورة في معادلة فورية للهجوم على أي صاروخ، وهو أمر تحيط به شكوك كثيرة في نجاحه".