سياسة عربية

كاتب لبناني يستعرض علاقة إيران بشيعة لبنان وحزب الله

تساءل الزين: كيف أصبحت الطائفة الشيعية مطواعة لتحالف ثنائي فيها إلى هذا الحد غير المسبوق في تاريخها- جيتي
تساءل الزين: كيف أصبحت الطائفة الشيعية مطواعة لتحالف ثنائي فيها إلى هذا الحد غير المسبوق في تاريخها- جيتي
يستعرض الكاتب والصحفي اللبناني المعروف جهاد الزين علاقة إيران بشيعة لبنان ودور حزب الله فيها.

يؤكد الزين في مقال له في صحيفة النهار اللبنانية أن كلمة "احتلال" لا تفي بالغرض في تجسيد الامتداد الإيراني في لبنان.

فهو يعتقد أن العلاقة "نوع مركّب من السيطرة الخارجية، الخارج فيه لم يعد خارجاً بوجود الأداة النابعة من البيئة المحلية التي يدير عبرها هذا “الخارجُ” التوظيفَ السياسي للطائفة ومن ثم للبلد".

يأتي هذا التوظيف من خلال حزب الله وحركة أمل اللتين نجحتا في "تقديم صورة عن السيطرة الشعبية على الطائفة الشيعية باعتبارها سيطرة كاسحة".

ويعتقد الزين أن الطائفة الشيعية باتت أسيرة لحزب الله وحركة أمل، وباتت لا تحتمل أي معارضة جادة، وتساءل كيف أصبحت الطائفة "مطواعة لتحالف ثنائي فيها إلى هذا الحد غير المسبوق في تاريخها نفسه بحيث يَسْهُل قيادُها بهذا الشكل الذي يبدو فيه إرادياً وليس قسريا"، وهو ما لا نجده في الطوائف الأخرى؛ المارونية أو السنية أو حتى الدرزية المعروفة ببنيتها المحافظة. يؤكد الزين أن ذلك يعدّ نجاحا منقطع النظير لإيران.

التغيير سيكون من الخارج وليس من الداخل، كما يعتقد الزين، فموجات هجرة الكفاءات اللبنانية بما فيها الشيعية سيوفر "حرية وقدرة على التفلّت من أي تنميط سياسي وفكري وتنظيمي حتى لو بدت في المرحلة الراهنة عاجزة عن التغيير".

يحاول الزين في مقاله الربط بين الوضع بلبنان بطوائفه والوضع في إيرلندا الشمالية التي كانت منقسمة بين البروتستانت المرتبطين ببريطانيا والكاثوليك الذين خرج من رحمهم الجيش الإيرلندي الجمهوري الذي اتصفت سيطرته على كاثوليك إيرلندا الشمالية تاريخيا بمزيج من الاستناد على المشاعر المعادية للحكم البريطاني لدى الأقلية الكاثوليكية وعلى ترهيب عنفي فعلي.

ويخلص الزين إلى أنه من دون سيطرة “حزب الله” ومظاهر امتداده التنظيمي الواسع فإن ولاءات شيعة لبنان هي متعددة ليس ثابتا مدى متانتها في العلاقة بإيران لو توفّرت وسائط أخرى أو لو غابت أو ضعفت وسائط موجودة.



التعليقات (0)