صحافة دولية

معلق أمريكي: تخريب منشآت إيران النووية لن توقف طموحاتها

يرى المعلق ماكس أن قرار دونالد ترامب الخروج من الاتفاقية يعد أسوأ القرارات في السياسة الخارجية منذ غزو العراق- الأناضول
يرى المعلق ماكس أن قرار دونالد ترامب الخروج من الاتفاقية يعد أسوأ القرارات في السياسة الخارجية منذ غزو العراق- الأناضول
قال المعلق السياسي الأمريكي ماكس بوت إن التخريب الإسرائيلي لن يوقف الطموحات النووية الإيرانية، ولكن اتفاقية نووية كفيلة بذلك.

جاء ذلك في مقال له بصحيفة "واشنطن بوست" ترجمته "عربي21".

وقال ماكس إن "التهاني، تعود للأرجح إلى المخابرات الإسرائيلية لأنها تسببت بالحريق في منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم نهاية الأسبوع"، مضيفا أن التفاصيل قليلة، حيث تحدثت "نيويورك تايمز" عن انفجار فيما استندت "واشنطن بوست" على تقارير إخبارية إسرائيلية بأن الهجوم هجوم إلكتروني. لكن حرب الظل الإسرائيلية ضد إيران مستمرة. ومن الهجمات الأخيرة التي نسبت إلى إسرائيل قتل عالم ذرة إيراني في الخريف الماضي وسلسلة من التفجيرات التي ضربت مواقع إيرانية عدة بما فيها منشأة لصناعة الصواريخ في الصيف الماضي.

وكان أنجح الهجمات هو ستاكسنت والذي كان جزءا من عملية أمريكية- إسرائيلية أطلق عليها "الألعاب الأوليمبية" والتي خربت كما قيل 1.000 جهاز طرد مركزي من 5.000 جهاز بمفاعل نطنز عام 2010.

ويرى الكاتب أن النظام الإيراني الذي يتحدث عن جرائم ضد الإنسانية والإرهاب النووي، هو نفسه النظام الذي قال مرشده آية الله خامنئي إن "النظام الصهيوني قاتل وورم سرطاني مؤثر على المنطقة وسيتم بلا شك قلعه وتدميره" ولهذا يحق لإسرائيل ضربه.

ويقول إن النقاش حول انتهاك القانون الدولي لا محل له لأن إيران موقعة على معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، ولا حق لها بامتلاك السلاح النووي. ومن هنا فمن حق إسرائيل منعها من تطويره. إلا أن عمليات التخريب الإسرائيلية لن تقوم إلا بتأخير امتلاكها له. وليس لدى إسرائيل القوة لتدمير القدرات الإيرانية، وهو ما يفسر عدم قيامها بغارات جوية عليه. ولدى الولايات المتحدة القدرات الجوية لتدميره ولكن الثمن سيكون حربا شاملة لن يعرف أحد مداها. وحتى الغارات الأمريكية لن تؤدي لسحق البرنامج بقدر ما ستؤدي إلى تأخيره وليس نهايته. وهو ما يستدعي السؤال: أين يتركنا هذا؟ والجواب في خطة العمل المشترك الشاملة الموقعة عام 2015.

فقد سمحت الاتفاقية لإيران بأن تحتفظ بقدرات قليلة من التخصيب بما في ذلك فترة زمنية محددة لنهاية الاتفاق الذي لم يشتمل على البرامج الباليستية الإيرانية. وهو ما دعا الكاتب وغيره لمعارضة الاتفاقية في ذلك الحين.

ولكن بنظرة إلى الخلف فإن الاتفاقية تعتبر الأكثر فعالية ضد الطموحات النووية الإيرانية. فقد خفضت من مخزون إيران من اليورانيوم بنسبة 98% ووضعت رقابة على مدار الوقت وطوال الأسبوع 24/7.

ويرى الكاتب أن قرار دونالد ترامب الخروج من الاتفاقية يعد أسوأ القرارات في السياسة الخارجية منذ غزو العراق في 2003.

وفي خطاب ألقاه وزير الخارجية مايك بومبيو في 21 أيار/مايو 2018 في مؤسسة التراث، وضع 12 مطلبا بما في ذلك وقف إيران كل نشاطاتها التي تزعزع استقرار المنطقة إلى جانب وقف برامجها الصاروخية.

ولم يتم تطبيق أي من المطالب منذ ذلك الخطاب المتغطرس. فرغم العقوبات التي فرضتها إدارة ترامب على النظام الإيراني لم يتوقف دعمه للجماعات الوكيلة ولا ذرة واحدة. بل وزاد الحوثيون في اليمن وحلفاء إيران من هجماتهم الصاروخية على السعودية. وفي نفس الوقت زادت إيران من معدلات تخصيب اليورانيوم.

وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية آذار/ مارس 2020 إن إيران زادت من معدلات تخصيب اليورانيوم بخمسة أضعاف ما سمحت به اتفاقية 2015.

وتنتج إيران نسبة 20% من موادها المخصبة وأكثر من 3.67% المسموح به. ويرى نقاد الاتفاقية مثل مارك دوبوفيتشز من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية والذي كتب: "لا يمكن للنظام الإيراني الحفاظ على برامج نووية" لكن ليس لديهم خطط لإزالة هذا البرنامج أبعد من العقوبات ومزيد من الضغوط.

ولا يوجد هناك سبب يدعو للاعتقاد أن العقوبات على إيران ستدفعها للتخلي عن برامجها النووية. فقد فشلت العقوبات التي فرضتها أمريكا على دول مثل كوبا وكوريا الشمالية ولعقود. وإيران التي وقعت اتفاقية تعاون مع الصين باتت أقل عزلة.

ومن الأخبار الجيدة عودة الولايات المتحدة وإيران للمحادثات غير المباشرة في فيينا من أجل الاتفاق على طريقة عودة إيران للالتزام به من جديد. ويطالب الإيرانيون برفع العقوبات قبل العودة للالتزام فيما تصر إدارة بايدن على الالتزام أولا قبل رفع العقوبات. وتريد توسيع الاتفاقية لتشمل قضايا أخرى.

وقال الكاتب إنه كان سيعارض العودة للاتفاقية لو كانت هناك طرق أخرى لوقف البرنامج النووي الإيراني. ولكن لا توجد، وعمليات إسرائيل السرية لن تنجز المهمة.


التعليقات (0)