تحليل: فقدان "ساويز" سيشكل ضربة لإيران بالبحر الأحمر واليمن

أكد تحليل نشرته وكالة "أسوشيتدبرس"، أن الهجوم الذي استهدف سفينة الشحن الإيرانية "ساويز"، أدى إلى تصعيد ما وصفها بـ"حرب الظل" المستمرة منذ سنوات في مياه الشرق الأوسط.

وأشار التحليل الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن فقدان "ساويز" سيشكل ضربة لجهود إيران ونفوذها في البحر الأحمر واليمن على حد سواء، منوها إلى أن إحاطة عسكرية سعودية سابقة أظهرت أن المملكة تعتقد أن السفينة تجري مراقبة بصرية وإلكترونية.

ووصف محللون في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، سفينة "ساويز" الإيرانية بأنها "مستودع أسلحة عائم"، ومع ذلك يحاول المسؤولون الإيرانيون التقليل من أهمية الهجوم الأخير، خصوصا أنه تزامن مع محادثات فيينا، والتي قد تؤدي إلى تخفيف العقوبات الأمريكية.

وذكرت "أسوشيتدبرس" أن الهجوم على "ساويز" يبدو أنه قد تسبب في أكبر ضرر حتى الآن في حرب الظل المستمرة بين إيران وإسرائيل، ما يزيد من تصعيد التوترات الإقليمية، مشددة على أن "الهجمات والهجمات المضادة بين الطرفين يمكن أن تخرج عن نطاق السيطرة".

اقرأ أيضا: هذه رسالة الهجوم الإسرائيلي على سفينة إيران بالبحر الأحمر

ولفتت إلى أنه منذ عام 2019 وقعت سلسلة من الهجمات الغامضة على السفن، والتي نتجت عن ألغام مثبتة على بدن السفينة، بواسطة غواص من القوات الخاصة، مبينة أن هذه الهجمات تزامنت مع تصاعد التوترات بين إيران والولايات المتحدة بشأن قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الانسحاب الأحادي من الاتفاق النووي.

وأكدت الوكالة الأمريكية أن إسرائيل دخلت في الأسابيع الأخيرة في صراع علني، وذلك بعد تعرض سفينة مملوكة لرجل أعمال إسرائيلي إلى انفجار لغم في شباط/ فبراير الماضي.

واستدركت: "الهجمات السابقة طالت سفنا تجارية فقط وتسببت بأضرار طفيفة فوق الموج، إلا أن الهجوم على سفينة ساويز الإيرانية حدث من أسفل خط المياه، ويبدو أن الأضرار التي لحقت بالسفينة كانت شديدة"، مبينة أن المياه المالحة تدفقت إلى غرفة محرك السفينة، كما أظهرتها صور موقع "Nournews" القريب من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني.

وتابعت: "يبدو أن صورة الأقمار الصناعية، التي حللتها أسوشيتدبرس، تظهر تسربا للنفط خلف السفينة"، مشيرة إلى أنه رغم وصف السلطات الإيرانية الأضرار بالطفيفة، إلا أن الفيضانات في غرفة محرك السفينة، ستؤثر على قدرتها في تشغيل مراوحها والتحرك، وكذلك توليد الكهرباء للسفينة.

وأردفت بقولها: "إذا كانت إيران غير قادرة على ضخ المياه وإصلاح الأضرار في البحر، فمن المحتمل أن تحتاج سفينة أخرى إلى القدوم لمساعدتها، وربما سحبها إلى الميناء لإصلاحها".

وأشارت إلى أن إسرائيل نادرا ما تعترف علنا بمثل هذه الهجمات، رغم تلميحات رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو المتكررة، بأن جيشه سيتصرف إذا لزم الأمر ضد إيران، معتبرة أن الهجوم الأخير يشير إلى أن الحرب الغامضة في البحر ستستمر.

وختمت بقولها إن "سلسلة من الهجمات في الثمانينات على ناقلات نفط في الخليج، أدت مرة واحدة إلى معركة بحرية استمرت ليوم واحد بين الولايات المتحدة وإيران"، مؤكدة أنه لم تقع أي حالة وفاة معلنة نتيجة هذا النوع من الحروب.