سياسة عربية

قيادي إسلامي سوداني لعربي21: فصل الدين عن الدولة عبث

جدل في السودان بعد توقيع اتفاق إعلان المبادئ بين الخرطوم والحركة الشعبية قطاع الشمال (الأناضول)
جدل في السودان بعد توقيع اتفاق إعلان المبادئ بين الخرطوم والحركة الشعبية قطاع الشمال (الأناضول)

وصف القيادي في الحركة الإسلامية السودانية ربيع عبد العاطي، اتفاق إعلان المبادئ الذي تم التوصل إليه بين رئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، ورئيس الحركة الشعبية شمال القائد عبد العزيز الحلو والذي يقضي بفصل الدين عن الدولة، بأنه جزء من سياسة عبثية هدفها التحريض على الفتنة والحرب الأهلية وتفتيت السودان.

وقال عبد العاطي في حديث مع "عربي21": "السودان يعيش فعلا حالة من التيه والضياع، والانهيار التام لمختلف مؤسسات الدولة.. لا أحد الآن يعرف مركز القرار في البلاد، ومن بيده أن يفعل كل هذا بشعب السودان".

واستبعد عبد العاطي أي علاقة لقرار فصل الدين عن الدولة الذي نص عليه اتفاق إعلان المبادئ، بهدف التأسيس للدولة المدنية، وقال: "لا أعتقد أن لقرار فصل الدين عن الدولة أي علاقة بمدنية الدولة، ليس فقط لأنه قرار يناقض تاريخ وواقع ومستقبل السودان، وإنما لأنه صادر من جهات مجهولة لم تنل ثقة الشعب السوداني، وهي بالتالي ليست ممثلا أمينا له".

وأضاف: "عندما لا تكون هناك دولة وتتعدد الكيانات العسكرية ومراكز القرار، تصدر مثل هذه القرارات التي تصطدم مع الأعراف والتقاليد والقيم، ولذلك ما حدث من اتفاق بين البرهان والحلو في جوبا لا علاقة له بالشعب السوداني".

وأكد عبد العاطي، أن مصير اتفاق جوبا سيكون على ذات طريق اتفاق التطبيع، "اتفاق على الورق ولا يمكن تنزيله على الواقع، نظرا لعدم وجود البيئة الموائمة له".

لكن القيادي في الحركة الإسلامية السودانية، حذّر من التداعيات الاجتماعية والأمنية التي يمكن أن تنجر عن قرار كهذا، وقال: "الخشية أن تلجأ هذه القيادات المنفصلة عن الشعب السوداني، لفرض قراراتها بقوة السلاح على الأرض، وهو أمر لن يقبل به الشعب السوداني، ومن شأن ذلك أن يضاعف من معاناة السودانيين ويزيد من تفتيتهم".

وحول بيان هيئة شؤون الأنصار، التي أعلنت رفضها لإقرار العلمانية كما جاء في اتفاق إعلان المبادئ، قال عبد العاطي: "موقف الأنصار عامة يلفه الغموض، إذ أنه في الوقت الذي يقف فيه الجناح السياسي للأنصار ممثلا في حزب الأمة القومي إلى جانب جبهة التغيير، يأتي بيان هيئة شؤون الأنصار، كما لو أنه تعبير عن ازدواجية أو قل تقاسما للأدوار ليس إلا".

وأضاف: "إذا كان الأنصار صادقين فعلا في رفضهم للعلمانية، فإنه لا بد من أن يكون لهذا الرفض ترجمة سياسية"، على حد تعبيره.

وقالت هيئة شؤون الأنصار في السودان، في بيان لها اليوم الثلاثاء، إن علاقة الدين بالدولة أمر يهم كل السودانيين ولا يقرر فيه فصيل واحد دون الآخرين ومحله المؤتمر الدستوري.

وأضاف بيان الهيئة في بيان أن "الدين الإسلامي لا يقر الإكراه ولا يفرض شعائره وأحكامه على غير المؤمنين به، وبنفس القدر لا يقبل أن تُفْرَضَ على المؤمنين به مفاهيم وأحكام تتصادم مع عقيدتهم وقيمهم وتسلبهم حقهم الديني والثقافي والتشريعي".

لكن بيان الهيئة أشار كذلك إلى أن الاتفاق حوى مبادئ لا خلاف عليها كسيادة السودان واستقلاله ووحدة أراضيه، وإقرار السلام ورفض الحل العسكري.

 



وأبرمت الحكومة الانتقالية مع الحركة الشعبية شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، اتفاق إعلان مبادئ يحسم الخلاف بشأن علاقة الدين بالدولة، ويمهد لانضمام الشعبية شمال، لعملية السلام.

ونص الاتفاق الموقع في جوبا بين البرهان والحلو، على إقامة دولة المواطنة واحترام الأديان والممارسات الدينية، وأن: "لا تفرض الدولة ديناً على أي شخص ولا تتبنى ديناً رسمياً".

واشترطت الحركة الشعبية في وقتٍ سابق إقرار مبدأ فصل الدين عن الدولة، قبل الجلوس إلى مفاوضات مع الحكومة الانتقالية.

وفي أيلول (سبتمبر) الماضي، وقع رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، والحلو، بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، "إعلان مبادئ" لمعالجة الخلاف حول العلاقة بين الدين والدولة وحق تقرير المصير، لكسر جمود التفاوض.

وتقاتل الحركة الشعبية، القوات الحكومية في ولايتي جنوب كردفان (جنوب) والنيل الأزرق (جنوب شرق) منذ حزيران (يونيو) 2011.‎

 

إقرأ أيضا: توقيع إعلان مبادئ بين حكومة السودان وحركة مسلحة الأحد


التعليقات (1)
نوال
الأربعاء، 31-03-2021 01:04 ص
أهذا الاتفاق الذي أبرم بين البرهان والحلَو شعب إلسودان ليس له به علاقة لأن هذه الحركات اصلآ لا تريد سلام وإنما تريد خلق فتنة وبلبلة في داخل المجتمع السوداني وان هذا الاتفاق لا يمكن أن يطبق على ارضع الوقع