صحافة إسرائيلية

قلق إسرائيلي من سياسة واشنطن "التصالحية" مع إيران

كاتب: مصدر قلق إسرائيل من السياسة الأمريكية عدم وجود توجه لديها للإطاحة بالنظام الإيراني- جيتي
كاتب: مصدر قلق إسرائيل من السياسة الأمريكية عدم وجود توجه لديها للإطاحة بالنظام الإيراني- جيتي

قال كاتب إسرائيلي إن "الولايات المتحدة تغير اتجاهها في الشرق الأوسط وإيران، ما يضع إسرائيل في مأزق حقيقي".

 

وأضاف بن درور يميني في مقاله بصحيفة يديعوت أحرونوت، ترجمته "عربي21": "صحيح أن الأيام الأخيرة شهدت تحليق قاذفة أمريكية بي52 فوق سماء إسرائيل رفقة طائرة إسرائيلية إف 15، لكن الفرح بهذا المشهد ما زال مبكرا، لأنه عندما حلقت هذه الطائرات معا، قصف الإيرانيون حقل رأس تنورة النفطي في شرق السعودية، باستخدام الحوثيين الذين يسيطرون على معظم اليمن". 


وتابع: "قبل ذلك بقليل تعرضت الرياض لسلسلة انفجارات نتيجة إطلاق 15 طائرة مسيرة محملة بالقنابل وصاروخ باليستي واحد، وقبله هاجم الحوثيون مطار أبها الدولي في الجنوب، وفي نفس الوقت قصفت سفينة إسرائيلية في خليج عمان، والقاسم المشترك بين كل هذه الحوادث مجتمعة أن الولايات المتحدة تغير اتجاهها".


وأشار إلى أنه "في ظل السياسة الأمريكية الجديدة، كشفت إدارتها عن تورط كبار الضباط السعوديين عموما، وولي العهد خصوصا محمد بن سلمان، باغتيال الصحفي جمال خاشقجي، وهذا يعني انقلابا على ما تم تشكيله من محورين في السنوات الأخيرة، الأول يشمل معظم الدول العربية المعتدلة، وعلى رأسها السعودية وبالتعاون مع إسرائيل، والثاني يشمل إيران التي تسيطر وتحرك أذرعها في اليمن والعراق وسوريا ولبنان". 


وأوضح أن "هذه التطورات المتلاحقة تعني أن إسرائيل في وضع صعب، ما يؤكد ما ذكره نائب رئيس الموساد المتقاعد بأنه رغم كل الإجراءات الناجحة ضد إيران على المستوى التكتيكي، لكن إسرائيل على المستوى الاستراتيجي فشلت بصورة ذريعة، وهذه القناعة أكثر أهمية من تحليق البي52 في سماء إسرائيل".


وأكد أن "مصدر قلق إسرائيل من السياسة الأمريكية عدم وجود توجه لديها للإطاحة بالنظام الإيراني، رغم أن العقوبات التي فرضها دونالد ترامب أضرت به، ففي 2018 عانى انخفاضا يزيد قليلا عن 6٪ في الناتج المحلي الإجمالي، وفي 2019 تراجعت بنسبة تقترب من 7٪، وفي الوقت ذاته فإن تحسين الاتفاق النووي، من غير المرجح أن يجمد برنامجها، لكنه لن يوقف التكثيف العسكري والنفوذ الإقليمي، وسيجعل إيران أكثر خطورة". 


وأشار إلى أن "إسرائيل في وضع صعب، لأن إيران تحتل مكانة الصدارة في عيون بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة، والإيرانيون يتصرفون كما يعرفون، ولا يساومون، وبعد كل شيء، لديهم دائما وزير الخارجية محمد جواد ظريف الذي سيطلق هجوما من الابتسامات، ولديه قدرة على إقناع الأوروبيين على الفور، وهناك قلق إسرائيلي أن الأمريكيين منخرطون كذلك في عملية الإقناع أيضا".


وختم بالقول إن "إسرائيل تسعى لتحصيل اعتراف أمريكي بالمشكلة الإيرانية، وضخامة الخطر التي تمثله على إسرائيل، ما سيجعلها من أهم مهام الحكومة الإسرائيلية التي سيتم تشكيلها بعد الانتخابات المقبلة بعد أيام قليلة، وربما أهمها على الإطلاق".

 

التعليقات (0)