هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
ستظل رابعة العدوية رمزا للتصوف الإسلامي الصحيح ورمزا للنقاء الروحي ورمزا إسلاميا عرفه العالم بأسره، ولعل ما أضيف لها من كرامات وهي بين يدىي الخالق (سبحانه وتعالى) أنها أصبحت رمزا للحرية ورمزا لا ينسى أبدا ولم ولن يُمحى من ذاكرة التاريخ كرمز للبطولة والتحدى والفداء للدين أولا ثم للوطن.
وبرغم ما سجل عن مذبحة رابعة التي اقترفها عسكر مصر، من فيديوهات وكلمات متلفزة ولقطات حية وجثث متفحمة وأشلاء تتطاير وأشلاء ممزقة وصرخات الأطفال.. كل هذا شاهده العالم بأسره، إلا أن كل هذا لا يمثل معشار المذبحة الحقيقية التي ظلت أكثر من عشر ساعات، وظل دوي الطلقات يدوي في آذاننا وأزيز الطائرات يصم آذاننا، وأنيين الجرحى لا يفارقنا، ورائحة الدم تملأ المكان وعشرات الجثث بل قل مئات الجثث.. وبرغم الألم كان الأمل يحدونا وما زال يحدونا.
وللحق كنت أنتظر من منظرى وقادة العمل الثورى وخاصة الإسلامي؛ منهم أن يقدموا للأمة عملا فنيا دراميا يوثق أولا الحدث ثم يحفره في ذاكرة التاريخ، ويكون عملا يسعد الملايين من الشعب المصري ليكون شهداء على ما فعله جيل ببطولاته الفذة وبأخلاقه النبيلة.. لكن ذلك لم يحدث ولم يفعلوا ولم يغيظوا الانقلابيين حتى في موقف واحد، ودائما هم "مفعول به" ولا أعلم لماذا، ربما انشغالا أو ربما عدم إيمان بالدراما أو ربما لأسباب أخرى.
سبقنا الانقلابيون ووثقوا جرمهم تحت اسم الاختيار واحد واثنيين، ولكنهم وثقوا انقلابهم كذبا وزورا وبهتانا على أنه حق وقوة ونصر!
ماذا سنقول للأجيال القادمة؟
أخيرا نحن في انتظار "الاختيار 3" ينتج من قبل قادة الثورة، ليوثق الحق والحقيقة ويكون نورا ونارا.. نورا يضيء الطريق للأجيال التي تبحث عن الحق والحقيقة، ونارا تحرق الظالمين. وذلك في ظل مشاهدات مليونية لأجيال فقدت القدرة على القراءة، ولعلها لم تعرفها ولا تتلقى ثقافتها إلا من خلال المشاهدات المتلفزة.
* عضو برلمان الثورة، مسؤول الطاقة في اللجنة الاستشارية الرئاسية