أدّى السناتوران الديمقراطيان جون أوسوف ورفايل
وورنوك، اللذان فازا بالجولة الانتخابية الفاصلة التي أجريت مؤخرا في ولاية جورجيا،
القسَم الأربعاء، بعد ساعات قليلة من تنصيب جو
بايدن رئيسا، لتنتقل بذلك الغالبية
في مجلس
الشيوخ إلى الحزب الديمقراطي.
وفاز وورونوك وأوسوف على المرشّحين الجمهوريين
لعضوية مجلس الشيوخ عن ولاية جورجيا في جولة فاصلة من الانتخابات أجريت في الخامس
من كانون الثاني/ يناير. وبأدائهما القسَم، بات لكل من الحزبين الجمهوري والديمقراطي
50 عضوا في المجلس المؤلّف من مئة عضو.
لكنّ الغالبية ستكون بيد الديمقراطيين؛ لأنّ
الصوت المرجّح سيكون لنائبة الرئيس كامالا هاريس.
وكانت هاريس، وهي سناتورة سابقة عن ولاية
كاليفورنيا، قد ترأّست الأربعاء جلسة للمجلس بعد ساعات قليلة على أدائها القسَم،
أشرفت خلالها على أداء أوسوف وورنوك وخليفتها في عضوية مجلس الشيوخ أليكس باديلا
القسَم.
وبانتقال الغالبية في مجلس الشيوخ إلى الحزب
الديمقراطي، بات الديمقراطيون يسيطرون على كل مقاليد السلطة في واشنطن، ما يمنح
بايدن فرصة ذهبية لتنفيذ جدول أعمال حافل بالمشاريع، خصوصا حزمة إنقاذ بقيمة 1,9
تريليون دولار لمساعدة العائلات والشركات الأمريكية المتضررة من جائحة كورونا.
إلى ذلك، صادق مجلس الشيوخ الأمريكي، الأربعاء، على تعيين المسؤولة السابقة في وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه"
أفريل هينز، مديرة لأجهزة الاستخبارات الوطنية، لتصبح بذلك أول عضو في حكومة الرئيس
الجديد جو بايدن يتم تثبيته في منصبه.
وبأغلبية 84 صوتا مقابل 10 أصوات، صادق مجلس
الشيوخ على تعيين هينز في هذا المنصب، لتصبح بذلك أول امرأة في تاريخ الولايات
المتّحدة ترأس أجهزة الاستخبارات في الولايات المتّحدة، البالغ عددها 18 جهازا.
ويتحرّك بايدن ومجلس الشيوخ بسرعة لإقرار
التعيينات الرئيسية في إدارته، مع توقّع التصويت في الأيام المقبلة على تثبيت
مرشّحيه لتولّي حقائب الدفاع والخارجية والخزانة.
وبايدن الذي أدّى اليمين الدستورية، الأربعاء، رئيسا للولايات المتّحدة خلفا لدونالد ترامب، تعهّد تسريع الخطى للتعامل مع
العديد من التحدّيات الرئيسية التي تواجه البلاد.
لكن إلى أن يصادق مجلس الشيوخ على مرشّحي بايدن
لتولّي المناصب الأساسية في الحكومة، سيقود هذه الإدارات وزراء بالوكالة أو
مديرون، ما يحدّ من زخم إدارته.
وهينز (51 عاما) مسؤولة مخضرمة في عالم
الاستخبارات؛ إذ شغلت سابقا منصب نائبة مدير وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي
إيه"، ونائبة مستشار الأمن القومي في إدارة أوباما.
وخلال جلسة استماع عقدها مجلس الشيوخ الثلاثاء، للمصادقة على تعيينها، تعهّدت هينز بعدم تسييس أجهزة الاستخبارات التي كان ترامب
يستهدفها باستمرار خلال ولايته.
وقالت: "بهدف الحفاظ على نزاهة أجهزتنا، يجب أن
تشدد أجهزة الاستخبارات الداخلية على واقع أنه في مجال الاستخبارات ليس هناك مكان
للسياسة".
واتخذت هذه الوعود، التي تُعدّ تقليدية نسبيا أثناء جلسة
مصادقة على التعيينات في الكونغرس، منحى خاصا هذا العام، بعد انعدام
الثقة التي أظهرها الرئيس المنتهية ولايته حيال أجهزة الاستخبارات، التي أكدت حصول
تدخل روسي في الانتخابات الرئاسية التي أُجريت عام 2016 وفاز فيها آنذاك.
وبعد تثبيتها في منصبها، عبّر رئيس لجنة
الاستخبارات في مجلس الشيوخ، السناتور مارك وورنر، عن دعمه المطلق لهينز.
وقال: "بعد أن تمّ تقويضها عمدا لمدة أربع
سنوات، تستحقّ أجهزة الاستخبارات مسؤولا قويا مصادقا على تعيينه في مجلس الشيوخ
لقيادتها وتنشيطها".