كشف تقدير عسكري
إسرائيلي أن السياسة التي اعتمدها آخر رؤساء الأركان لجيش الاحتلال، "تركت
نتائجها السلبية على إقرار
الخطط العسكرية، لأنهم لم يملكوا نظرية قتالية
موحدة".
وأضاف التقدير الذي
نشره موقع
ميدا العبري، وترجمته "عربي21" أن "رئيس الأركان الأسبق
غابي أشكنازي الذي قاد الجيش بين عامي 2007 و2011، قرر تثبيت استقرار الجيش، بحجم
يسمح للقوات البرية بمهاجمة
حماس في غزة وحزب الله في وقت واحد، وفي الوقت نفسه
وقف إطلاق الصواريخ والقذائف على الجبهة الداخلية الإسرائيلية بأسرع ما يمكن، لأن
الافتراض أن الذراع الجوية وحدها لن تقدر على إنجاز المهمة".
وأكد أن "حجم
الجيش البري الإسرائيلي من حيث عدد الدبابات ووحدات المشاة، بُني للتعامل مع
مليشيات مسلحة صغيرة، مثل حماس وحزب الله، لأن التصور السائد أنه لن يكون هناك
المزيد من الحروب الكبرى، فإسرائيل تعيش سلاما مع مصر والأردن، والسوريون آنذاك
غير ذي صلة، رغم أنهم عادوا إلى الساحة، وخلال عامين أو ثلاثة سيكونون التهديد
الرئيسي ضدنا".
وأوضح أن "المليشيات
المسلحة الصغيرة في غزة ولبنان تحولت على مر السنين إلى جيوش مزودة بمئات الآلاف
من الصواريخ والكوماندوز، حتى إن الضفة الغربية لم تؤخذ بالاعتبار عند بناء الجيش،
ولئن كان من الضروري خلال عملية الدرع الواقي عام 2002، تركيز قوات كبيرة جدًا على
العملية، فإن نفس الشيء سيحدث في الانتفاضة الثالثة إذا اندلعت".
وأكد أن "النتيجة
الماثلة اليوم أننا بنينا جيشًا لا يستطيع الرد على التهديدات التي تشكلت بالفعل
من حولنا اليوم، إضافة إلى الزلازل والتصدعات الكبيرة التي أضرت بقيم وأعراف الجيش".
وانتقل التقرير في
حديثه إلى رئيس الأركان السابق بيني غانتس الذي قاد الجيش بين عامي 2011-2015، وقال
إنه "قرر اقتطاع مئات الدبابات والوحدات الأخرى من الجيش الصغير، وهذا قرار
غريب وغير مسؤول، لأنه لن يسمح للجيش بمهاجمة حماس في غزة وحزب الله في لبنان في
نفس الوقت لوقف إطلاق الصواريخ بأسرع ما يمكن".
وأكد أن "هذا
التقييد سيؤدي لاستمرار إطلاق الصواريخ باتجاه الجبهة الداخلية، وسيطيل بشكل كبير
إطلاق النار تجاه إسرائيل، ما سيؤدي لخسائر وإلحاق أضرار بالممتلكات وبنية تحتية
أكثر خطورة".
وأشار إلى أن رئيس الأركان
الأخير غادي آيزنكوت الذي قاد الجيش بين عامي 2015 و2019 "نشر خطة متعددة
السنوات أسماها غدعون، أعادت الجيش عقودًا للوراء، لأن الخطة شكلت القشة التي قصمت
ظهر البعير، وأدى لحالة من الفجوات الهائلة بين القوى العاملة، والمهام التي يتعين
القيام بها في الوحدات القتالية، ووحدات اللوجستيات والصيانة، وقد أدت لنشوء أزمة
حادة للغاية في الدافع للخدمة في الجيش النظامي".
وأكد أن "خطة
غدعون تسببت بهروب ضباط الجيش، وفقدان القدرة المهنية التي تم بناؤها بشق الأنفس
على مدى عقود، وانتقلت من جيل إلى جيل، وجاء التدريب بمستويات ضعيفة دون وجود
محترفين، ولم تتدرب الوحدات على الخطوط العريضة القتالية، وهذا مجرد غيض من فيض،
لأن الجنود فقدوا قدرتهم على قيادة الذخيرة الحربية، والوقود، وقطع الغيار،
والمعدات الطبية، وأضعفوا بشدة القدرة على استمرارية المجهود الحربي".
وأضاف أن رئيس الأركان
الحالي أفيف كوخافي الذي يقود الجيش منذ 2019، بدأ فور توليه منصبه بـ"تنفيذ
خطته متعددة السنوات "تنوفا"، تحتوي على مكونات أساسية لتعزيز
قدرات الجيش، وفي ظل تفشي كورونا، وخلاف الحكومة بشأن الميزانية، لم تتم الموافقة
عليها حتى اليوم، مع أنها تسمح بتنفيذ الخطة، ووضع الجيش على قدميه، لكنه اختار
عدم انتظار الميزانية، وقرر استخدام الميزانية الحالية للمضي قدمًا في خطته".
وأكد أن "هذا
الواقع أنشأ موقفا عبثيا تم فيه إضعاف الوضع الحالي للجيش بسبب اقتطاع مئات
الدبابات الإضافية، وإزالة القديمة، والفشل بتوفير التدريب الكافي لجيش الاحتياط،
والفشل باستيعاب أسلحة جديدة، وإلحاق ضرر شديد بالقدرة المهنية لجنود الاحتياط في
جميع التشكيلات".
وأوضح أن "آخر
استطلاع أجراه قسم العلوم السلوكية في الجيش أظهر نتائج خطيرة للغاية، تفيد بوجود
نقص في الثقة بقيادة الوحدات الاحتياطية في القيادة العليا للجيش، في حين أن وتيرة
بنائه الجديدة واقتناء أسلحة جديدة، دون إضافات كبيرة في الميزانية، لن تكون قادرة
على التقدم بشكل صحيح. حتى عندما يتم تخصيص ميزانية لبرامج عسكرية، سيستغرق الأمر
سنوات عديدة للوصول للأرضية الحاسمة والقدرات المهنية للجيش".
وأشار إلى أن
"الأداء المرتبك لآخر قادة للجيش في السنوات الماضية يعني فقدانه لكفاءته
بالوسائل الموجودة، وهذه مقامرة ما كان يجب القيام بها، لأنه إذا اندلعت حرب
متعددة المجالات في السنوات المقبلة، فسيكون الجيش غير كفء وغير قادر على الرد من
حيث الحجم والكفاءة، من الناحيتين الهجومية والدفاعية".