صحافة إسرائيلية

انشقاق أبرز خصوم نتنياهو.. وردود إسرائيلية متباينة

قال ساعر إن حزب الليكود "غير وجهه" خلال السنوات الأخيرة وابتعد عن طريقه الأصلي- جيتي
قال ساعر إن حزب الليكود "غير وجهه" خلال السنوات الأخيرة وابتعد عن طريقه الأصلي- جيتي

أعلن عضو حزب الليكود الإسرائيلي جدعون ساعر، الثلاثاء، انشقاقه عن الحزب، ونيته خوض الانتخابات المقبلة بحزب جديد، موجها انتقادات لاذعة لرئيس الحزب ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.


وقال ساعر في بيان أوردته هيئة البث الإسرائيلية "مكان"، إنه "سيستقيل الأربعاء من الكنيست"، معتبرا أن حزب الليكود "غير وجهه" خلال السنوات الأخيرة، وابتعد عن طريقه الأصلي.


وتابع: "تحول الحزب إلى أداة لخدمة المصالح الشخصية لزعيمه (نتنياهو)، واستبدل بالولاء للقيم النفاق وعبادة الشخص (..)، أمر الساعة هو تغيير حكمه"، بحسب تعبيره.


وكان ساعر خاض انتخابات داخلية لرئاسة حزب الليكود في 2019، منافسا نتنياهو، إلا أنه لم يحصل سوى على 27.5 بالمئة من الأصوات، مقابل 72 بالمئة للأخير.


وعلقت الكاتبة بصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية موران أزولاي، في تقرير ترجمته "عربي21"، بالقول إن "ساعر أعلن الليلة مغادرة حزبه السياسي في الليكود، واستقالته الفورية من الكنيست، وإنه لن يدعم نتنياهو في الانتخابات المقبلة، متهما الحكومة الحالية بسرقة ثقة الجمهور التي أعطيت لها منذ إنشائها، وقبل عام، حاولت إحداث التغيير، وترشحت ضد نتنياهو لقيادة الحزب، لكني قبلت قرار أعضائه، رغم أن الليكود أصبح أداة لمصلحته".

ونقلت أزولاي عن ساعر قوله إن "الليكود كان بيتي السياسي، ومنزلي العاطفي، وهذا القرار عذبني فترة طويلة، لكن الليكود تغير بشكل كبير في السنوات الأخيرة، واستبدل الولاء فيه بدل الطريقة والقيم والأفكار، مقابل إطراء وتصريحات تقترب من عبادة الشخصية لشخص من لحم ودم، ولذلك لم يعد بإمكاني دعم حكومة برئاسة نتنياهو، لم يعد بإمكاني أن أكون عضوا في الليكود بزعامته، أجندة اليوم هي استبدال حكم نتنياهو، الأطول في تاريخ إسرائيل".

 

اقرأ أيضا: ساعر يهاجم نتنياهو ويطرح رؤيته لمستقبل القضية الفلسطينية


وكشف ساعر أن "حزبه الجديد "أمل جديد" "سيكون حزبا وطنيا واجتماعيا واسعا، سيبنى مستقبلا أفضل للإسرائيليين جميعا، دون تحديد موعد انتخابات رسمية ونهائية حتى الآن، لكني أفكر بإمكانية عدم تبكير الانتخابات، وإمكانية التوصل لحل وسط من شأنه إطالة عمر الحكومة".


وأشارت أزولاي إلى أن "ساعر فكر بهذه الخطوة منذ فترة طويلة، بعد أن أدرك أنه لا علاقة له بالليكود، طالما أن نتنياهو يترأسه، ومن المرشحين للانضمام للحزب الجديد عضوة الكنيست يفعات شاشا بيتون، رئيسة لجنة كورونا ويوعاز هاندل، وتسفي هاوزر، وشارون هشاكيل".


بعد وقت قصير من إعلان استقالته من الكنيست، وتشكيله حزبا جديدا، صدرت في الليكود تصريحات قاسية ضد ساعر، واتهموه بأنه "أخلف كل وعوده، وانضم إلى زعيم المعارضة يائير لابيد"، وقد غادر الليكود لأنه هزم في انتخاباته التمهيدية، وفي استطلاعاته الداخلية في الأيام الأخيرة، تراجع إلى المراكز العشرة الأولى، واتهمته بالتخلي عن معسكر اليمين، والانضمام إلى اليسار، وإلى قائمة طويلة من السياسيين الذين تركوا الليكود، ثم انهاروا تماما.


وزيرة النقل ميري ريغيف قالت إن "حزب الليكود قوي الجذور، وكل محاولات تقسيم اليمين انتهت بنكسات، ولن نكرر أخطاء الماضي، والحقيقة أن ساعر غادر الحزب لأنه لم ينتخب رئيسا له، وبذلك، فهو يسير على خطى آخرين لم يقبلوا قرار الناخبين، مثل تسيبي ليفني وموشيه يعلون ودان ميريدور وآخرين، ورغم هذه التحديات، فإن حكومة الليكود، بقيادة نتنياهو ، تبحر بالسفينة في المياه العاصفة".


عضو الكنيست نير بركات، أحد مقربي نتنياهو، قال إنه "من المؤسف أنه خلال أزمة قومية تعيشها إسرائيل، هناك من يختار الفرار من المعركة مرة أخرى، والانشقاق بدلا من الاتحاد".


أزولاي أشارت إلى أن "انشقاق ساعر هبطت مثل صاعقة في يوم صاف، وبقدر ما أصر على إذلال نتنياهو، وإهانته، لكن السؤال الذي يطرحه الكثيرون عمن سينضم لهذه العاصفة، ومن الواضح أن ساعر سيخلط الأوراق مرة أخرى، وجها لوجه مع نتنياهو".

 

اقرأ أيضا: تحرك لتنحية نتنياهو عن "الليكود" وغانتس يدعو لحكومة بالتناوب


يارون دروكمان كتب أن "ساعر، 54 عاما، ظهر للمرة الأولى في الحياة الحزبية الإسرائيلية عام 1999، وعمل سكرتيرا لحكومة نتنياهو، ولأكثر من 13 عاما انتخب عضوا في الكنيست ووزيرا في حكومة الليكود، ورغم خسارته أمام نتنياهو في انتخابات قيادة الحزب، وأنه لم يحصل على منصب في حكومته، فقد احتفظ ساعر بالولاء لليكود، لكنه قرر الليلة التقاعد، والشروع في مسار جديد".


وأضاف بمقاله الذي نشرته "يديعوت أحرونوت"، وترجمته "عربي21"، أن "ساعر عمل في شبابه صحفيا، ومراسلا للقناة الثانية، وسرعان ما غير الاتجاه في المجال القانوني، وبدءا من 1997 عمل مساعدا لمحامي الدولة، ثم بدأ حياته السياسية عام 1999، وعاصر رئيس الحكومة أريئيل شارون، وفي عام 2003، تم انتخابه لأول مرة لعضوية الكنيست على قائمة الليكود، وفي الكنيست الـ16 شغل منصب رئيس الائتلاف، ورئيس كتلة الليكود".


وأكد أنه "بعد انتخابات 2006، حين حصل الليكود على 12 مقعدا، بقي ساعر بمنصبه رئيسا لكتلته، ونائبا لرئيس الكنيست، ورئيسا للجنة المساواة بين الجنسين، وفي الانتخابات التمهيدية لقائمة الليكود للانتخابات الـ18، تم انتخابه في المركز الأول، واحتل المركز الثاني بعد نتنياهو، الذي شكل الحكومة، وعينه وزيرا للتربية، وخلال عمله، نفذ العديد من الإصلاحات في نظام التعليم، بما في ذلك دخول قانون التعليم الإلزامي المجاني".


وأشار إلى أنه "بعد انتخابات 2013، تم تعيين ساعر وزيرا للداخلية، وفي سبتمبر 2014، ألقى قنبلة سياسية، وفي حديث شهير أمام ألف من نشطاء الليكود، أعلن تقاعده مؤقتا من الحياة السياسية، واستقالته من الحكومة والكنيست، ولم يذكر نتنياهو بخطابه بسبب مواجهتهما المستمرة، وخلال فترة تقاعده من الكنيست، عمل باحثا أول بمعهد دراسات الأمن القومي، ومحاضرا في الحكومة والإصلاح".

 

وأوضح أنه "في الفترة التي سبقت انتخابات الكنيست في مارس 2019، عاد ساعر للحزب، وخاض الانتخابات للحصول على مكان بقائمة الليكود، ورغم محاولات نتنياهو دفعه لأعلى مستوى ممكن في أعلى القائمة، إلا أنه احتل المركز الخامس، في الفترة التي سبقت انتخابات مارس 2020، ترشح ضد نتنياهو لرئاسة الليكود، وفي الانتخابات التمهيدية التي أجريت نهاية ديسمبر 2019، حصل على 27.5 بالمئة".


وأشار إلى أنه "بعد تشكيل الحكومة في مايو 2020، ترك نتنياهو ساعر خارج الحكومة، رغم أنه كان على رأس قائمة الليكود للكنيست، وفي الكنيست الحالية عمل عضوا في لجنة الشؤون الخارجية والدفاع، وعضوا في اللجنة المشتركة للتطبيقات البيومترية، وفي عدة لجان أخرى، مثل اللجنة الفرعية للاستخبارات والخدمات السرية والأسرى والمفقودين".

التعليقات (0)