هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
دعا عضو الأمانة العامة للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الباحث الليبي علي الصلابي كل الشخصيات التي تعتلي المناصب الكبرى في ليبيا من أمثال عقيلة صالح وفايز السراج وخليفة حفتر وخالد المشري إلى أخذ خطوة للوراء وترك المساحة لليبيين للتوافق على أسماء بعيدة عن الصراع ويمكن أن تحقق المصالحة الوطنية.
وقال الصلابي في حديث خاص مع "عربي21" اليوم الاثنين: "لا يمكن لشخصيات ولغت في الدم أو ضيعت فرصة تحقيق المصالحة الحقيقية الصادقة وهي في مناصبها، أن تنتج حلا في المستقبل، فلا استقرار بدون السلام والمصالحة الوطنية".
وأكد الصلابي أنه "لا يعقل أن يظل إقليم برقة محتكرا لشخصية تستغل معاناته من أجل أن تستمر في بيئة الحرب والصراع، والعمالة للخارج"، وقال: "تصويت أعضاء الحوار بنسبة تجاوزت الـ60% ضد ترشح المسؤولين السابقين التنفيذيين والتشريعيين تعكس رغبة الليبيين في تجديد الدماء والخروج بأسماء جديدة".
وأضاف: "تصويت أعضاء الحوار بهذه الأغلبية بالرغم من المساعي العديدة ممن هم في السلطة للاستمرار تبطل كل ما كان يسوق بأن لهم أغلبية مؤيدة".
وشدد الصلابي على أن "نتائج الحوار حتى الآن تثبت أن بإمكان الليبيين الخروج بحل يتحملون فيه مسؤليتهم أمام الله ثم الشعب، وتبطل ما كان يسوقه البعض بأن هناك قوى دولية تفرض أسماء بعينها، فلا حجة لهم اليوم وعليهم تقع المسؤولية".
وثمّن الصلابي تحديد الحوار لموعد ثابت للانتخابات، وقال: "لطالما كنا نقول إن الأجسام الهزيلة لا تنتج إلا جسما هزيلا. ومن حق الليبيين أن يتحرروا من الأسماء التي اختزلت المشهد السياسي والعسكري في ذواتها، وأن يتمتعوا بحقهم الكامل في اختيار حكامهم ومحاسبتهم وإقالتهم".
وأعرب الصلابي عن أسفه لما يتم تداوله عن صفقات مالية وشراء ذمم في قضية وطنية، دون استشعار المسؤولية العظيمة ومحاسبة الله عز وجل، وقال: "ستظل النخبة السياسية تسعى لمصالحها الضيقة طالما كان الشعب مغيبا وإرادته مسلوبة".
وأضاف: "أثق في قدرة الشعب الليبي على تخطي المحن والانتقال إلى الأمام وإلى حياة كريمة واستقرار بحول الله"، على حد تعبيره.
وأعلنت المبعوثة الأممية إلى ليبيا بالإنابة ستيفاني ويليامز؛ في ساعة متأخرة مساء أمس الأحد في تونس أن جولة الحوار اللّيبي المباشر بتونس انتهت بـ"نتائج إيجابية جدا"، على الرغم من عدم التوصل إلى اتفاق على أسماء أعضاء السلطة الموحدة، وأن جولة جديدة ستعقد عبر الإنترنت الأسبوع المقبل.
وأوضحت ويليامز خلال مؤتمر صحفي، مساء الأحد، أن النتائج الإيجابية تتجسد في تحديد تاريخ إجراء الانتخابات وتحديد اختصاصات السلطة التنفيذية وشروط الترشح للمجلس الرئاسي والحكومة.
وحول ما أثير من تعثر المشاورات بسبب الخلاف حول المناصب، أوضحت ويليامز أن مقترح منع كبار المسؤولين الليبيين المشاركين في الحكم منذ 2014 من الترشح للمناصب لم يحظ بإجماع.
وكانت مناقشات ملتقى الحوار الليبي المباشر انطلقت بتونس الاثنين الماضي، وتوصل فيها المشاركون إلى تحديد تاريخ 24 كانون الأول/ ديسمبر 2021 موعدا لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية على أسس دستورية.
وعقدت المناقشات في تونس بالتزامن مع محادثات عسكرية في مدينة سرت الساحلية الليبية تتعلق بآليات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.
إقرأ أيضا: اختتام الحوار الليبي بتونس.. والبعثة الأممية: "نتائج إيجابية"