هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشف رئيس جمعية إسلامية في النمسا،
لـ"عربي21" عن تفاصيل تتعلق بحملة المداهمات والاعتقالات التي شنتها
السلطات هناك، بدعاوى "الإرهاب وغسيل الأموال، والارتباط بجماعة الإخوان
المسلمين وحماس" بحق عدد من المراكز والجمعيات الإسلامية.
وقال رئيس الجمعية الذي فضل عدم ذكر اسمه،
بناء على توصية من محاميه، إن الحملة شملت عشرات الأشخاص والجمعيات في وقت متزامن
فجر أمس الاثنين، وكانت بصورة غير معهودة في النمسا، من ناحية الهجوم على المنازل،
والتعدي اللفظي على الأشخاص وترويع النساء والأطفال.
وأضاف: "من بين المعتقلين أعرف 13 شخصا،
وهناك آخرون، وجميعنا نشطاء ندير جمعيات حقوقية، وتهتم بشؤون الجالية الإسلامية،
منذ قرابة 40 عاما، ووجه المدعي العام اتهامات فورية لنا، دون التطرق حتى لمسألة
أننا مشتبه بنا".
وتابع: "بعد اعتقالي، خضعت للتحقيق،
بشأن الجمعية والنشاطات، ومن جملة ما ورد الحديث عن المظاهرات الشعبية التي كنا
ننظمها في النمسا، وشعار رابعة، وسبب رفعه أو التعاطي معه".
ولفت رئيس الجمعية إلى أنه من بين المعتقلين
كان هناك مسنون. و"طبيعة الأسئلة التي طرحت خلال الاستجوابات، تؤكد أن ما
يجري مخطط لأهداف سياسية، تتعلق باليمين المتطرف وبالتحريض الإماراتي، المتواصل
على الجمعيات الإسلامية.
وقال: "ما زلت لا أتخيل أن تحصل مثل
هذه المداهمات في النمسا، على غرار ما تقوم به بعض الأنظمة العربية في قمعها
للنشطاء السلميين".
إقرأ أيضا: مخاوف لدى مسلمي النمسا من تصاعد العداء لهم
وأشار إلى أن ما جرى "مخطط معد مسبقا،
بسبب انزلاق الحكومة نحو اليمين المتطرف، وتبني سياساته" متهما في الوقت
ذاته، جماعات محلية "ممولة من الإمارات، بالمشاركة في عملية التحريض على
الجمعيات الإسلامية، وترويج مصطلح الإسلام السياسي".
وأضاف رئيس الجمعية: "خرج أحد المحسوبين
على الإمارات، والذين يتلقون دعمها بوضوح على وسائل الإعلام قبل الحملة، من أجل
التحريض على الجمعيات، واتهامها بتمويل الإرهاب".
وألقى كذلك باللائمة على الحكومة النمساوية،
وقال إن "الحملة مخطط لها، بالتساوق مع حملة ماكرون، خاصة بعد هجوم فيينا
الذي راح ضحيته أبرياء من شخص إرهابي، ورغم إدانة المجتمع المسلم في البلاد
للجريمة، إلا أن الاستهداف كان واضحا ومعدا مسبقا".
ولفت إلى أن أبرز الأشخاص الذين "قاموا
بإسعاف الجرحى، بعد الهجوم الإرهابي، الذي سبق أن تم التحذير منه، كانوا من
المسلمين، وهم شابان تركيان وآخر فلسطيني".
وأشار إلى أن وزير الداخلية النمساوي، "تلقى
تحذيرا من أن منفذ الهجوم، الذي تبناه تنظيم الدولة، كان في طريقه لشراء ذخيرة،
لكن بدلا من محاسبة الوزير، انحرفت البوصلة لاتهام المسلمين وجمعياتهم في البلاد".
وعلى الرغم من الهجمة التي وصفها رئيس الجمعية
بالشرسة على المسلمين، إلا أنه أشار "لوجود أصوات ترفض ما يجري، ومنهم خبير
في الأديان صرح بأن جماعة الإخوان، لم يسبق أن ارتكبت جريمة عدائية في عموم
أوروبا".
وكانت قوات الأمن النمساوي أقدمت صباح الاثنين،
على شن حملة اعتقالات ومداهمات واسعة في 4 مناطق مختلفة في البلاد، طالت أكثر من
60 موقعا زعمت أنها مكاتب ومقار لجماعة الإخوان المسلمين وحركة المقاومة الإسلامية
(حماس)، وألقت القبض على 30 شخصا.
وأعلنت النيابة العامة، أن تلك الحملة
"ليست على ارتباط" بالاعتداء الذي وقع قبل أسبوع في العاصمة فيينا وأسفر
عن مقتل 4 أشخاص.
وأفاد مكتب المدعين العامين في منطقة شتايرمارك
بأن التحقيق الذي بدأ قبل حوالي عام يستهدف "أكثر من 70 مشتبها به وعددا من
الجمعيات التي يشتبه بأنها تابعة لتنظيمي الإخوان المسلمين وحماس وتدعمهما".
وشددت النيابة النمساوية في بيان لها على أن
الحملة "جاءت نتيجة تحقيقات مكثفة وشاملة أجريت منذ أكثر من عام في جرائم
العمل ضد مصلحة الدولة، والانتماء لتنظيم إجرامي، وتكوين جمعية إرهابية وتمويل
الإرهاب وغسيل الأموال".
وشملت المداهمات مناطق شتايرمارك وكارينثيا
والنمسا السفلى وفيينا، وقال وزير الداخلية النمساوي كارل نيهامر في بيان على
حسابه في تويتر إن المداهمات تهدف إلى "قطع جذور الإسلام السياسي، ونعمل بكل
قوتنا ضد هذه المنظمات الإجرامية والمتطرفة واللاإنسانية".